ضمن خطط توسيع احتلالها للأراضي السورية، توغلت قوات صهيونية اليوم، باتجاه منطقة بدعا القريبة من العاصمة دمشق، في احتلال جديد لأراض تضاف إلى الجولان الذي تحتله منذ سنوات جنوب غربي البلاد.
ومنذ سيطرة الجماعات المسلحة على نظام الحكم في سوريا يوم 8 كانون الأول/ ديسمبر 2024، يواصل العدو الصهيوني توسيع احتلالها للأراضي السورية، حتى باتت على مشارف ضواحي دمشق.
وفي هذا الإطار، توغلت قوة صهيونية مكونة من نحو 30 جنديا، و3 جرافات ومثلها من الدبابات، باتجاه بدعا الواقعة على بعد نحو 20 كلم من مطار المزة العسكري شمال شرق جبل الشيخ على الحدود بين سورية ولبنان.
وشرعت القوة المتوغلة في أعمال حفر وشق طرق ترابية من الحدود الفلسطينية باتجاه منطقة الدريعات، حيث دمرت أراضي زراعية باستخدام جرافات، ما جعلها غير صالحة للاستخدام.
وفي السياق، قال “جيش” العدو الصهيوني في بيان له الأربعاء، إن “قوات الفرقة 210 تواصل العمل في سورية من أجل ضمان الأمن والحماية لسكان إسرائيل وخصوصا سكان هضبة الجولان. في إطار المهمة عثرت القوات على أكثر من 3300 قطعة سلاح ومستندات ومن بينها دبابات للجيش وبنادق وصواريخ مضادة للدبابات وأخرى من نوع (RPG)، وقذائف هاون وقاذفات ووسائل استطلاع ووسائل قتالية أخرى”.
وذكر أنه “جرى مصادرة أكثر من 170 ألف قطعة سلاح ومستندات من قبل قوات الجيش من جميع جبهات القتال في قطاع غزة ولبنان وسورية”.
تدمير أراض زراعية
وقال عبدو القريان أحد سكان بلدة المالكة بمحافظة القنيطرة، إن الكيان الصهيوني تواصل احتلال الأراضي السورية بحجة “تعزيز الأمن والاستقرار”.
وأضاف أن القوات الصهيونية “أنشأت تحصينات في جبل الشيخ والتلول الحمر” بالمنطقة.
وتابع “قوات الاحتلال تدخل القرى، وبلدة المليحة، وتلة داريا، وتقوم بتجريف الأراضي الزراعية هناك بالكامل”.
وتحدث المواطن السوري عن “دمار كبير” ألحقته القوات الإسرائيلية بالأراضي الزراعية نتيجة استخدام الجرافات.
وأردف “حاليا، أصبحت القنيطرة بالكامل تحت الاحتلال الإسرائيلي”.
ودعا القريان المجتمع الدولي والإدارة السورية الجديدة بقيادة أحمد الشرع، إلى “التحرك لوقف الاحتلال الإسرائيلي” لأراضي البلاد.
العدو مزيد من القرى
وقال أبو أحمد أحد سكان المنطقة، إن “إسرائيل تواصل فرض ضغوطها على السكان في المناطق التي تحتلها بريف القنيطرة ومحافظة درعا”.
وأوضح أن سكان القرى السورية التي تحتلها إسرائيل يؤكدون أن الأخيرة “ستخسر، ولن تجرؤ على العودة إلى هذه الأراضي مجددا”.
وألحق “جيش” العدو الصهيوني الأسبوع الماضي أضرارا بمناطق سكنية يقطنها مدنيون في بلدات العشة والحيران وأبو غارا، ومزرعة الحيران في محافظة القنيطرة.
كما ألحقت الدبابات الصهيونية أضرارا بالأراضي الزراعية وأعمدة الكهرباء والطرق في البلدات الأربع، بجانب قطعها الأشجار على جانبي الطرق التي مرت بها.
إلى ذلك، احتل “جيش” العدو الصهيوني قريتي جملة ومعربة الواقعتين في حوض اليرموك جنوبي محافظة درعا.
هجمات صهيونية على سورية
وتزامنا مع تصعيد ضرباتها الجوية وزيادة التوغل البري في أعقاب سيطرة الجماعات المسلحة على سورية، احتلت القوات الصهيونية مؤخرا مبنى محافظة القنيطرة في البعث ، وتحويله إلى قاعدة عسكرية.
وكانت سورية قد شيدت “مدينة البعث” في المنطقة التي استعادتها بعد حرب تشرين الأول/ أكتوبر التي شنتها بالاشتراك مع مصر ضد الكيان الصهيوني الغاصب عام 1973، لتحرير أراضيهما المحتلة.
ونظم أهالي قرية السويسة بالقنيطرة، في 25 كانون الأول/ ديسمبر المنصرم، مظاهرة ضد العدو الصهيوني لأراضيهم، حيث أطلق جنود الاحتلال النار على المتظاهرين، ما أدى إلى إصابة 3 مواطنين.
ومنذ حرب 5 يونيو/ حزيران 1967، يحتل العدو الصهيوني 1150 كلم مربعا من إجمالي مساحة هضبة الجولان السورية البالغة 1800 كلم مربع، وأعلنت في 1981 ضمها إليها في خطوة لا يعترف بها المجتمع الدولي.
واستغل العدو الصهيوني التطورات الأخيرة واحتلت المنطقة السورية العازلة في محافظة القنيطرة، معلنة انهيار اتفاقية فض الاشتباك لعام 1974، في خطوة نددت بها الأمم المتحدة ودول عربية.