قال رئيس مجلس الشورى الإسلامي، محمد باقر قاليباف، إن الكيان الصهيوني لا يمتلك هوية جيوسياسية مستقلة، بل يجب فهم هويته الجيوسياسية ضمن إطار النهج الهيمني للولايات المتحدة الأمريكية.
واضاف قاليباف في كلمة خلال ختام منتدى “حوار طهران” يوم الإثنين: في علم الجيوسياسة، لا تشكل السياسة محور الثقل، بل الجغرافيا هي الركيزة الأساسية التي تقوم عليها السياسة كطبقة عُليا.
وأوضح: عندما نتحدث عن البنية التحتية المتمثلة في الجغرافيا في العالم الواقعي، فإننا نقصد تحليل العناصر الثلاثة: المكان، الإنسان، والزمان، أي أن فهمنا وتحليلنا للظواهر الإنسانية في الفترات المختلفة يتم بتحليل أولوية المكان، وبهذا فإننا في تحليلنا الجيوسياسي نعتمد على المكان كبنية تحتية أساسية.
وأشار رئيس مجلس الشورى إلى أن: مع توسع ظاهرة العولمة في القرن العشرين، ظهرت فئة من العلماء الذين حاولوا التقليل من أهمية الأرض وتأثيرها على قوة الدول، وتحدثوا عن نهاية عصر الجيوسياسة، وهي فكرة سطحية وعابرة انتشرت في الأدبيات الغربية بعد الحرب الباردة، حيث سعوا لإظهار أن النظام الليبرالي العالمي قد استبدل أهمية الأرض والحدود بالتعاون الأممي في ظل الهيمنة الأمريكية، إلا أن هذا الفهم السطحي تلاشى خلال عقود قليلة، ونحن اليوم نشهد عودة الجغرافيا بقوة.
وأكد قاليباف أن عودة الهوية والمصالح الوطنية وأهمية الأرض باتت حقائق لا يمكن إنكارها، مشيرًا إلى أن سياسات الدول أثناء أزمة جائحة كورونا كانت مثالًا واضحًا على أهمية الحدود، مما وضع نهاية لفكرة “القرية العالمية”.
كما أضاف: عودة النزعة القومية والتنصل من العولمة أصبحت حقيقة جلية في المنافسات الجيوسياسية والعلاقات الدولية في عالم اليوم، ووصول تيارات قومية إلى السلطة، كما حدث في الولايات المتحدة، البرازيل، والأرجنتين، أمثلة واضحة على هذا الاتجاه.
وشدد على أن هذا أحد دروس التاريخ، فالقوة في العلاقات الدولية تتغير، ونحن نعيش حاليًا مرحلة انتقالية في النظام العالمي من منظور جيوسياسي، والتاريخ يثبت أن هيمنة أي دولة ليست دائمة ولا مستقرة.
وفي سياق آخر، قال قاليباف: بعد المجازر التي ارتكبها الكيان الصهيوني في غزة، وهجومه على سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في دمشق، وردّ إيران في إطار عمليتي “الوعد الصادق 1 و2″، بلغ مستوى التوتر بين إيران والكيان الصهيوني حدّ الاشتباك المباشر في هذه الجبهة.
وختم بالقول: التطورات التي أعقبت السابع من أكتوبر 2023 كانت ذات تأثيرات جيوسياسية عميقة، ويجب أن يُفهم الكيان الصهيوني على أنه لا يملك هوية جيوسياسية مستقلة، بل تتحدد هويته الجيوسياسية ضمن إطار الاستراتيجية الهيمنية للولايات المتحدة.
اشترك وانظم ليصلك آخر الأخبار عبر منصات العين برس على مواقع التواصل الإجتماعي :