حذّرت جماعات حقوقية أمريكية من أن أمرًا تنفيذيًا وقّعه الرئيس الاميركي دونالد ترامب، الاثنين، قد يمهد الطريق لإعادة فرض قيود على دخول المسافرين من دول ذات أغلبية مسلمة أو عربية.
ووفقًا للجنة الأمريكية العربية لمكافحة التمييز، فإن هذا الأمر يعتمد على نفس الأسس القانونية التي استخدمت في قرار حظر السفر عام 2017، لكنه يمنح السلطات نطاقًا أوسع لاستبعاد الأفراد ورفض طلبات التأشيرات بناءً على معايير أيديولوجية. وأعلنت اللجنة عن إطلاق خط ساخن يعمل على مدار الساعة لمساعدة المتضررين.
من جانبه، اعتبر المجلس الوطني الإيراني الأمريكي أن هذا القرار، الذي يحمل عنوان ما يسمى بـ”حماية الولايات المتحدة من الإرهابيين الأجانب والتهديدات الأخرى للأمن الوطني”، سيؤدي إلى تفريق الأسر الأمريكية عن أقاربها في الخارج، كما أنه سيؤثر على معدلات الالتحاق بالجامعات الأمريكية.
إجراءات موسعة وتدقيق أكثر صرامة
ويمنح الأمر التنفيذي كبار المسؤولين في وزارتي الخارجية والعدل، بالإضافة إلى مسؤولي الأمن القومي، مهلة 60 يومًا لتحديد الدول التي تعاني من “قصور شديد” في إجراءات التدقيق الأمني، ما قد يستوجب تعليقًا جزئيًا أو كليًا لدخول مواطنيها إلى الولايات المتحدة.
وبحسب محللين، فإن هذا القرار يتجاوز نطاق الحظر الذي فرضه ترامب عام 2017، إذ إنه يضيف معايير جديدة تمنع منح التأشيرات أو دخول البلاد للأفراد الذين يحملون “مواقف عدائية تجاه الأمريكيين، أو الثقافة الأمريكية، أو الحكومة، أو المبادئ التأسيسية للدولة”، ما قد يؤدي إلى إلغاء تأشيرات صادرة منذ عام 2021.
ورغم تصاعد الجدل حول القرار، لم يصدر البيت الأبيض أي تعليق رسمي على الاستفسارات المتعلقة به.
مخاوف من توسيع صلاحيات السلطات الأمريكية
ويرى جوزيف بيرتون، المسؤول السابق بوزارة الخارجية الأمريكية، أن القرار يمنح الحكومة “سلطة مطلقة” لرفض تأشيرات الطلاب والعاملين والمشاركين في برامج التبادل التعليمي.
ومن جانبه، صرّح المدير التنفيذي للجنة الأمريكية العربية لمكافحة التمييز، عابد أيوب، أن اللجنة تدرس رفع دعوى قضائية ضد القرار، محذرًا من أنه يضع “سابقة خطيرة” قد تُستخدم مستقبلاً ضد أي مجموعات أخرى في ظل الإدارات القادمة، سواء كانت يمينية أو يسارية.
وأضاف: “هذا القرار يسمح بإقصاء أفراد داخل الولايات المتحدة بناءً على آرائهم أو تصريحاتهم. إذا شارك شخص في احتجاج تراه الحكومة معاديًا، فقد يتم إلغاء تأشيرته وترحيله”.