ذكرى جريمة إسقاط طائرة الركاب الإيرانية.. الوجه الحقيقي لأمريكا
العين برس/ ايران
في مثل هذا اليوم ، 3 تموز/ يوليو عام 1988، وتحديدا في الساعة العاشرة و17 دقيقة صباحا بتوقيت إيران، اقعلت طائرة إيرانية من طراز إيرباص من مطار بندر عباس متجهة الى دبي وعلى متنها 274 راكبا بالإضافة إلى طاقم الطائرة المكون من 16 أشخاص، وبعد 7 دقائق فقط من اقلاعها، تختفي من على صفحات الرادار، والسبب، ان قائد سفينة حربية امريكية في الخليج الفارسي، أمر بإسقاطها.
هذه الجريمة البشعة، اتضحت معالمها سريعا، عندما نقلت ايران صورا الى العالم، لجثث الضحايا، بينهم 46 راكبا غير ايراني و 66 طفلا، بعضها كانت طافية على سطح الماء الى جانب امتعتهم المبعثرة واجزاء من الطائرة الممزقة، وتمكنت فرق البحث والانقاذ الايرانية، من الوصول إلى 190 راكبا من أصل 290 ، ليبقى مصير الـ100 الآخرين مجهولا.
كان واضحا منذ البداية ان الجريمة الوحشية التي ارتكبتها امريكا، كانت مدروسة وتم تنفيذها مع سبق اصرار وترصد، بهدف زيادة الضغط على الجمهورية الاسلامية، عبر الدخول وبشكل مباشر الى جانب العدوان الصدامي ضد الجمهورية الاسلامية في ايران، لاسيما بعد ان بانت بوادر هزيمة المعتدين الصداميين آواخر الحرب، فالفرقاطة يو إس إس وينسنس التي كان يقودها ويل روجرز، كانت قد دخلت توا الى المنطقة، ولم يمض على وجودها في مياه الخليج الفارسي الا يوم او يومين، كانت مرسلة الى المنطقة لتنفيذ هذه الجريمة تحديدا، وكل ما قيل عن ان المجرم روجرز اخطأ عندما امر باطلاق صاروخين نحو الطائرة المدنية الايرانية، اعتقادا منه انها طائرة حربية ، هي مزاعم كاذبة من اجل ذر الرماد في العيون، فالفرقاطة كانت متطورة ومزودة بمعدات واجهزة في غاية الدقة، كما ان الطائرة المدنية الايرانية “الايرباص” كانت كبيرة، وتحلق بسرعة بطيئة وعلى علو منخفض، وفي الممر الهوائي الخاص برحلات الطائرات المدنية.
المواقف والتصريحات التي صدرت عن الامريكيين، بعد الجريمة النكراء، اثبتت مدى وحشيتهم وعنجهيتهم، ونظرتهم الاستعلائية والاستكبارية الى الاخرين، فبدلا من ان يقدموا اعتذارهم للشعب الايراني، نرى جورج بوش الأب، الذي كان آنذاك نائب رئيس الولايات المتحدة في إدارة رونالد ريغان، يدافع عن الجريمة، في كلمة له في الأمم المتحدة ، ويقول “ان الحادث وقع في زمن الحرب وأن طاقم وينسس تصرفوا بشكل مناسب، دفاعا عن النفس، ولن اعتذر باسم امريكا ولايهمني ما هي الحقيقة وان الحكومة الامريكية لن تقبل بتحمل مسؤولية اسقاط الطائرة مطلقا ولن تعتذر لذلك”.
ما اكد حقيقة ان الجريمة، قد تم التخطيط لها من قبل، وانها جاءت تنفيذا لاوامر مباشرة من القاتل الارهابي ريغان، هو الفضيحة الامريكية المدوية التي تمثلت بمنح ويليام روجرز، قائد وينسنس ومنفذ الجريمة، وسام الاستحقاق الأمريكي، وفي مراسم احتفال منح الوسام إليه لم يتم الإشارة إلى الجريمة التي نفذها مطلقا. وعادة يمنح هذا الوسام في أمريكا إلى أفراد القوات النظامية عن “جدارتهم للسلوكيات الاستثنائية في أداء الخدمات المتميزة والانجازات المبهرة”!!.
بعد مرور اربع سنوات على الجريمة، كشف رئيس هيئة اركان الجيش الامريكي السابق، وفي برنامج اذاعي انه في لحظة اطلاق الصاروخ باتجاه الطائرة المدنية الايرانية كانت الفرقاطة الامريكية وينسنس، في المياه الاقليمية الايرانية، الامر الذي اماط اللثام اكثر عن تحرك الفرقاطة، والمهمة التي جاءت من اجل تنفيذها.
تجاهل العالم حينها، بسبب نفوذ وسطوة الاستكبار الامريكي على المحافل الدولية، القانون الدولي، ومجلس الامن، ومحكمة العدل الدولية، وحتى منظمة الطيران الدولي، واكتفي بالاعراب عن الاسف للخسائر في الأرواح البشرية،الا انه ورغم كل ذلك، سيأتي اليوم ، الذي تقتص فيه شعوب العالم ، وليس الشعب الايراني فقط، من النظام الامريكي المجرم، وتدفيعه ثمن ازهاقه ارواح الملايين من البشر، بهدف نهب خيراتهم وثرواتهم، متسلحا بقوته العسكرية المتوحشة، فمثل هذه القوة، لم ولن تبقى الى الابد، وان بقيت، فان دول العالم الاخرى، لن تبقى على عجزها وضعفها كما هي الان، وسترد الصاع صاعين لامريكا وتوقفها عند حدها.