جاء بيان اللجنة الخماسية الدولية المعنية باليمن والذي دعا لاستغلال موارد كل الأطراف لصرف المرتبات، ليؤكد نجاح صنعاء في فرض قضية الالتزام بصرف الرواتب كشرط أساسي لتمديد الهدنة في اليمن، ورضوخ التحالف لهذا الشرط تحت ضغط الحاجة إلى استقرار سوق الطاقة، المضطرب أساسا بفعل الحرب في أوكرانيا، ومن شأن عودة الحرب في اليمن أن تجعله أكثر اضطرابا، حيث يؤكد كبير مفاوضي صنعاء محمد عبدالسلام أن لا استقرار في المنطقة مالم يكن هناك استقرار في اليمن.
بحسب مصدر مطلع في وفد صنعاء للمفاوضات فإن الأيام الأخيرة شهدت حراكا دبلوماسيا واسعا تقوده الولايات المتحدة وبريطانيا، بهدف تمديد الهدنة في اليمن، لكن الوفد رفض تمديد الهدنة بشكلها الحالي، مؤكدا أنها لا تصب في صالح اليمنيين، ولا ترضيهم، وأصر على قضية صرف المرتبات كشرط أساسي لأي تمديد، باعتبار أن استمرار تمديد الهدنة دون أي تطور في الجانب الاقتصادي او مسار الحل السياسي الشامل، لا يمثل أي فائدة حقيقية لليمنيين بل يجعل من الهدنة غاية بدلا عن كونها وسيلة لإنهاء الحرب.
ووفقا للمصدر فقد وافقت السعودية والإمارات والولايات المتحدة وبريطانيا التي كانت تسمى بالرباعية الدولية على شرط صنعاء، وقد تم الإعلان عن ذلك من خلال البيان المنبثق عن اجتماع في مسقط لهذه الدول التي باتت تشكل إلى جانب سلطنة عمان ما يعرف باللجنة الخماسية والذي أكد على أهمية” أن تستخدم جميع الأطراف العوائد، بما في ذلك عوائد ميناء الحديدة، لدفع الأجور” وهي العبارة التي بدا وكأنها استنسخت تماما من تصريحات رئيس وفد صنعاء محمد عبدالسلام، بالإضافة إلى أنها المرة الأولى التي تتحدث فيها دول دول التحالف مع الولايات المتحدة وبريطانيا عن صرف المرتبات باستخدام جميع الموارد منذ اتفاق السويد.
وكان محمد عبدالسلام قد أكد في تصريح لتلفزيون المسيرة يوم الثلاثاء أن صنعاء لا تمانع من صرف المرتبات، بل هي التي طالبت منذ البداية، والطرف الآخر يرفض جملة وتفصيلا.
وقال عبدالسلام: نحن نقول أمام الرأي العام أن تصرف مرتبات الموظفين من عائدات ميناء الحديدة، والإيرادات الأخرى، مؤكدا أن عائدات ميناء الحديدة لا تصل إلى 10 مليار، وفي المقابل هناك إيرادات من مبيعات النفط التي يقوم الطرف الآخر ببيعها، تصل في الشهر الواحد إلى 240 مليون دولار.
وأضاف عبدالسلام أن صنعاء خاطبت الطرف الآخر أن : أي إيراد من ميناء الحديدة، أضيفوا إليه من إيراداتكم ما يكفي لصرف مرتبات اليمنيين.
وشدد عبدالسلام على صرف مرتبات الموظفين، ليس فقط المرتبات في الوقت الحالي، ولكن حتى المرتبات المتأخرة، ومرتبات المتقاعدين الحالية والمتأخرة.
ويرى مراقبون أن قبول التحالف بمقترح صنعاء لصرف المرتبات يأتي من إدراكه أن عدم تمديد الهدنة، يعني العودة إلى استهداف منشآت النفط السعودية والإماراتية، وهو ما سبق أن طرقت الرياض بشأنه ناقوس الخطر في شهر مارس الماضي حيث أعلنت أن الهجمات التي تطال منشآتها النفطية تهدد إمدادات النفط العالمية، وإذ لا حيلة لتفادي هذه الهجمات إلا بتمديد الهدنة، كان القبول بمقترح صنعاء لصرف المرتبات هو الخيار الأمثل.