شكل العرض العسكري الذي اقامته المنطقة العسكرية الخامسة والوية النصر بمشاركة القوات البحرية والجوية ذروة العروض العسكرية التي جرت خلال الهدنة الاممية التي واصل تحالف العدوان التلاعب بها والتنصل عن التزاماتها كاملة . واذا كان العرض العسكري على سواحل البحر الاحمر حمل اكثر من دلالة لناحية المكان والزمان ، فرسالة العروض العسكرية لمختلف التشكيلات القتالية في القوات المسلحة اليمنية قد حملت اكثر من رسالة الى دول العدوان في ظل الهدنة الثالثة التي اعتبرتها صنعاء الهدنة الاخيرة .
دلالات ورسائل
العقيد مجيب شمسان – محلل عسكري ” يمكن القول اليوم ان هناك الكثير من الدلالات والرسائل التي حملتها العروض العسكرية المختلفة التي دشنتها المناطق العسكرية بدءا من الجانب الزمني بما يمثله بعد 8 سنوات من العدوان ، حيث أظهرت القوات المسلحة اليمنية القدرة العالية على التحشيد وذلك ما اظهرته الدفعات العسكرية التي شهدنا احتفالات تخرجها ، وهذا يمثل فارقا بشريا لصالح الجيش واللجان الشعبية .
ثانيا من حيث التوقيت هي تمثل رسالة الى تحالف العدوان الذي راهن على كون الهدنة عامل وقت يستطيع من خلاله خلخلة الصمود الداخلي والوحدة الداخلية للشعب اليمني وقواته الضاربة ، او فرصة لخلق حالة من الارتخاء ، بينما أظهرت العروض العسكرية عمس ذلك بان هناك جهوزية عالية وعملية بناء مستمر في مختلف الوحدات العسكرية ومختلف المناطق .
كما انه ظهر من خلال تلك العروض العسكرية الإرادة السياسية الممثلة بتوجه القيادة في بناء قوة عسكرية ضاربه قادرة على حماية مكاسب ثورة 21 سبتمبر وانتزاع حقوق اليمنيين والدفاع عن سيادة البلد وارضه وثرواته .
واضاف : من خلال ما نشاهده يمكن القول ان هناك قوات مسلحة يمنية عقيدتها القتالية مبنية على أساس وطني لحماية البلد وسيادته بعكس الوضع الذي كان قائما حيث كان هناك جيش عائلي هدفه حماية شخص او مصالح اشخاص او النظام القائم ، بينما اليوم ظهرت القوات المسلحة كقوة مدافعة في المنطقة بشكل عام عن ارضها واظهرت فاعلية كبيرة في مواجهة احدث الاسلحة واحدث الجيوش المجهزة بالقدرات الفائقة التي لم تكن في متناول الجيش اليمني .
أيضا من ضمن الرسائل التي تحملها العروض العسكرية رسالة سياسية وهي اننا كما ممدنا أيدينا للسلام ، من ناحية أخرى فلدينا القدرة والامكانية على كسر كل المعادلات وفرض معادلة جديدة وانتزاح الحقوق بالقوة ، والعمليات التي نفذها الجيش عبر عمليات كسر الحصار كانت مؤشرات لمدى هذه القدرة ، اضف الى ذلك ان العروض تظهر كثافة العدد ولكنها لا تظهر كل القدرات ما يعني ان لدى الجيش اليمني مفاجئات يحتفظ بها للميدان .
حول مايتصل بالعدو ان يفهمة وبالعروض العسكرية ان تحملها من رسائل اليه قال شمسان :” اليوم ينبغي على تحالف العدوان ان يستوعب الرسائل والمضامين المختلفة التي وردت من خلال هذه العروض العسكرية وأيضا الرسائل السابقة من خلال عمليات الردع اليمنية على اعتبار ان تحالف العدوان لم يعد لديه من الخيارات ما يمكن ان يمارسه او يفرضه على الشعب اليمني ، وبات واضحا ان القوات اليمنية هي من تمسك بزمام المبادرة ، لذلك على تحالف العدوان ان يخضع لإرادة السلام ، وان يستغل الفرص التي منحتها إياهم القيادة اليمنية بان ينزلوا عن شجرة العدوان والتكبر ، مالم فان القوات المسلحة اليمنية جاهزة لفرض السلام بالقوة .
خيارات صنعاء وضماناتها
وحول اهمية اجراء العروض العسكرية في توقيت الهدنة ، ومتغيرات دولية يشهدها العالم يقول عباس السيد مدير تحرير صحيفة الثورة الحكومية : أولا كما نعرف بان الهدن كانت بطلب قوى العدوان بشكل أساسي ، وهم المحتاجون بشكل أساسي ، والهدنة اليوم امام اختبار لتأسيس منصة لحل سياسي .
وكما راينا كانت هناك خروقات كثيرة للهدنة ولم تستجب قوى العدوان في الجانب الإنساني ولم ينفذوا التزاماتهم بموجب بنود الهدنة الإنسانية في ملف الرواتب في ملف المطار في ملف الميناء في صفقات تبادل الاسرى افشلوا حتى اللحظة صفقة تبادل الاسرى الكبير ، وصفقات محلية .
صنعاء تقول اليوم لديها خيارات أخرى وهي خيارات تقدمها من خلال العروض العسكرية للمناطق والوحدات العسكرية في العاصمة صنعاء وفي المحافظات .
والى اين يفترض بالرسائل ان تصل من خلال استعراض القوة يستطر قائلا : ” يفترض ان تصل الرسالة الى تحالف العدوان وان يعمل وفقا للالتزامات في بنود الهدنة الإنسانية وخاصة ما يتصل بصرف الرواتب وتوسيع وجهات المطار .
تحالف العدوان معني بتنفيذ التزاماته بالكامل ، صنعاء من خلال العروض العسكرية تقول كفى للتلاعب ، والهدنة لم ولن تكون قدرا مفروضا يمكن انهاؤها والعودة الى القتال لتحقيق الأهداف المرجوة للشعب اليمني .
العدوان كما نعرف يمارس حربا اقتصادية على الشعب اليمني واشتدت منذ نقل البنك ، وطرف العدوان يواصل نهب الثروة اليمنية من النفط والغاز ، هذه العروض هي رسالة تحذير من استمرار العبث في هذا المجال والتنصل عن تسليم حقوق الشعب اليمني وخصوصا المرتبات .
وفيما يتصل بضمانات تقدمها هذه العروض العسكرية ليعض من القوة المتراكمة يقول عباس السيد : ومن خلال العروض العسكرية صنعاء تقول ان الضمانات بالنسبة لديها بعد الله سبحانه هو قوتها المتنامية والتي تعرض بعضا ، وعبرها استطاعت ان ترسخ معادلة جديدة وتفرض على العالم التعاطي بتوازن مع القضية اليمنية.
بالنسبة للأمم المتحدة هي معنية بفهم رسالة العروض العسكرية التي تقيمها صنعاء في زمن الهدنة ، بان عليها كراعي للهدنة ان ترغم الطرف الاخر على تنفيذ واحترام بنود الهدنة الأممية .
موقف القوة والدين
يؤكد حميد عاصم عضو الوفد الوطني ان السلام لا يعطى بل يؤخذ بالقوة ، وصنعاء اليوم تؤكد ان التزامها بالهدنة ليس من منطلق ضعف بل من موقف قوة والتزام بالمبادئ الاسلامية ويقول في هذ الصدد : هناك قاعدة سياسية وعسكرية تقول لإسلام بدون القوة ، والقوة هي من تفرض السلام الحقيقي ، نحن اليوم عبر العروض العسكرية للدفع المتخرجة حديثا انما نريد ان نقول للطرف الاخر اننا دخلنا الى الهدنة ونلتزم بها من منطلق قوة لا من موقف ضعف ، ونحن واثقين بالنصر من الله ويدنا على الزناد .
نحن نقول للعالم من ميادين العروض العسكرية وعلى لسان قواتنا المسلحة باننا جاهزون عندما ترفض قوى العدوان السلام وترفض تنفيذ التزاماتها وفقا للهدنة وتتعنت امام المطالب المحقة برفع الحصار للقتال والضرب بأقسى مما يتوقعون ، وقد اكدت ذلك الدولة بمختلف مؤسساتها السياسية والعسكرية .
وعلى طرف العدوان ان يستوعب بان الشعب المني جاهز فيما لو تنصل عن التزاماته وفقا للهدن وخاصة فيما يتصل بملف الرواتب وفتح مطار صنعاء بشكل كامل ، ورفع الحصار عن ميناء الحديدة .
ويشير عاصم الى الحرب المستعرة على اكثر من جبهة نحن نواجه العدوان على اكثر من جبهة نواجه الحرب الناعمة ، نواجه الحصار نعمل لاستعادة ارضنا التي يتقاتل فيها اليوم السعودي والاماراتي في جنوب اليمن ، نعد لتحرير جزرنا وكل شبر من ارض الوطن ، ونحن نتجهز لذلك ونستعد له .
المصدر: المسيرة