بالأرقام والمعطيات الدقيقة: هذا ما حصل في أضخم هجوم باليستي في العالم
العين برس/ متابعات
لا تزال عملية “الوعد الصادق” التي نفذتها الجمهورية الإسلامية في إيران منذ أيام، كردّ على اغتيال الشهيد اللواء محمد رضا زاهدي ورفاقه واستهداف القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق، إحدى أبرز القضايا التي تشغل وسائل الإعلام والرأي العام في منطقتنا وحول العالم، لأهميتها وتداعياتها، ليس على مسار المواجهة ما بين محور المقاومة وبين إسرائيل وأمريكا والمعسكر التابع لهما، بل لتأثير تداعياتها على العالم بأسره، خاصةً إذا ما تدحرجت الأمور الى مسار الردود المتبادلة، التي لن يكون الغلبة فيها إلا لمحور المقاومة بقيادة الجمهورية الإسلامية.
وقد كشفت مصادر خاصة للخنادق بعض المعلومات والأرقام حول العملية، تؤكّد أن عملية الـ 14 من نيسان / أبريل 2024، هي أضخم مواجهة باليستية وطائرات مسيّرة في العالم وفي التاريخ. فالقوات المسلحة الإيرانية قدمت عرضاً عسكرياً مبهراً وعظيماً ومؤثراً وحقيقياً.
فبالرغم من استخدامها لأسلحة قديمة وبأقل قدر من القوة، كما كشف ذلك، قائد القوة الجوفضائية في حرس الثورة الإسلامية العميد امير علي حاجي زاده. إلا أنها أربكت أمريكا وحلفاءها وكانت حدثاً عالمياً بامتياز، واستمرت بشكل متواصل لمدة 6 ساعات. وطوال هذه الساعات كان الكيان المؤقت يذلّ على الهواء مباشرة في القنوات التلفزيونية حول العالم.
لذلك أسقطت هذه العملية كل السرديات الإسرائيلية، التي أطلقتها سابقاً، حول خشية إيران من الدخول في حرب مباشرة مع كيان الاحتلال. وتحوّل الدور الإيراني خلال معركة “طوفان الأقصى”، من الدعم والمساندة الى المشاركة الميدانية.
العملية بالأرقام
كشفت مصادر الخنادق المعطيات والأرقام التالية حول العملية:
_ زعمت الإدارة الأمريكية والإسرائيليون بأن نسبة الاعتراض كانت 99%، ثم ادّعت صحيفة معاريف الإسرائيلية بأن النسبة هي 84%، أما الحقيقة فهي نجاح أمريكا وحلفائها باعتراض 70% من المقذوفات الإيرانية. فيما استطاعت 30% من الصواريخ الباليستية والمجنّحة والطائرات المسيّرة، إصابة أهدافها بدقة عالية.
_ أطلق الإيرانيون 270 مقذوفاً (صاروخ باليستي من نوع عماد – طائرات دون طيّار من نوع شاهد 136 – صواريخ كروز من نوع باوه) على 3 مراحل خلال ساعتين، وبالأعداد التالية:
-40 صاروخ باليستي – عماد: كانت مهمتها إصابة القواعد الإسرائيلية المستهدفة بعملية الرد بشكل دقيق.
-150صاروخ كروز – باوه: كان لديها مهمتان، الأولى التشويش على منظومات الاعتراض ومشاغلتها، أما الثانية فهي إصابة أهداف عسكرية.
-80 طائرة شاهد 136: كانت مهمتها الوحيدة التضليل والمشاغلة، مع الإشارة أنها لم تكن تحتوي على أي متفجرات.
_ كانت إيران حريصة على ألا يكون هجومها غادراً بل جهاراً أمام أنظار كل العالم. واهتمت جداّ بعدم إراقة الدماء خاصة لدى المدنيين المستوطنين.
وبالتأكيد كان بإمكانها تنفيذ هجوم مفاجئ، لكنها قررت الرد بتكتيكات مختلفة، عبر غملية محدودة ومتوازنة وردعية وقانونية. فاختارت أهدافاً مرتبطة بالاعتداء على القنصلية في دمشق، وأظهرت بأنها لا تريد الحرب الكبرى.
_ القواعد والمواقع المستهدفة: نيفاتيم – رامون – موقع جبل الشيخ.
وقاعدة نيفاتيم هي القاعدة الجوية BHA 28 التي تقع في منطقة شمالي النقب بالقرب من ديمونا. وتضم هذه القاعدة 7 أسراب أساسية في جيش الاحتلال: 3 أسراب طائرات F-35، سربان للنقل، سرب طائرات التزود بالوقود، طائرة رئيس وزراء الاحتلال، سرب نحشون 122 التجسسي، ووحدات داعمة.
أما قاعدة رامون الجوية، فهي غير مرتبطة بمطار رامون المدني الذي يقع بالقرب من إيلات، بل هي قاعدة الجناح 25 التي تقع بالقرب من سدي بوكير. ويتمركز فيها 3 أسراب من طرازF-16 وسربين من طائرات الهيلوكوبتر طراز اباتشي AH-64، ولواء مقلاع داود.
وبالنسبة لجبل الشيخ أو الحرمون، ففيه العديد من المواقع العسكرية الاستراتيجية التي يُطلق عليها لقب “عيون الدولة”. وهي التي تؤمن الحماية والإنذار المبكر للكيان، بسب وجودها على ارتفاع شاهق يتيح لها القدرة على كشف ورصد كل منطقة شرق البحر المتوسط. وتضم العديد من النقاط والأجهزة التجسسية الخاصة بوحدتي 8200 و9900 التابعتين لجهاز الاستخبارات العسكرية أمان، كما تضم نقاطاً تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي.
_ تم اعتراض ما نسبته 50% من الصواريخ الباليستية، بينما تمكّن 20 صاروخاً من تخطي جميع المنظومات الإسرائيلية والأمريكية والطائرات الاعتراضية، وإصابة أهدافه بدقة. أما صواريخ الكروز فتمكن 35 منها تخطي المنظومات وإصابة أهدافه بدقة. وعلى صعيد الطائرات المسيّرة، استطاعت 25 طائرة من الوصول الى أهدافها والتحليق فوق فلسطين المحتلة. أي المجموع الذي وصل هو 80 مقذوفاً نجحوا بتخطي منظومات وطائرات الاعتراض.
_ الصواريخ الباليستية وصلت الى أهدافها في فلسطين المحتلة خلال 15 دقيقة. وكشف العميد حاجي زاده بأن القوة لم تستخدم صواريخ خرمشهر وسجيل وحاج قاسم وخيبرشكن وفرط صوتي 2.
_ استخدمت إيران الأقمار الاصطناعية الخاصة بها، لتوجيه الصواريخ والطائرات المسيرة، بدلاً عن نظام الملاحة الدولي GPS.
_ سلكت صواريخ كروز مسارين باتجاه فلسطين:
1)من خلال أجواء: العراق – سوريا – لبنان – البحر الأبيض المتوسط – فلسطين المحتلة. ويمتاز هذا المسار بأن إمكانية اعتراضه أقل من المسار الآخر.
2) من خلال أجواء: العراق – الأردن – فلسطين المحتلة.
_كل عمليات الإطلاق جرى تنفيذها من المنطقة الغربية لإيران ومن شيراز وأصفهان وطهران.
التحالف الأمريكي- الغربي- العربي للدفاع عن إسرائيل
_ الدول المشاركة في تحالف الدفاع الجوي والصاروخي هي: السعودية، الأردن، مصر، فرنسا، أمريكا، بريطانيا، ألمانيا.
وقد شاركت هذه الدول من خلال نظام المعلومات والإنذار المبكر، التي كانت ترسل مباشرةً لأمريكا. وكانت كل دولة تغطي الجهة الجغرافية الخاصة بها التي تقابل إيران.
_أقاموا 5 خطوط دفاعية:
1)منطقة شرقي العراق – تولتها الولايات المتحدة.
2)منطقة شمالي شرقي الأردن – تولتها الولايات المتحدة.
3)منطقة ما بين الأردن وفلسطين المحتلة – تولتها الولايات المتحدة.
4)شمالي فلسطين المحتلة ولبنان والبحر الأبيض المتوسط وجزء من سوريا – تولاها جيش الاحتلال الإسرائيلي.
5)جنوب سيناء الى ايلات وجزء من الأردن ومصر والسعودية – التحالف.
_أما الإسرائيلي فقد تصدى وحده داخل أجواء فلسطين المحتلة.
_ استخدم التحالف الإسرائيلي الأمريكي المقابل لإيران المنظومات التالية من أجل مواجهة العملية الإيرانية:
_ منظومات التشويش الإلكترونية.
_ طائرات F-16 و F-35ورافال وفالكون. وقد شارك ضمن هذا التحالف 150 طائرة حربية من جنسيات 4 دول (أمريكا، فرنسا، بريطانيا، الأردن)، ما عدا طائرات سلاح الجو الإسرائيلي.
منظومات اعتراض صاروخي إسرائيلية
_منظومات الاعتراض الإسرائيلية حيتس 3 (يسمى أيضاً “آرو -3” وهو مخصص لاعتراض الأهداف على ارتفاع 100 كم، ويقدر سعر صاروخ “أرو” الواحد بنحو 3 ملايين دولار)، مقلاع داوود (مصمّم لاعتراض الأهداف على مدى يتراوح من 40 إلى 300 كيلومتر، ويقدّر سعر الصاروخ الاعتراضي الواحد حوالي 1 ملايين دولار)، القبة الحديدية (مصمّمة لاعتراض الأهداف على مدى يتراوح ما بين 4 – 70 كيلومتر، ويتراوح سعر صاروخ تامير الواحد المستخدم فيها ما بين 20 الى 50 ألف دولار أمريكي).
_ كما شاركت البارجة الحربية ساعر 6 في التصدي للهجوم الإيراني أيضاً.
_منظومات الاعتراض الأمريكية: ثاد (مخصصة لاعتراض الأهداف على ارتفاع 150 كم ومدى يصل الى 200 كم، ويقدّر سعر صاروخ الواحد المستخدم فيها بـ 12 مليون دولار أمريكي)– باتريوت (مخصصة لاعتراض الأهداف على مدى يصل الى 160 كم، ويقدّر سعر صاروخ الواحد المستخدم فيها بـ 10 مليون دولار أمريكي).
_ سمح الأردن لإسرائيل بالتصدي للمقذوفات الإيرانية في الأجواء الأردنية (ما يعني أن الطائرات الإسرائيلية أطلقت صواريخها الاعتراضية باتجاه الأجواء الأردنية).
_ انطلقت طائرات الـ F-35 الأمريكية لتنفيذ عملياتها الاعتراضية من قاعدة نيفاتيم في فلسطين المحتلّة، لكنها لم تعد للهبوط فيها مدة 24 ساعة ثم عاد بعضها بانتظار اكتمال عملية ترميم مدرجات الهبوط فيها، ما يؤكّد إصابة الصواريخ والطائرات المسيّرة للقاعدة بدقة ويؤكّد وقوع الأضرار الكبيرة فيها.
_ بدأ الإسرائيليون التراجع عن روايتهم حول الخسائر، ومع مرور الوقت سيبدؤون بالاعتراف بها.
_ استخدم الأمريكيون أقمارهم الاصطناعية للتشويش على الـGPS.
_ كانت الولايات المتحدة الأمريكية حريصة على عدم مشاركة اليمن ولبنان في هذا الرد، وكذلك إيران أرادت الرد بمفردها على الحماقة الإسرائيلية، لكي توصلّ رسالةً واضحة للجميع.
_هناك معلومات عن سقوط قتلى وجرحى اسرائيليين، وبطبيعة الحال سيتم الإعلان عنها تباعاً وبشكل مبهم.
_ الفيديوهات التي نشرها الفلسطينيون والمستوطنون والأردنيون لوحدها، كفيلة بالرد على الادعاءات والمزاعم الإسرائيلية.
وفي هذا الإطار، أشارت صحيفة معاريف الإسرائيلية إلى أن تحليل مقاطع فيديو، أظهر ما يبدو أنها 5 إصابات في قاعدة رامون الجوية بصحراء النقب. بينما بيّن تحليل مقاطع فيديو بقاعدة نيفاتيم بالنقب 4 إصابات جراء سقوط صواريخ لا شظايا صواريخ اعتراضية.
_ بلغت كلفة الاعتراض الإجمالية حوالي 1 مليار و300 مليون دولار أمريكي.
وختمت المصادر بأن المعركة كانت فعلياً ما بين حلف الناتو بقيادة أمريكا وبين إيران. وكانت القيادة المركزية الأمريكية التي يتولى رئاستها الجنرال مايكل كوريلا، هي القيادة الفعلية لهذا التحالف.
قائد القيادة المركزية الأمريكية خلال لقاء سابق مع الملك الأردني
قائد القيادة المركزية الأمريكية خلال لقاء سابق مع الملك الأردني
السيناريوهات المقبلة
وبالنسبة لتداعيات هذه العملية، خاصة لناحية الردّ الإسرائيلي، فقد أشارت المصادر الى أن استخدام إيران لهذا العدد من الصواريخ والطائرات المسيرّة، يبين أنها أعدّت نفسها لردود مستقبلية تكون أضخم مما حصل بكثير. كما أنها في الساعات الأولى لتنفيذ الرد، أعلنت عن استعدادها وجهوزيتها وقدرتها للتصدي بقوة لأي رد فعل إسرائيلي. وكشفت المصادر بأن قيادة الجمهورية الإسلامية أعطت أمراً لقوة الجوفضاء، بالرد على الهجوم الإسرائيلي – إن حصل ضد الأراضي الإيرانية – فور انطلاق الطائرات الحربية وانطلاق الصواريخ الباليستية الإسرائيلية، من خلال استهداف القواعد والمطارات الإسرائيلية التي انطلقت منها، بالإضافة الى أنه لا حاجة للعودة الى القيادة السياسية لاتخاذ قرار تنفيذ الردّ. وستتمكن القوة الجو فضائية من معرفة بدء الهجوم الإسرائيلي، من خلال الأقمار الاصطناعية الخاصة بإيران، بالإضافة الى وسائل أخرى.
ولفتت المصادر بأن أمريكا تحاول منع إسرائيل من الردّ على إيران، عبر ترغيبها بأهمية وجود التحالف الإقليمي والدولي الذي تم تجربته خلال تلك الليلة لأول مرة.
أما حول التقديرات عن الأهداف التي سيطالها الرد، فأشارت المصادر بأن الرد الإسرائيلي الذي سيهدف الى تعويض خسائر الكيان التي حلّت به خلال عملية الوعد الصادق، وقد يتمحور حول النقاط التالية:
1)ضرب منظومات الدفاع الجوي وكل ما يرتبط بها، خاصة تلك الموجودة في سوريا ولبنان.
2)استهداف منشآت عسكرية.
3)تدمير مخازن الأسلحة.
المصدر: موقع الخنادق