تحاول القوى اليمنية الموالية والتابعة للتحالف السعودي الإماراتي، اجتياز حاضرها معصوبة الأعين، فهي لا ترى واقعها المفخخ بالتبعية وبالكاد تحاول استشعاره أو تخمينه، وربما تدرك ما تعيشه وتفهم معناه لاحقاً عندما تزول العصابة عن أعينها، وحين تبدأ تفحُّص ماضيها سيكون الوقت قد انقضى وتكون قد أضاعت ما كان ينبغي أن تحتفظ به وفي مُقَدَّمِه الأرض وشرف الدفاع عنها وصونها من الوجود الأجنبي،
وهو ما كانوا سبباً في حدوثه، إذ أصبحت المناطق اليمنية الواقعة تحت سيطرتهم مليئة بقوات أجنبية متعددة الجنسيات، ومسيطرة على أهم المواقع خصوصاً البحرية، وبالتحديد من القوات الإسرائيلية التي تُعدّ أكبر الطامعين في السيطرة على المنافذ البحرية اليمنية وعلى رأسها مضيق باب المندب، إضافة إلى سلسلة لا متناهية من المعاناة المعيشية والفوضى الأمنية التي حولت حياة المواطنين إلى متوالية من البؤس والإحباط.
وفي وقت يواصل الكثير من الموالين للتحالف، في اليمن، عصب أعينهم عن الواقع المأساوي الذي أوصلوا إليه بلادهم، يبرز عدد من القيادات المحسوبة عليهم، ليعلنوا إدراكهم ماذا يريد التحالف من بلادهم تحت غطاء مساعدتها، فقد أزالوا العصابة التي كانت تغطي أعينهم وتيقنوا من الأهداف الحقيقية التي يسعى التحالف لتحقيقها، بل وصل إدراكهم إلى معرفة أن السعودية والإمارات تقودان مشروعاً صهيونياً في اليمن والمنطقة العربية بشكل عام.
القيادي في ما يسمى المقاومة الجنوبية، عادل الحسني، صرّح خلال الأيام الماضية أنه لا يشرّفه أن يكون قيادياً تحت مظلة التحالف، مرجعاً ذلك إلى أن التحالف الذي يقوده محمد بن زايد ومحمد بن سلمان، هو ضمن مشروع صهيوني في المنطقة، حسب تعبيره.
القيادي الحسني أعلن، في تغريدة على حسابه في تويتر، تخليه عن صفته القيادية في المقاومة الجنوبية، مؤكداً توجهه إلى تأسيس منتدى للسلام ووقف الحرب على اليمن.
وكانت مصادر متطابقة تحدثت عن معلومات تفيد بأن لقاء غير رسمي عُقد خلال الأيام الماضية بين رشاد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي الذي شكلته السعودية خلال ما أطلق عليها مشاورات الرياض بين القيادات اليمنية الموالية للتحالف، مع إيدان رول نائب وزير خارجية الكيان الإسرائيلي في شارع ابن مالك، وتحديداً في سفارة الكيان بالقاهرة، بحضور سفيرة الاحتلال أميرة أورون ونائب رئيس الاستخبارات المصرية السيد ناصر فهمي.
المصادر ذكرت أن لقاء العليمي مع المسئول الإسرائيلي في القاهرة، تم خلاله الاتفاق على فتح مكتب استشاري عسكري إسرائيلي في عدن، على أن يحصل الكيان الإسرائيلي بموجب هذا الاتفاق على سفارة في العاصمة صنعاء، تتعامل معها الدولة اليمنية مثل باقي الدول، بعد انتهاء الحرب، وسيكون على الكيان الصهيوني مساعدة الشرعية والاعتراف بها دولياً وإرسال الأسلحة والمعدات والدعم الجوي الكثيف لقوات مجلس العليمي، ويرى مراقبون أن قطبي التحالف، السعودية والإمارات، تختار القيادات اليمنية الموالية لها حسب معايير ما يتطلبه التحرك وفق مصالحها وما يستدعيه إنجاز المشروع الصهيوني المكلفتين به في الشرق الأوسط، وخصوصاً في اليمن، وقياساً على ذلك تتحرك تلك القيادات اليمنية مضحيةً حتى بسيادة وطنها ومصالحه العليا.