تمتلك اليمن ثروة نفطية وغازية كبيرة، وموقعاً جغرافياً استراتيجياً جعل منها مطمعاً للدول على مر العصور.
فاليمن تعيش لعنة الموقع والثروة، وهذا قدر أبنائها، والذين للأسف لم يحكمهم في السابق من يحمي أراضيهم ويستغل موقع بلادهم ويستخرج وثرواتهم المخزنة في باطن ترابها وكذا يستصلِح ويزرع تربتها الخصبة والطاهرة التي لا تقبل أن يدنسها أجنبي.
فكم مرات تعرضت اليمن لمحاولات الاحتلال من قبل الرومان والبرتغال، والفرس والإنجليز والأتراك ولكنهم في الأخير يغادرونها مرغمين مهزومين، حتى وإن بقي محتلّاً لها فترة من الزمن لسببٍ أَو لآخر، وكأن التاريخ يريد أن يعيد نفسه ويجرب حظه.
فمنذ ثمانية أعوام ودول تحالف العدوان السعوصهيوأمريكي تسعى لتحقيق حلمها وهو احتلال اليمن والسيطرة على سواحلها وموانئها وجزرها، ونهب ثرواتها الغازية والنفطية والبحرية، وهو الهدف الحقيقي لما كانوا يسمونه (إعادة الشريعة) تحت مسمى (عاصفة الحزم، وبعدها عاصفة الآمل)، فالنفط وباب المندب وجزيرة سقطرى وميون والسواحل اليمنية بشكلٍ عام هي أهداف عاصفتهم.
فكلما يتعرض له الشعب اليمني من قتل ودمار وجوع وحصار، الهدف إخضاع وإركاع الشعب والاستسلام لهم وتنفيذ مشروعهم وتحقيق حلمهم.
فأطماع أمريكا وإسرائيل وبريطانيا وفرنسا وغيرها تتجلى يوماً بعدَ يوم من خلال ما نشاهده من واقع على الأرض، فها هي الإمارات تسعى لتحقيق الحلم الأمريكي الصهيوني بالسيطرة على جزيرة سقطرى وإقامة قواعد عسكرية فيها، وكذا إنشاء قواعد عسكرية في جزيرة ميون حارس باب المندب، هذه الجزيرة التي سعت فرنسا للسيطرة عليها وإقامة قاعدة عسكرية لها، لتتحكم بالممر البحري الهام وطرق التجارة العالمية.
وأمام هذه الأطماع يقف الشعب اليمني شامخاً شموخ جباله رافضاً لمشاريعهم، فثروات اليمن لأبنائه، ليست للنهب والسرقة، وهذا ما أكّـدته القوات المسلحة ورسالتها التحذيرية التي أرسلتها قبل أسابيع لمنع سفينة في ميناء الضبة من نهب الثروات النفطية.
وإقامة القواعد العسكرية في الجزر والسواحل اليمنية لن تظل صنعاء صامتة كَثيراً عما يجري في سقطرى وميون وغيرها، ولن تكتفي بالإدانات والاستنكار لما يجري على أراضيها، ولكنها تنتظر الوقت المناسب لإرسال رسائل تحذيرية على غرار منع نهب الثروات اليمنية، ما لم فالقوة الصاروخية والطيران المسيَّر جاهرة لحماية كُـلّ شبر من تراب اليمن وحماية ثرواته.
المصدر: موقع أنصار الله