أفادت وسائل إعلام مصرية، اليوم الخميس، بنجاح الجهود المصرية والقطرية في تذليل العقبات التي كانت تواجه استكمال تنفيذ وقف إطلاق النار في غزة، والتزام الطرفين باستكمال تنفيذ الهدنة بالقطاع، فيما نفى مكتب رئيس الوزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التوصل إلى تفاهمات بشأن حل الأزمة مع حركة حماس.
وقال مكتب نتنياهو في بيان: “لم يتم التوصل حتى الآن إلى تفاهمات بشأن حل الأزمة مع حماس”. وأشار إلى أن أي تقارير بشأن نجاح أطراف الوساطة في حل الأزمة بمثابة “أخبار كاذبة، وليس لها أساس من الصحة”.
يأتي ذلك فيما تزداد المؤشرات الإسرائيلية على أن الأزمة في طريقها إلى الحل، وأن الدفعة السادسة من الأسرى والمحتجزين ستخرج في موعدها بعد غد السبت، الأمر الذي يعززه أيضاً موقف الحركة التي أعلنت اليوم الخميس أنها غير معنية بانهيار اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وحريصة على تنفيذه وإلزام الاحتلال به كاملاً.
ويتزامن هذا مع تواتر تقارير إسرائيلية حول تقديرات مسؤولين إسرائيليين بأن الأزمة في طريقها إلى الحل، وأن الدفعة السادسة ستنفّذ في موعدها يوم السبت. ومن المقرر في إطار الاتفاق، الإفراج عن ثلاثة محتجزين إسرائيليين في الدفعة القادمة، لكن في ضوء مطالبة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالإفراج عن كل المحتجزين، وتحذيره من أن الوقت المتبقي لبقاء المحتجزين على قيد الحياة قصير، يستمر كيان الاحتلال في الحفاظ على ضبابية معيّنة بشأن عدد المحتجزين الذي يطالب به ليوم السبت.
ورغم تكرار مسؤولي الكيان كلمتي ترامب جميع الاسرى، لم يوضحوا إن كان الجميع في هذه المرحلة يعني كل المحتجزين في غزة، أم جميع من تشملهم الدفعة السادسة، أي جميع المحتجزين الثلاثة المقرر إطلاق سراحهم يوم السبت، أو غير ذلك. وبالنظر إلى الوضع الحالي، يبدو أن إطلاق سراح المحتجزين الثلاثة هو الأمر الأكثر احتمالاً.
ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت اليوم الخميس، عن مسؤول أمني لم تسمّه، قوله: انه يعمد إلى عدم الإعلان عن العدد الدقيق المحتجزين لأن هذا بيد حماس، مدعياً أن الحل المحتمل للأزمة يأتي في ضوء التهديد باستئناف الحرب، وبفضل التحذير الذي أصدره ترامب، “والذي عرض على كيان الاحتلال الإسرائيلي فتح أبواب الجحيم على غزة إذا لم يُطلق سراح كل الاسرى بحلول الساعة 12:00 ظهر السبت. وأوضح المسؤول: “ترامب قام بالعمل نيابة عنّا بتصريحاته.
ونقلت الصحيفة ذاتها، قول عضو في المجلس الوزاري الإسرائيلي للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت)، لم تسمّه، إن “إسرائيل” وحماس ترغبان في نجاح المرحلة الأولى حتى نهايتها.
وأضاف عضو “الكابينت” بدوره، أن مواقف ترامب تشكّل ضغوطات على حماس، لكنه اعترف من جهة أخرى بأن مطالبة الرئيس الأميركي بالإفراج عن جميع المحتجزين يوم السبت “تضع “إسرائيل” أمام معضلة، هي ماذا تفعل في حالة إطلاق سراح ثلاثة محتجزين فقط بخلاف مطالبة ترامب بإطلاق سراح الجميع. ورغم أنه أوضح أنها مجرد اقتراح، وأن “إسرائيل” يمكن لها اتخاذ قرار مختلف من جهتها، بيد أن تصريحات ترامب أثارت ضغطاً من قبل اليمين على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو”. وأوضح المسؤول: “السؤال إذن هو ماذا تفعل “إسرائيل” وكيف ترد؟”، ولفت في ذات الوقت إلى أنه “لا شك أن “إسرائيل” في موقف أفضل مما هي عليه حماس في ضوء تهديدات ترامب”.
في سياق متصل، شاركت عائلات الاسرى إلى جانب عدد من المتضامنين، بما في ذلك ناشطات في حركات نسائية اليوم، بنشاط احتجاجي في تل أبيب،ونقل موقع والاه العبري، قول المتظاهرين إن “رفض نتنياهو المستمر لبدء مفاوضات المرحلة الثانية، والتهديدات بالعودة إلى القتال، هو تضحية إجرامية (بالمحتجزين) لن تُغفر”، وإن “حالة العائدين (الذين أطلق سراحهم في الدفعات السابقة) الصعبة أثبتت ما كنا نعرفه منذ فترة طويلة، وهو أن “المختطفين” موجودون في الجحيم … وممنوع أن تفجّر الحكومة الصفقة”.