كشف تقرير صحافي أنّ “جيش” العدو الصهيوني اتبع في حربه على قطاع غزة، سياسة إطلاق نار تعتمد بالأساس على نظام الذكاء الاصطناعي الذي حدّد في بداية الحرب نحو 37 ألف فلسطيني على أنهم “أهداف بشرية” بناءً على معلومات غير موثوقة تشير إلى أنهم ناشطون في حركة حماس، وسمح بقتل 20 مدنيا كـ”خسائر جانبية” في كل عملية استهداف واحدة.
جاء ذلك بحسب ما أكد ستة ضباط مخابرات صهاينة، جميعهم شاركوا في الحرب المتواصلة على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وذلك في تحقيق لموقع “سيحا مكوميت”.
ويزعم التقرير أن “جيش” العدو الصهيوني يحتفظ بسجلات لسكان القطاع المرتبطين بـ”حماس”، كما يتم إدخال المباني والهياكل التي يمكن استخدامها من قبل “حماس” في خوارزميات تدعى “لافندر”، طورتها الوحدة 8200 التابعة لشعبة الاستخبارات العسكرية، وبلغ رقم الذروة للأشخاص الذين تم رفع معلوماتهم على هذه الخوارزميات 37 ألفًا، كأهداف محتملة.
وكشف ضباط المخابرات أن المسؤولين في “جيش” العدو الصهيوني سمحوا بقتل أعداد كبيرة من المدنيين الفلسطينيين، خصوصًا خلال الأسابيع الأولى من الحرب، عبر اعتبارهم “خسائر جانبية” لعمليات الاستهداف التي حدّدها نظام “لافندر”، بحيث سمح بقتل ما بين 15 و20 مدنيًا فلسطينيًا خلال كل هجمة تستهدف “ناشطًا صغيرًا في حماس”، في إشارة إلى فلسطينيين غير معروفين اعتبر نظام الذكاء الاصطناعي أنهم عناصر في فصائل المقاومة.
“قنابل غبية” لـ”تدمير المنازل على سكانها حرفيًا”
ونقل التقرير عن أحد ضباط المخابرات قوله: “لم نكن مهتمين بقتل النشطاء العسكريين (لحماس) فقط عندما يكونون في منشأة عسكرية، أو أثناء قيامهم بنشاط عسكري. على عكس ذلك تمامًا، قصف الجيش منازلهم دون حساب، كخيار أول. من الأسهل بكثير قصف منزل العائلة. النظام مبني على تعقبهم ورصدهم في هذه المواقف”.
وكشفت مصادر التقرير أن “جيش” الإسرائيلي اتخذ قرارًا بالاعتماد المباشر على “لافندر” في تحديد الأهداف بعد نحو أسبوعين على اندلاع الحرب، بعد أن كان النظام يستخدم كأداة لتقديم توصيات بهذا الشأن؛ وأنشأ النظام قاعدة بيانات تضم عشرات الآلاف من الأفراد الذين صُنّفوا على أنهم أعضاء من ذوي الرتب المنخفضة في الجناح العسكري لحماس.
وقالت المصادر :”إن الهجمات على مثل هذه الأهداف تُنفذ عادة باستخدام ذخائر غير دقيقة (قنابل غبية – غير موجهة)، تؤدي عادة إلى تدمير منازل بأكملها وقتل جميع ساكنيها”. وقال أحد ضباط المخابرات: “لا نريد أن تضيع قنابل باهظة الثمن على أشخاص غير مهمين، فهي مكلفة للغاية بالنسبة لنا وهناك نقص في الذخيرة”.
“أقوم باختيار العشرات من الأهداف يوميَا”
وعن طريقة استخدام النظام، قال أحد الضباط “إن “لافندر” يمنحه الأفضلية لاختيار “هدف” خلال “20 ثانية” في هذه المرحلة من الحرب”، وأضاف “أقوم باختيار العشرات من هذه الأهداف في كل يوم. لا أقوم بشيء باستثناء إعطاء ختم الموافقة (النهائي، على الأهداف المقترحة من قبل لافندر). لقد وفّر هذا الكثير من الوقت”.
وقال ضابط آخر إن “السؤال الرئيسي الذي يواجهه الجيش الإسرائيلي عند اتخاذ قرار بشأن الهجوم هو ما إذا كانت “الأضرار الجانبية” التي تلحق بالمدنيين تسمح بتنفيذ الهجوم، لأننا هاجمنا في الغالب بأسلحة غير دقيقة، وهو ما يعني – حرفيًا – هدم المنزل على ساكنيه”؛ وتابع: “حتى عندما لا تتم الموافقة على الهجوم، لا يهم، أنتقل على الفور إلى الهدف التالي. بسبب نظام (التعرف على الوجه)، فإن الأهداف لا تنتهي أبدًا، تُنتج بطريقة آلية”.
ونقل التحقيق عن خبراء أن استخدام “إسرائيل” لقنابل غير دقيقة لتسوية منازل الآلاف من الفلسطينيين، الذين ربطهم الذكاء الاصطناعي بعناصر المقاومة، يمكن أن يساعد في تفسير عدد الشهداء المرتفع بشكل صادم في الحرب الجارية في القطاع، حيث ارتفعت حصيلة الشهداء إلى أكثر من 32 ألفًا و975، والمصابين إلى 75 ألفًا و577، بحسب الحصيلة التي صدرت الأربعاء عن وزارة الصحة في قطاع غزة.
“اقصفوا كل ما تستطيعون”
وأفاد التحقيق أن “في الأسابيع والأشهر الأولى للحرب، اكتسب استخدام هذا النظام زخمًا، ومع تزايد هجمات الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، طالب القادة الحصول على المزيد والمزيد من الأهداف بشكل متواصل”، وقال أحد ضباط المخابرات: “قيل لنا: الآن علينا أن نضرب حماس، مهما كان الثمن. اقصفوا كل ما تستطيعون”.