أدلى أسرى فلسطينيون من قطاع غزة بشهاداتهم عن هول ما عانوه من تعذيب “وحشي”، وتحقيق يجبرهم القول بما لم يقترفوه هروبًا من أساليب الضغط الممارسة بحقهم، في سجون الاحتلال التي باتت تُعرف بـ “مقبرة الأحياء”.
أفرجت سلطات الاحتلال عن 22 أسيرًا عبر حاجز كرم أبو سالم، وجرى نقلهم إلى المستشفى الأوروبي شرق خان يونس جنوبي القطاع، وقد بدت آثار تعذيب واضحة عل أيديهم وأرجلهم جميعًا.
وأوضح الأسرى أنهم اعتقلوا من شمال قطاع غزة، وأن بينهم مَن كان في مستشفى كمال عدوان، وآخرين أجبروهم على إخلاء منزلهم في جباليا، وتم وضعهم جميعًا في سيارات وضربهم بشدة خاصة في رؤوسهم.
وقال أحد الأسرى المفرج عنهم “عاملونا كالكلاب، أي شيء يريدون فعله فينا فعلوه، يضربونا ويتبولون علينا، نظل واقفين طول اليوم حتى يسمح لنا أحدهم بالجلوس، وكمان مستوطنين ضربونا، وحينما كنا نشتكي للجنود كانوا يقولون لنا: مش مشكلة”.
وكشف الأسير المحرر محمود النجار من معسكر جباليا، أن الجيش اعتقل الكثير من الأطباء والمسنّين وحتى الأطفال والمرضى. وقال النجار إن الأسير معاذ ريان استشهد على أيديهم في السجن، كما تم اغتصاب بعض الأسرى، وفقًا للنجار.
وتحدث النجار بأسى عن سخرية جنود الاحتلال من عدم وجود دعم عربي للشعب الفلسطيني “الجنود يقولون لنا أنتم أسرى حرب لا أحد يهتم بكم، حتى العرب ما بيسألوا عليكم، أنتم هنا نقتلكم ونرميكم جثث”، وتابع “حالات تعذيب مخيفة بحق الأسرى، نترجاكم ونبوس على أقدامكم إنقاذ الأسرى”.
وخلال الأشهر الماضية، أطلق الجيش الإسرائيلي سراح عشرات المعتقلين من غزة على دفعات متباعدة، ومعظمهم عانوا من تدهور في أوضاعهم الصحية جراء التعذيب.
أفرجت قوات الاحتلال “الإسرائيلي”، صباح اليوم الجمعة، عن 20 أسيرًا من قطاع غزة، عقب اعتقالهم لعدة أشهر وأسابيع، خلال عمليات التوغل والاجتياح البري للقطاع.
وقالت مصادر صحفية، إن الاحتلال أفرج عن 20 أسيرا من غزة عبر الصليب الأحمر، بعد الإفراج عنهم عبر معبر كرم أبو سالم جنوب قطاع غزة، وجرى تحويلهم لمستشفى غزة الأوروبي شرق خانيونس؛ لتلقي العلاج.
يأتي ذلك بعد ساعات من إعلان هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسيرعن استشهاد الأسيرين سميح عليوي من نابلس وأنور اسليم من غزة في سجون الاحتلال”.
ويحتجز الاحتلال نحو 2500 أسير وأسيرة من قطاع غزة منذ بدء العدوان في سجون سيديه تيمان، عنتوت، عوفر العسكري، والنقب، وفقًا لتصريحات رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدورة فارس.
ومنذ أن بدأ عمليته البرية بغزة في 27 أكتوبر 2023، اعتقل جيش الاحتلال آلاف الفلسطينيين، بينهم نساء وأطفال وعاملون بالطواقم الصحية والدفاع المدني، وأُفرج لاحقًا عن عدد ضئيل منهم، ولا يزال مصير الآخرين مجهولًا.
وكشفت منظمات حقوقية ووسائل إعلام إسرائيلية عن معاناة معتقلين فلسطينيين من غزة من تعذيب وإهمال طبي، أوديا بحياة العديد منهم في مراكز اعتقال إسرائيلية.