ما إن تحل علينا ذكرى إعادة تحقيق الوحدة يعلو صوت الإنتقالي الجنوبي الموالي للإمارات لرفع شعارات للمطالبة بفك الإرتباط الذي يموله الحلفاء تحت رعاية بريطانية أمريكية وقيادات المجلس الإنتقالي تتقاطع مع المستعمرين على هذا المخطط الإجرامي البغيض..
لاشك أن فك الإرتباط هو مخطط أمريكي بريطاني لإستدعاء مشروع بريطانيا لتأسيس الجنوب العربي،
فلاعجب أن نسمع بعد مرور 35 عام من عمر الوحدة مناداة هنا وهناك بفك الإرتباط..فقد تعرض شعبنا اليمني لكثير من الغزو الإحتلالي والتدخلات الأجنبية، لكنه كان على مر تاريخه وما زال موحدا في نضاله وكفاحه في مقاومة المحتلين والغزاة، رغم هول مطاحن الحروب، ومع ذلك فإ شعبنا سيخرج منتصرا بفضل الله تعالى..
فلم تكن عدن، ولا صنعاء مقاطعات محسوبة لطرف سياسي ما أو جماعات عصبوية مناطقية،رغم ما ناله البلد شمالا وجنوبا من تلك المخاتلة، وآخرها محاولات الإستعمار البريطاني لفصل الهوية الوطنية في العام 1959 تحت تسمية ” الجنوب العربي”الذي رفضه شعبنا اليمني في الجنوب وقاوم تأسيسه..
اليوم يعود الإستعمار لأجندات الماضي، بعد أن زرع أعوانه ومرتزقته في الداخل لأستعادة مالم يستطع بالأمس تحقيقه.
فيسعى الإستعمار بواسطة هؤلاء البيادق تنفيذه، فلا يعتقد البيادق أن هذا من صنيعتهم، بل هو مشروع بريطاني قديم، والذاكرة التاريخية لهذا المشروع الإستعماري تدون أحداثه ويمقتهم..
عن تلك هي المفارقة المحزنة بين خونة اليوم وشرفاء الأمس.. يقول الأديب الروسي ديستوفيسكي ” من يخون وطنه يخون ربه”، فهؤلاء الشرذمة أهدوا المستعمرين وطنهم وحرموا شعبهم من
خيرات اليمن السعيد،ولايمكن أن نجد تفسيرا بغير ذلك، وإن تباينت اختلافاتنا في الداخل..
لكننا يوما ما سنتفق،أما أن يرحب المرتزقة بغازي محتل على أرضهم فتلك خيانة، وجرم تاريخي، وما يزيد الألم حسرة أن هؤلاء هم أدوات المحتل لتوطينه،وتوفير أرضية بقائه، مع أنه لم يمنحهم شيء غير الفُتات واماني قد لا تتحقق، وهاهي امريكا بعد الإتفاق مع صنعاء تتخلى عنهم..
ومن العجب أن تأتي الممانعة على مجلس العليمي الرئاسي الذي يضم فيه رئيس الإنتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي نفسه صاحب مشروع الانفصال الممانع لإقامة أي فعالية بمناسبة العيد الوطني الـ 35 لتحقيق الوحدة اليمنية الخالدة، وربما سيعوزون الى عملائهم تعكير صفو احتفال صنعاء الصمود بهذه المناسبة تحت مسمى رفع الأعلام وهذ المخطط القذر سرعان مايتم كشفه وافشاله..
تلك المخططات الإستعمارية القذرة لن تمر على شعبنا تاريخا وأمة وهوية ووطن، ومثلما واجه المستعمر والغازي على مر العصور، هو الآن أكثر قدرة وحنكة وبسالة على مواجهة كل المؤامرات والدسائس ولا تثنيه الأحداث مهما عظمت وسيظل ابنائه الأحرار هم “أُولوا قوةٍ وأُلو بأسٍ شديد” كما وصفهم الله تعالى في كتابه الحكيم، فلن يستقر الغازي المحتل على أرضنا مهما حاول مرتزقة الداخل توفير المناخات الملائمة لتوطينه في جنوب اليمن الغالي، خاصة وأنّ لنا في صنعاء قيادة حكيمة قالت لهم بالفم المليان “في اليمـن هـذا غـير وارد”..
خلاصة القول اليمن لن يحلق إلا بجناحيه وسيظل 22 مايو يوما مجيدا في تاريخ اليمن السياسي الحديث، ومن الخطأ تحميل الوحدة أوزار نظام الوحدة بينما الأصح هو فك الإرتباط بين الوحدة ونظام الوحدة ونتائج حرب 1994م، ونحن على ثقة ان المحتل الإماراتي السعودي سيرحل، والوحدة اليمنية ستنتصر على مشاريع الإنفصال الواهية، وسيعترف الجميع بصنعاء قريبا والأيام بيننا إن شاء الله تعالى هو حسبنا ونعم الوكيل؛
عبدالله علي هاشم الذارحي