مصباح سحري أم أداة إبادة؟ ‘جيني’ الذكاء الاصطناعي في خدمة الاحتلال

يعمل جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ نحو نصف عام على تطوير روبوت محادثة (Chatbot) يعتمد على الذكاء الاصطناعي، بهدف مساعدة كل قائد قتالي

يعمل جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ نحو نصف عام على تطوير روبوت محادثة (Chatbot) يعتمد على الذكاء الاصطناعي، بهدف مساعدة كل قائد قتالي على تحسين قدرته على اتخاذ القرارات. واختار الجيش الصهيوني اسم “جيني” لهذا النظام، على غرار الجني أو المارد من قصة “علاء الدين” الخيالية الذي يخرج من المصباح ويحقق الأمنيات.

وكشفت صحيفة يديعوت أحرونوت، اليوم الثلاثاء، عن بعض ما تعمل عليه الوحدة المختارة التي تطوّر هذا النظام، والتي تضم 20 شخصاً تم اختيارهم بعناية من بين المتفوقين في الدورات والمسارات الخاصة في جيش الاحتلال. وفي مقابلة مع قادة الوحدة، يشرحون كيف يواكب الجيش سرعة التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي، وكيف يعمل “جيني”.

وتصف الصحيفة هذه التقنية بأنها تبدو تماماً مثل صفحة البداية لـ” تشات جي بي تي” أو أي من خدمات الدردشة الجديدة القائمة على الذكاء الاصطناعي التي ظهرت: نافذة إنترنت نظيفة في وسطها مربع نص للكتابة الحرة، وفي أعلاها العنوان: “ما الذي يثير اهتمامك؟” وفي أسفل الإطار، خيارات إضافية للبحث وتصنيف مصادر المعلومات.

وليس من قبيل الصدفة أنه سُمّي على اسم الجني النشط من “علاء الدين” الذي يحقق الأمنيات. روبوت المحادثة، وهو برنامج كمبيوتر قائم على الذكاء الاصطناعي يمكنه التفاعل مع البشر، وتم إطلاقه قبل شهر بما هو تطبيق على شبكة الإنترنت المغلقة التابعة لجيش الاحتلال، وبدأ استخدام نسخته الأولية في جميع غرف العمليات العسكرية التابعة للجيش.

وتتيح التقنية، للقائد الذي يحتاج إلى اتخاذ قرارات حاسمة بسرعة بناءً على معلومات موثوقة، طرح الأسئلة على “جيني” بلغة طبيعية والحصول على إجابات مفصّلة. ويستخدم “جيني” البيانات الضخمة المخزنة في السحابة العملياتية لجيش الاحتلال، والتي يتم تحديثها بشكل مستمر، ومن حيث المبدأ، مثل أي روبوت محادثة، فهو قادر على تحديد الحالات الاستثنائية، وتلخيص الأحداث، وتقديم رؤى حيوية من جميع الأنواع من هذا المخزون.

وعلى الرغم من أنّ المطوّرين في وحدة الاتصالات العسكرية يؤكدون أنّ هذه النسخة تهدف حالياً فقط إلى “تقديم تجربة أولية” ولا يمكن الاعتماد عليها بعد لاتخاذ القرارات، إلا أنّ ردود الفعل كانت حماسية. وتم اختيار ثلاث غرف عمليات محددة لتقديم ملاحظات يومية مباشرة للمطورين، فيما الجدول الزمني لاستكمال النسخة الكاملة هو ثلاثة إلى أربعة أشهر من اليوم. كما أن النسخة الخاصة بالهواتف المحمولة العسكرية في طريقها للإطلاق.

المسؤول عن مشروع روبوت المحادثة العسكري الجديد القائم على الذكاء الاصطناعي هو قسم صغير يُدعى “مصنع النصوص”، وهو جزء من وحدة أكبر تُعرف باسم “ماتسبين” (أنظمة عسكرية للقيادة، التحكم والإدارة). تُعد “ماتسبين” بمثابة مركز البرمجيات الرئيسي لجيش الاحتلال الإسرائيلي، وهي مسؤولة عن تطوير وتشغيل الأنظمة العملياتية المحوسبة لجيش الاحتلال. وقد تم إنشاء هذا القسم قبل ستة أشهر فقط.

“في وحدة ماتسبين، نحن نعمل تماماً مثل شركة تكنولوجيا فائقة (هايتك)، وبالنسبة لي، فإن وحدتي تُدار كأنها شركة ناشئة”، يقول رئيس القسم، النقيب الذي رمزت إليه الصحيفة بالحرف د، ويضيف “لدينا هنا مديرو تطوير ومنتجات، يقومون بفحص احتياجات كل عميل (زبون) ومرافقته خلال العملية، كما لدينا مديرو عملاء، ومجموعات تطوير، وفرق تطوير، وغيرها”.

وأوضح “د” أنّ العملاء أو الزبائن، هم جميع القوات المشاركة في العمليات العسكرية والمنتشرة في الميدان مع حواسيب ثابتة، وأجهزة لوحية (تابليت) وأجهزة خليوية عسكرية، في كل غرفة عمليات أو جهة عملياتية أخرى. وواصل “د” حديثه عن “مصنع النصوص”، قائلاً: “تم إنشاء القسم للاستفادة من جميع المعلومات المتراكمة في عشرات الأنظمة العملياتية، حيث تخدم كل منها عملية مختلفة ومحددة. اليوم، عندما يُعقد اجتماع للقادة أو يتم تقييم الوضع، ويريد أحد القادة على سبيل المثال، معرفة، من كان الفريق الأول الذي هاجم مستشفى الشفاء في غزة، فإنه يسأل نفسه: لحظة، أين يمكنني العثور على هذه المعلومة؟ من الصعب معرفة أي من الأنظمة المختلفة تحتوي على الإجابة. هذه عملية غير فعالة. إدراكنا الأساسي هو أنه إذا لم يكن الأمر بسيطاً، فلن يكون فعالاً. لا يمكن توريط القائد في الميدان بإجراءات معّقدة”. وبيّن قائد الوحدة أن “جيني”، متّصل أيضاً في الوقت الفعلي بجميع الأنظمة العملياتية، بمعنى، إذا تم تحميل مستند جديد على أحدها، أو تحديث مستند، يتم تحديث “جيني” فوراً.

وقال إن العمل جار من أجل الحصول على أعلى مستوى من الدقة، لكي لا يقدّم “جيني” معلومات خاطئة، مؤكداً أن دقة المعلومات تشكّل تحدياً كبيراً. وأضاف: “على أي حال، نظراً لأننا في عالم يجب التعامل معه بقدسية واحترام (يقصد الجيش) فإننا نؤكد للقادة أن روبوت المحادثة لا يحل محل الإنسان، بل يعمل على تحسين عملية اتخاذ القرارات العملياتية. علاوة على ذلك، فإن الإجابة التي يقدّمها جيني تكون دائماً مدعومة بإحالات إلى المصادر التي استند إليها في تقديمها”.

العين برس:

للاشتراك بمجموعة العين برس على واتس أب
اشترك بقناة تيلجرام
تابعنا على منصة إكس “تويتر”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *