مفاوضات شرم الشيخ على مفترق حاسم بين السلام والحرب في غزة

انطلقت في شرم الشيخ المصرية جلسات التفاوض غير المباشرة بين الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي لبحث تهيئة الأوضاع الميدانية للإفراج عن الأسرى؛ وفيما تؤكد حماس تفاؤلها الحذر، تشارك تل أبيب وفق الاعلام العبري بوفد بتشكيلة أولية بدون مشاركة المستوى القيادي الأعلى.

أجواء شرم الشيخ تذيب جمود المفاوضات بين حركة حماس والاحتلال الاسرائيلي، وخفض حدة التصعيد بين الوفدين، الذين دخلا جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة، في محاولة للتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى، ضمن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في غزة.

مفاوضات تأتي في ظل ضغوط أميركية للإسراع في تنفيذ الخطة، والإفراج عن جميع الأسرى خلال 3 ايام، مقابل انسحاب إسرائيلي تدريجي من القطاع ونزع سلاح حماس؛ ضغوط يصعد في حدتها الرئيس ترامب بشكل مستمر، حيث أكد مؤخرا أنه لن يقبل بأي تأخير، موفدا مبعوثه الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف وصهره جاريد كوشنر لمتابعة سير المفاوضات والمشاركة في جولاتها.

تل أبيب شاركت وفق الاعلام العبري بوفد بتشكيلة أولية بدون مشاركة المستوى القيادي الأعلى؛ بعد أسابيع من التصعيد ومحاولة اغتيال قادة حماس في الدوحة، أمر قد يزيد من حدة التوتر المحيط بالمفاوضات الحالية، وفق مراقبين.

في المقابل، وعلى الرغم من موافقة حماس المبدئية على بنود إطلاق سراح الأسرى والانسحاب الاسرائيلي، تبدي حماس تحفظًا على بعض البنود، لا سيما مستقبل غزة والحكم في القطاع، مطالبة بضمانات لوقف دائم لإطلاق النار وانسحابات أوسع. في ظل شكوك أبداها مسؤولون فلسطينيون عن إمكانية التوصل إلى اتفاق سريع.

وبين تشدد المواقف وضغوط الوسطاء، تطفو على سطح السياسة، سيناريوهات ثلاث، يعتمد انتصار إحداها على مواقف الطرفين؛ بين سيماريو التقدم المحدود في المفاوضات، بما يفضي إلى اتفاق مبدئي لتبادل جزئي للأسرى وتهدئة مؤقتة؛ بانتظار استكمال البنود السياسية لاحقًا.

وبين سيناريو الانفراجة الشاملة، بقبول الخطة الأميركية بالكامل من قبل حماس. أو التعثر أو الانهيار الكامل، وفشل المفاوضات، التي قد يتسبب بها رفض حماس للشروط الأميركية والإسرائيلية، أو استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية، ما يؤدي إلى تجميد المسار مرة أخرى وعودة التصعيد.

مفاوضات شرم الشيخ تقف على مفترق حاسم، بين تفاؤل واشنطن الحذر وتشدد الميدان؛ لتشكل شرم الشيخ محطة اختبار جديدة لمساعي إنهاء الحرب، وفرصة نادرة أمام الوسطاء لإعادة خيوط التهدئة إلى مسارها، وإخراج المنطقة من دائرة المواجهة من جديد.

 

اشترك وانظم ليصلك آخر الأخبار عبر منصات العين برس على مواقع التواصل الإجتماعي :

واتس أب تيليجرام منصة إكس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *