كييف تشهد هجوما مكثفا وسط تنفيذ عملية تبادل أسرى وترقب لمسودة سلام

شهدت العاصمة الأوكرانية كييف سلسلة انفجارات إثر تعرضها لهجمات روسية كثيفة بالمسيّرات والصواريخ، أسفرت عن إصابة عدد من المدنيين وأضرار مادية.

في ظل المؤشرات السياسية المتباينة حول فرص وقف إطلاق النار بين أوكرانيا وروسيا، يواصل الطرفان تبادل الهجمات العسكرية والاتهامات السياسية.
وفي ليلة وصفت بالأكثر عنفا منذ سنوات الحرب، شهدت العاصمة الأوكرانية كييف هجوما جويا واسعا شنته روسيا أسفر عن إصابات في صفوف المدنيين وإلحاق أضرار بعدّة مبان سكنية في 6 أحياء.

وعلى أثر الهجوم الذي استخدم فيه 250 طائرةً مسيرة و14 صاروخا باليستيا وضعت كييف في حالة تأهب قصوى.

وفي السياق أكدت القوات الجوية الأوكرانية إسقاط 6 صواريخ و128 مسيرة، والتعامل مع 117 أخرى بوسائل إلكترونية.

إلى ذلك أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها سيطرت على 3 تجمعات سكانية في منطقتي دونيتسك وسومي الأوكرانيتين.

وفي الوقت الذي تتعثر فيه محادثات السلام وتستمر المواجهات العسكرية، كشفت موسكو وكييف عن أكبر عملية تبادل أسرى منذ سنوات، شملت الإفراج عن 309 أسيرًا عسكريا ومدنيا ضمن اتفاق يشمل تبادل ألف أسير من كل جانب.

الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي أكّد أن المرحلة الأولى من الاتفاق نُفّذت، وأن عملية التبادل ستتواصل في اليومين المقبلين.

سياسيًا، ورغم تأكيد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده مستعدة لتسليم أوكرانيا مسودة وثيقة تحدد شروط اتفاق سلام طويل الأمد بعد الانتهاء من تبادل الأسرى، لكنه اتهم كييف بمحاولة عرقلة مفاوضات السلام.

وقال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف:
هناك محاولة واضحة لعرقلة مفاوضات السلام وتقويض العملية التي بدأت في إسطنبول نتيجة للاتفاق بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

من جهته اتهم زيلينسكي روسيا بعرقلة التوصل إلى اتفاق سلام، معتبرًا أن العقوبات الدولية الإضافية وحدها كفيلة بإجبار موسكو على القبول بوقف إطلاق النار.

ورغم هذه الاتهامات المتبادلة، أبدت كييف استعدادها لدراسة كل الخيارات الممكنة لعقد اجتماع جديد مع روسيا، قد يُعقد في تركيا أو الفاتيكان أو سويسرا.

هكذا، وبينما تستعر المعارك في الميدان وتسجّل أولى خطوات التبادل الإنساني للأسرى، تبقى جهود السلام رهينة التوتر الميداني والتجاذبات السياسية بين كييف وموسكو.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *