على (735 يومًا)، من الإسناد، كانت الأرض اليمنية تكتب -بحروف النار والموقف والكرامة- سطوراً خالدة في سجل الأمة، وتعيد إلى الوعي الجمعي الإسلامي أن الانتماء إلى فلسطين ليس بالشعارات ولا بالمناشدات، بل بالفعل الميداني الصلب الذي يغيّر موازين القوة، ويفضح عجز العالم أمام صلابة الإرادة الحرة.
عامان مرّا منذ أن قرر اليمن أن لا يقف متفرجًا على الإبادة في غزة، ولا يصمت كغيره من الأنظمة المصلوبة على عتبات الوهم والخذلان، فاختار طريق الفعل والموقف، طريق الشرفاء الذين يؤمنون بأن المعركة ضد الصهيونية ليست قضية جغرافيا، بل قضية إنسان وكرامة وهوية.
في هذا التقرير سنورد إحصائية متكاملة عن العمليات العسكرية التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية، بداية بالعمليات البحرية، حيث سنورد عدد السفن التي تم استهدافها، إلى تاريخ 7 أكتوبر 2025م، حيث تم فرز السفن في جداول حسب جنسيتها، إضافة لإعداد جدول خاص بعمليات الاشتباك مع القطع الحربية الأمريكية. كما سنورد بالتفصيل عدد العمليات العسكرية للقوات المسلحة اليمنية في عمق الكيان الصهيوني ونوعية الأسلحة المستخدمة وأماكن الاستهداف. ونلفت نظر المتابعين إلى أننا اعتمدنا -في التقرير- على نصوص البيانات التي ألقاها المتحدث الرسمي للقوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع، منذ البيان الأول حتى 7 أكتوبر 2025.
يمكن تنزيل pdf من خلال الضغط على علامة التنزيل أسفل التقرير …
البحر يتكلم بلسان اليمن
لم يكن البحر الأحمر يوماً أهدأ مما أرادته له السفن الغربية؛ لكنه اليوم أصبح ساحةً تتكلم بلهجة يمنية صافية، تفرض القرار وتعيد الاعتبار لمعادلة الردع. فمنذ أن أعلن اليمن قراره التاريخي بفرض الحظر على الملاحة الإسرائيلية والسفن المتعاملة مع الكيان، لم يكن أحد يتخيل أن ذلك القرار سيتحول خلال أشهر إلى واقع بحري جديد، تتبدل فيه خرائط الإبحار، وتتغير فيه خطوط التجارة، وتتزلزل فيه الحسابات الاقتصادية الكبرى.
لقد نجح اليمن في إيقاف مئات السفن الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية، ووسّع نطاق الحظر ليشمل كل من انتهك قراره السيادي. لم تكن العملية مجرد استعراض سياسي أو ضجيج إعلامي؛ كانت فعلًا عسكريًا محكمًا، نُفّذ بتقنيات متطورة ورؤية استراتيجية بعيدة المدى، جعلت من البحر الأحمر منطقة محرمة على الكيان الإسرائيلي، وأجبرت كبريات الشركات على إعادة النظر في مساراتها التجارية.
(25) سفينة إسرائيلية استهدفتها القوات المسلحة اليمنية، أولاها سفينة جلاكسي ليدر التي تمكنت البحرية اليمنية من السيطرة عليها في الـ19 من نوفمبر 2023م وسحبها إلى ميناء الحديدة مع 25 بحاراً كانوا على متنها، لتتوالى بعدها العمليات بشكل غير مسبوق.
اليوم، وبعد عامين من الحصار البحري اليمني، لم تعد سفن الكيان الإسرائيلي تجرؤ على الإبحار عبر باب المندب، ولم يعد ميناء “إيلات” سوى ذكرى اقتصادية موجعة في ذاكرة “تل أبيب”. أُغلق الميناء، وتحوّلت خطوط الملاحة نحو رأس الرجاء الصالح، لتتضاعف التكاليف وتتراكم الخسائر، وليفهم العالم أن القرار اليمني ليس تهديداً بل التزام إيماني يُنفَّذ بحزم ومسؤولية.
السفن التي انتهكت قرار الحظر اليمني كان لها النصيب الأوفر من النيران اليمنية، حيث تم استهداف ما يزيد عن (76) سفينة بينها: (41) سفينة تم استهدافها في البحر الأحمر. أما السفن المستهدفة في خليج عدن والبحر العربي فبلغت (13) سفينة. وفي المحيط الهندي تم استهداف خمس سفن. كما تم استهداف السفينة (MARATHOPOLIS) شمالي جزيرة سقطرى، والسفينة (Santa Ursula) شرق جزيرة سقطرى.
أما في البحر الأبيض المتوسط فتم استهداف خمس سفن، وفي ميناء حيفا اشتركت القوات المسلحة اليمنية مع المقاومة العراقية في استهداف (7) سفن انتهكت قرار حظر الملاحة الإسرائيلية، بينها سفينتان للمعدات العسكرية.
وهكذا فرض اليمن معادلته السيادية: “من يتواطأ مع الإبادة في غزة، فلن يعبر بحرنا بسلام.”، ليؤكد من جديد أن الفعل أبلغ تأثيرا، وأقوى من بيانات الأمم المتحدة، وأكثر صدقاً من آلاف المؤتمرات العربية الصامتة.
صمود أسطوري أمام العدوان الأمريكي البريطاني
في المقابل، لم يقف محور الغطرسة والاستكبار صامتاً أمام هذا التحدي العربي النادر. فقد أطلقت أمريكا وبريطانيا -بدعم من أوروبا والكيان الإسرائيلي- عدواناً عسكرياً واسعاً على اليمن تحت ذريعة “حماية حرية الملاحة”، في محاولة يائسة لكسر الموقف اليمني وإسكات صوته الداعم لغزة. لكن ما حدث على أرض الواقع كان عكس ما أرادته واشنطن ولندن.
فخلال أشهر عدة من القصف المتواصل، ومن الغارات التي حاولت استهداف الدفاعات والمنشآت اليمنية، فشل العدوان الأمريكي البريطاني فشلاً ذريعاً في تحقيق أي من أهدافه. لم تنكسر الإرادة اليمنية، ولم تتراجع العمليات البحرية ولا الصاروخية، بل ازداد الإسناد قوة واتساعاً، وكأن كل قنبلة كانت تسقط على أرض اليمن تولّد ألف قرار بالمضي في طريق الكرامة.
ذهب اليمن إلى أبعد من التصدي للعدوان وأحدث زلزالاً عسكرياً في الأساطيل البحرية الأمريكية والغربية، وخاض ما يزيد عن (68) معركة مع حاملات الطائرات والبوارج والفرقاطات الأمريكية، حتى أجبر واشنطن على الرضوخ واستجداء صنعاء لإيقاف استهداف سفنها العسكرية والتجارية مقابل خفض التصعيد، تاركة السفن الإسرائيلية والمرتبطة بالعدو الإسرائيلي عرضة للصواريخ اليمنية. أما السفن التجارية الأمريكية فقد استهدفت القوات المسلحة اليمنية (30) سفينة .
معجزة التكنولوجيا اليمنية
في مشهد مدهش أربك مراكز البحث العسكرية في الغرب، كشفت العمليات اليمنية المتكررة أن هذا البلد الفقير المحاصر استطاع أن يبني قدرات عسكرية متقدمة تضاهي أعتى الجيوش. ففي البر والبحر والجو، استخدم اليمن تقنيات متطورة في الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية والمجنّحة، نجحت في الوصول إلى عمق الكيان الإسرائيلي، وإصابة أهداف حساسة داخل “تل أبيب” وحيفا وعسقلان وبئر السبع والنقب. كانت تلك الضربات النوعية بمثابة إعلان عن ولادة توازن ردع جديد في المنطقة، توازن لا يعتمد على التحالفات ولا على القواعد الأجنبية، بل على الإرادة الوطنية الحرة.
فشل الأمريكي–الإسرائيلي، ومعه كل منظومات الدفاع الجوي المتطورة من “باتريوت” و”ثاد” إلى “حيتس” و”مقلاع داوود” و“القبة الحديدية”، في صدّ هذه الصواريخ والطائرات المسيرة. لقد كان العقل اليمني هو السلاح الأكثر تفوقاً، والعزيمة اليمنية هي التقنية الأكثر دقة.
صواريخ في العمق الصهيوني
في تل أبيب، كان الارتباك سيد الموقف. العدو الذي طالما تفاخر بأن دفاعاته لا تُخترق، اكتشف أن صواريخ اليمن وصلت إلى قلبه، وتجاوزت دفاعاته الجوية كأنها تعبر الهواء الموعود. ارتفعت صافرات الإنذار في “تل أبيب”، وفي عسقلان و”إيلات” وحيفا، وحتى في القدس والنقب وديمونا، فارتجف الكيان بأكمله.
تساءل الجنرالات بذهول، بينما كان الشعب اليمني يبتسم من بعيد، وقد أرسل رسالته الأولى: أن المدى لم يعد عائقًا، وأن اليد التي تمتد إلى غزة ستقطع. ذلك اليوم لم يكن مجرد عملية عسكرية، بل زلزال في العقيدة العسكرية الإسرائيلية. كيف لشعبٍ محاصر، يقاتل منذ سنواتٍ دفاعًا عن أرضه، أن يصنع سلاحًا يصل إلى عمق “تل أبيب” دون أن يُرصد؟ كيف استطاع أن يطوّر منظومته التسليحية بهذا الصمت العجيب؟.
لكن من يعرف اليمن، يعرف أن هذا الشعب لا يُقاتل بالسلاح وحده، بل بعقيدةٍ تُصنع في الجبال، وتُصقل في التجربة، وتُبارك في نيات الصادقين. منذ سنواتٍ، كان اليمنيون يصنعون سلاحهم بأيديهم، يصوغونه من الحديد الملتوي تحت القصف، ومن الإرادة الصلبة التي لا تعرف المستحيل. لم تكن تلك الصواريخ مجرد قطع معدنية، بل كانت خلاصات إيمانٍ وتجربة، كانت رسالةً إلى العالم بأن المستضعفين قادرون على كسر الغطرسة بأدواتٍ من صنعهم.
وكشف السيد القائد أن عمليات الإسناد اليمنية نفذت بأكثر من (1835 ) ما بين صواريخ باليستية ومجنحة وفرط صوتية وطائرات مسيرة، وزوارق حربية.
يافا كان لها نصيب الأسد من العمليات حيث تم إطلاق (74) صاروخاً على مناطق متفرقة من يافا المحتلة بينها: (42) صاروخاً نوع “فلسطين2” الفرط صوتي. و(4) صواريخ فرط صوتية نوع “فلسطين2 ” الانشطاريّ، متعدد الرؤوس. (11) صاروخاً فرط صوتي من نوع آخر. (17) صاروخاً باليستياً نوع ذو الفقار.
كما تم إطلاق ما يزيد عن (60) طائرة مسيرة على يافا المحتلة، بينها (18) طائرة نوع “يافا”.
وعلى أم الرشراش تم إطلاق ما يزيد عن (60) صاروخاً باليستياً ومجنحاً وأكثر من (120) طائرة مسيرة.
الموقف يصبح سلاحاً
ليست كل معركة عسكرية تُقاس بعدد الصواريخ أو بحجم الخسائر، فثمة معارك تكتب بالرمزية والموقف، وتخلّد بالثبات والإيمان. لقد قدّم اليمن خلال عامين درساً للأمة بأسرها، مفاده أن الكرامة لا تُشترى، وأن الموقف الصادق يصنع التاريخ أكثر مما تصنعه الجيوش.
حين وقف اليمنيون في ميادينهم يهتفون “لستم وحدكم”، لم يكونوا يرددون شعارات، بل كانوا يوقّعون ميثاق الدم والإسناد. وحين أعلن القائد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أن “البحر الأحمر خط أحمر أمام السفن الإسرائيلية”، كان يدرك أن القرار مكلف، لكنه كان يعلم أيضاً أن الحرية لا تُوهب بل تُنتزع.
التحالف الأوروبي شريك في الفشل
خلال العامين الماضيين، حاولت أوروبا أن تدخل على خط المواجهة، ظنًا منها أن التحالف العسكري الواسع سيكسر الإرادة اليمنية. أرسلت بوارجها إلى البحر الأحمر، وأطلقت بياناتها المتكررة عن “حرية الملاحة”، لكنها فوجئت بأن المعركة ليست بحرية فحسب، بل سياسية وأخلاقية بامتياز.
كلما ارتفع صوت القصف، كان يعلو في المقابل صوت المظاهرات اليمنية التي تهتف لفلسطين، ويزداد الالتفاف الشعبي حول الموقف الرسمي. لقد فشل التحالف الأوروبي كما فشل العدوان الأمريكي البريطاني، لأنهم واجهوا خصماً لا يقاتل من أجل المال أو النفوذ، بل من أجل المبدأ.
الصدمة العسكرية والزلزال الاقتصادي والأمني في الكيان
وقف الشعب اليمني كما يقف السدّ في وجه السيل، لا يسأم ولا يكلّ، وكل طلقةٍ خرجت من أرضه كانت شاهدةً على أن الظلم لا يمرّ بلا ثمن. لم تكن هجماته مجرد رد فعلٍ لحظي، بل كانت سلسلةً من رسائلٍ متتابعة وضعتها يد التاريخ على جبين العالم: إن من يدافع عن المظلوم لا يَهتزّ، ومن يمتلك حقه لا يختبئ.
حين بلغت رياح المعركة المستهدفة قلب الكيان، شعر العالم بزلزالٍ ليس له علاقة بالخرائط وحدها، بل بزلازلٍ في وعي الأعداء وحساباتهم. ضرباتٌ أتت على أماكنٍ حساسة، ليست لتمييع الأزمة أو للتفاخر، بل لتذكير من صدّقوا أنّهم حصنٌ منيعٌ أمام شعوبٍ لا تقبل الإذلال. المدنُ التي كانت تُعدّ آمنةً باتت تصير مشاهدًا تتبدل فيها صورة القوة، إذ تهاوت أمام شعورٍ جمعي بأن الزمن تغيّر، وأنّ قواعد اللعب لم تعد كما كانت.
أحدثت تلك الضربات – في الخيال الذي رسمه الشعب اليمني في خطاباته وبياناته وفي مخيلة الأمة – ما يشبه الزلزال العسكري: فقد اهتزّت ثقة العدو بنفسه، وتقلّصت أسطورة المنعة التي حاولتَ أن تبنيها عقوداً. وانعكس ذلك مباشرةً على اقتصادٍ يعتمد على استقرار مركزيّ ظنّه البعض أمراً مفروغًا منه؛ أسواقٌ تصدّعت، مؤشراتٌ تراجعت، وأسعارٌ تعلّمت درسَ هشاشتها أمام قرارٍ واحدٍ يتخذ في بلدٍ تحدّى الظلام بدمٍ وصبر.
لم تكن المسألة حساب خسائر مادية فقط، بل كانت معركة رمزية عنيفة: ضربت أماكن رمزية في “تل أبيب” و”إيلات” وعسقلان والقدس والنقب وحيفا وديمونا، ليس لترويحٍ عن نفسٍ منتقمة، بل لتفكيك شعور الأمان المزيف، وكسر قناعة أن أحدًا فوق الحساب. كلّ هدفٍ وقع كان بابًا يُفتح في نفس كلّ عربيٍ. وفي المقابل، ارتفعتْ أصوات الاستفهام في أروقة المراكز العسكرية: كيف لبلدٍ مُحاصرٍ أن يُحدث كلّ هذا الاضطراب في ساحةٍ اعتُبرت منيعة؟
تزامن ذلك مع تبعاتٍ اقتصاديةٍ عميقة على الكيان: مرافقٌ وشركاتٌ تعرفت على معنى الخسارة حينما بات هناك احتمالٌ حقيقيٌ لتوقّف سلاسلٍ لوجستية مهمة. الاستثمار الأجنبي أعاد حساباته، والسياحة التي كانت تستقطب أعدادًا هربت أمام مخاطرةٍ لم تكن واردة قبل. لم تكن هذه الخسارة مجرّد أرقامٍ في تقاريرٍ اقتصادية، بل كانت شهادةً على أن الأمن الاقتصادي مرتبطٌ ارتباطًا لا ينفصم بالأمن الاستراتيجي.
أما على صعيد الردع الدولي، فكان للأثر صوت مرتفع: الانطباع بأن موازين الرعب قد تغيّرت طفيفًا، وأنّ معادلات الردع ليست حكراً على أهل السلاح التقليدي. لقد تبيّن أن من يمتلك قرارًا سياديًا، ومن يجعل من القضية مبدأً لا حيلة، يمكنه أن يؤثّر في حسابات القوى العظمى، ويُجبرها على إعادة قراءة واقعٍ لم تعد تتقنه وحدها. بياناتٌ وبديهاتٌ وإداناتٌ صدرت، لكنّها لم تنجح في طمس حقيقةٍ واحدة: أن الشعب اليمني قد كتب على صفحات التاريخ أن الحرية ثمينة، وأنّ من يقدّم أرواحَه في سبيلها يُمكن أن يُغيّر معادلاتها.
على المستوى الداخلي للكيان، أحدثت الضربات أثرًا مزدوجًا: روحٌ خوفيةٌ من اضطرابٍ متواصل، ونفورٌ شعبي من سلطاتٍ تعدّ الحماية حياةً يوميةً بينما تُخفق في درء تهديدٍ يأتي من خارج تلك القرى الصناعية للأمن. هذا التمزّق بين خطاب السلطة وواقع الشارع خلق توترًا داخليًا أفقد الكثيرين ثقتهم في رواية الحماية المطلقة.
غزة واليمن وحدة الدم والمصير
ما يميز هذا الإسناد أنه لم يكن تكتيكياً ولا آنياً؛ بل كان موقفاً مبدئياً نابعاً من وجدان الأمة. لقد ربط اليمن مصيره بغزة، من باب العاطفة أولاً، وثانياً من باب الإيمان بأن فلسطين هي ميزان الكرامة العربية، وأن من يتخلى عنها يفقد معنى وجوده.
أكثر من عامين من الإسناد، لم يتوقف اليمن عن إرسال رسائل الدعم السياسي والإعلامي والإنساني، بالتوازي مع الدعم العسكري. كل مظاهرة في صنعاء والمدن اليمنية الأخرى كانت بمثابة جبهة جديدة في معركة الوعي، وكل خطاب كان يفتح نافذة أمل وسط ظلام الخذلان العربي الرسمي.
عامان من المجد وبداية مرحلة جديدة
اليوم، ونحن نطوي الجولة الأولى من الإسناد اليمني لغزة، لا نقرأ الحدث بوصفه لحظة عابرة في مسار الصراع، بل كتحوّل استراتيجي غيّر شكل المنطقة. لقد أصبح اليمن محوراً فاعلاً يفرض قراراته، ويؤثر في مسارات الأحداث الدولية.
لقد أعاد اليمن تعريف معنى القوة: ليست القوة في العتاد فقط، بل في الإرادة والإيمان. وأعاد تعريف معنى العروبة: ليست شعاراتٍ في القمم، بل دماء في الميدان. من صنعاء إلى غزة، ومن البحر الأحمر إلى المتوسط، كتب اليمنيون والفلسطينيون معاً فصلاً جديداً من فصول الحرية، فصلاً يقول للعالم إن العدوان مهما اشتد، فإن الأمة ما تزال قادرة على أن تنهض من رمادها، وأن تنسج من وجعها راية انتصار.
اليمن نبض العروبة وضمير الأمة
عامان من الإسناد اليمني لغزة ليسا مجرد تواريخ في تقويم الحرب، بل هما شهادة ميلاد جديدة للأمة التي كانت تغفو تحت ركام التطبيع واليأس. لقد أثبت اليمن أن المستضعفين حين يمتلكون الإيمان يصبحون أقوى من كل إمبراطوريات السلاح. وأثبت أن الجهاد والمقاومة ليست خياراً عسكرياً، بل منهج حياة، وأن البحر يمكن أن يكون سلاحاً حين يملكه الأحرار.
وفي نهاية الجولة الثانية من المعركة مع العدو، يقف اليمن شامخاً على ضفاف البحر الأحمر، يرفع رايته مؤكداً أنه لا يمكن لأي سفينة تدعم الإبادة في غزة أن تعبر بسلام.
هذا هو اليمن: لا يقيس المواقف بالحسابات، بل بالكرامة. جعل البحر ساحةً للكرامة، والسماء منبراً للحرية.
عامان من الصمود، عامان من الشرف، عامان من الإسناد، وسيبقى التاريخ يكتب: “من صنعاء خرج القرار، ومن غزة جاء الصدى: نحن لا ننكسر”.
اشترك وانظم ليصلك آخر الأخبار عبر منصات العين برس على مواقع التواصل الإجتماعي :