على نحو متسارع فقدت قوات الدعم السريع سيطرتها بشكل شبه كامل على مناطق انتشارها وسط السودان بعدما تمددت من وسط العاصمة الخرطوم إلى جنوب ووسط البلاد.
لكن هذه القوات التي كانت تنتشر وسط البلاد خسرت سيطرتها بعد عمليات عسكرية متسارعة نفذها الجيش السوداني، مما أجبرها على التراجع إلى حدود العاصمة.
وكان التقدم الكبير الذي حققه الجيش في وسط السودان مفاجئا، لدرجة سيطرته على أكثر من عشرة مدن كبيرة وسط السودان، من بينها ود مدني.
بالمقابل، يقول مصدر عسكري في ‘الدعم السريع’ -طالب بحجب اسمه- إن قواتهم انسحبت من وسط السودان وإن الحرب كر وفر، وقواتهم لم تفقد الأمل في السيطرة على وسط السودان، وستعاود الكرة مرة أخرى.
وشهدت سيطرة الدعم السريع على وسط السودان انتهاكات واسعة طالت المدنيين، إذ سقط عشرات الضحايا -ولا سيما في شرق ولاية الجزيرة ومدن بولاية سنار- ووثقت تقارير أممية وإدانات دولية تلك الانتهاكات.
ودفعت الانتهاكات التي ارتكبتها قوات الدعم السريع عددا من شباب وسط السودان إلى الانخراط في صفوف الجيش عبر بوابة المقاومة الشعبية، ولعبوا دورا كبيرا في معارك الوسط.
سياسيا ألقت قوى سياسية ومجتمعية سودانية حجرا في بركة السياسة الراكدة في السودان بطرح وثيقة لإدارة البلاد خلال المرحلة الأخيرة من الحرب وما بعدها، تبناها رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان، الذي وجه رسائل إلى قوى معارضة، اعتبرها مراقبون غزلا ومحاولة لوضع نفسه في مرحلة سياسية جديدة.
وسلمت قوى سياسية وقيادات قبلية ودينية وجماعات مسلحة مساندة للجيش البرهان، يوم السبت الماضي، خارطة طريق أقرتها بعد مشاورات عقدت في بورتسودان العاصمة الإدارية المؤقتة للبلاد.
وعقب تسلمه الوثيقة، أعلن البرهان عزمه إنشاء حكومة حرب أو حكومة تصريف أعمال لاستكمال مهام الانتقال، ومساعدة الجيش في الأعمال العسكرية المتبقية لتطهير السودان من قوات الدعم السريع.
وفي ظل ما يجري من تناحر على السلطة اتهمت الأمم المتحدة قوات الدعم السريع السودانية بمنع وصول المساعدات إلى منطقة دارفور المهددة بالمجاعة في البلاد التي مزقتها الحرب