لم تلاقي كارثة “التسرب النفطي” في ميناء عدن، الخميس، تناولا إعلامي كافيا كونها كارثة بيئية متعددة الأضرار وممتدة الى مناطق واسعة من شواطئ عدن متسببا بأضرار كارثية كبيرة و خطيرة للغاية، في ظل تجهل حكومي متعمد.
منطقة رسو السفن التابعة لشركة “عبر البحار” (OH)_ميناء عدن، حيث بدأت الكارثة في 5 يوليو من الشهر الجاري، وهي منطقة رسو 12 سفينة تابعة لشركة “عبر البحار” لصاحبها المتنفذ ورجل الاعمال المسيطر على استيراد النفط في اليمن ونائب مدير مكتب الرئيس للشؤون الاقتصادية احمد العيسي.
وكشفت صور للأقمار الصناعية نشرها wim Zwijnenburg رئيس مشروع نزع السلاح الإنساني لمنظمة السلام الهولندية PAX، تكشف حدوث تسرب نفطي من عدد من السفن الراسية في ساحل الفارسي في ميناء عدن على امتداد 14 كيلومتر أي ما يعادل 7.5 أميال بحرية، مشيرا الى ان التسرب بدأ في الـ 5 من يوليو الجاري ما زال مستمرا، الامر الذي سيتسبب بتدمير البيئية البحرية والشعب المرجانية وتلوث المياه كونها منطقة غنية بالأسماك والاحياء البحرية وحرمان عدد كبير من الصيد في منطقة الميناء..
ولفت خبراء ومختصين ممن زاروا الموقع في ساحل الفارسي بخليج التواهي (منطقة ميناء عدن) الى ان الكارثة في حال مقارنتها لا تقل فداحة عن كارثة صافر حال حدوثها، مشيرين الى تواجد 12 سفينة اخريات جميعها تعدت عمرها الافتراضي، ويتم استخدامها في السنوات الأخيرة كخزانات عائمة للنفط برغم من هياكلها المتهالكة والتي تعتبر قانونيا سفن لا تصلح للإبحار نهائيا بحسب الخبراء، مشيرين الى تهديدها بشكل خطير بكارثة بيئية بحجم “صافر”، في ميناء عدن ما سيتسبب بأضرار كارثية كبيرة في البحر.
وأضاف الخبراء ان الكمية المتسربة من النفط الى المياه حوالي 35 طن متري من المشتقات النفطية على امتداد 7.5 أميال بحرية، مشيرين الى ان الكمية من المرجح ان تكون أكثر من ذلك بكثير.
والجدير ذكره بان التسرب من الناقلتين “ديا” و”أثينا” ما زالت مستمرة منذ الـ5 من يوليو حتى لحظة اعداد هذا التقرير أي نحو ثلاثة أسابيع، بحسب مصادر خاصة ولم تقوم الحكومة هناك بأي تحرك كون مالك تلك السفن هو رجل متنفذ في الحكومة، مشيرة الى ان الـ12 سفينة المتبقية متصدعة ومتأكلة مهددة بالكارثة الأكبر في أي لحظة.
وحمل ناشطون الهيئة العامة للشؤون البحرية بسبب تواطؤها مع من وصفوهم بـ”هوامير النفط” في إشارة للتجار العيسي، مشيرين الى انه وبالرغم من تلقيها عدد من الشكاوي لكنها لم تقوم بالمسؤولية الملقاة على عاتقها..
وأفاد مواطنون لـ”الصباح اليمني” بان اثار التسرب والتلوث في مياه البحر وصلت الى سواحل الحسوة حتى خلف الكهرو حرارية وكود البريقة.
وطالب المواطنون الحكومة بالتحرك العاجل لتقييم الاضرار وفحص السفن الـ12 المتبقية ووضع الحلول لدرء كارثة محتملة..
واتهم ناشطون العيسي باستغلال مكانته كونه مقرب من قيادات في “الشرعية” بالضغط لتجاهل الكارثة واسكات السلطات في عدن، مشيرين الى عدم تحرك السلطات هناك لمعاقبة المتسبب بالكارثة كونها كارثة بيئية خطيرة وتهدد حياة المئات من الصيادين عوضا عن الاضرار الكارثية وبالبيئية للحياة البحرية جراء التسرب.
المصدر: الصباح اليمني