شدد رئيس الحكومة النيجرية، علي محمد الأمين زين، على مسؤولية الولايات المتحدة بشأن انهيار العلاقات الثنائية بين البلدين، والتي بلغت ذروتها مع الطرد المزمع للقوات الأميركية من النيجر.
ونقلت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية عن زين قوله: “انقطعت العلاقة العسكرية الحاسمة بين الولايات المتحدة وأقرب حلفائها في غرب أفريقيا، النيجر، هذا الربيع، بعدما وجّه مسؤول أميركي زائر تهديدات خلال المفاوضات الأخيرة بشأن ما إذا كان سيتم السماح للقوات الأميركية المتمركزة هناك بالبقاء”.
وقال زين، في مقابلة حصرية، إن “انهيار العلاقات مع الولايات المتحدة يقع بشكل مباشر على واشنطن”.
واتهم المسؤولين الأميركيين بـ”محاولة إملاء الدول التي يمكن أن تتعاون معها النيجر وفشلهم في تبرير وجود القوات الأميركية الذي من المقرر أن ينتهي الآن في الأشهر المقبلة”.
وتشير “واشنطن بوست” إلى أن الخلاف بين الحليفين السابقين أوجد فرصة لروسيا، التي تحركت بسرعة لتعميق علاقتها مع النيجر، حيث أرسلت قوات إلى العاصمة نيامي، الشهر الماضي، لتدريب الجيش النيجري وتزويده بنظام دفاع جوي جديد.
ولفت زين إلى أن “الأميركيين بقوا على أرضنا، ولم يفعلوا شيئاً بينما كان الإرهابيون يقتلون الناس ويحرقون البلدات”.
وتابع: “ليس من علامات الصداقة أن يأتوا إلى أرضنا ويتركوا الإرهابيين يهاجموننا. لقد رأينا ما ستفعله الولايات المتحدة للدفاع عن حلفائها، لأننا رأينا أوكرانيا وإسرائيل”.
وتنقل “واشنطن بوست” عن مسؤولين أميركيين قولهما: “يمثل الانسحاب الأميركي من النيجر، الذي سيبدأ في الأشهر المقبلة، انتكاسة كبيرة لإدارة بايدن وسيجبرها على إعادة تشكيل استراتيجيتها في مواجهة الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل المضطربة”.
وتعتبر الصحيفة أنه “بالرغم من أن المناقشات المتوترة بين المسؤولين الأميركيين والنيجريين قد تم الإبلاغ عنها سابقاً، إلا أن تصريحات زين كشفت عن مدى القطيعة بين البلدين”.
كما كشف زين أيضاً عن مدى سخط النيجريين على الولايات المتحدة.
وكانت واشنطن وافقت، في 20 نيسان/أبريل الماضي، على سحب قواتها البالغ عددها أكثر من ألف جندي من النيجر، بحسب ما أعلن مسؤولون أميركيون.
وقد أعلن نائب وزير الخارجية الأميركي، كورت كامبل، موافقته حينها على طلب سلطات نيامي سحب القوات الأميركية.