جدّد وزيرُ الدفاع، اللواء الركن محمد ناصر العاطفي، الدعوةَ لدول تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي إلى إيقاف حربها العدوانية العبثية على اليمن، التي لن يعود استمرارها إلا بالدمار عليها وعلى المنطقة، بفعل الضربات المزلزلة للقوات المسلحة اليمنية.
وخلال زيارته، أمس، ومعه قائد المنطقة العسكرية المركزية قائد قوات الحرس الجمهوري والقوات الخَاصَّة اللواء عبدالخالق بدرالدين الحوثي، للمرابطين في المواقع العسكرية المتقدمة في التبة الحمراء بمديرية رغوان، ووادي ماس ومفرق هيلان والكسارة ومنطقة نخلا في مديرية مدغل بمحافظة مأرب، أكّـد وزير الدفاع العاطفي أن الثروةَ النفطية والموارد السيادية هي ثروات وموارد يمنية لا سيادة لأيٍّ كان عليها إلا للجمهورية اليمنية التي عنوانها صنعاء، مُضيفاً “دولُ تحالف العدوان طالبت بالهُــدنة وسعت إليها في محاولة لسرق الانتصارات التي حقّقها الشعب اليمني وقواته المسلحة، كما سرقت ونهبت ثروات شعبنا”، مستدركاً “ونحن نقول لها من مديرية مدغل بمحافظة مأرب، إنها أمام خيارين لا ثالث لهما، إما هُــدنة ومرتبات أَو صواريخ ومسيَّرات”.
وأشار العاطفي إلى أن دول تحالف العدوان عملت خلال الهُــدنة على إعادة ترتيب أوضاعها، من خلال شراء مختلف الدفاعات الجوية، مجدّدًا التنويه إلى أن دفاعات العدوّ لن تحميه من الضربات النوعية للقوات المسلحة اليمنية، مردفاً بالقول: “ستطالهم الضربات الموجعة إن لم يلتزموا بشروط تمديد الهُــدنة”.
العدوّ يحدّد مصيره.. السلم أسلم والغي أندمُ وآلم
ورسّخ اللواءُ العاطفي ثباتَ معادلة الرد والردع اليمنية بتأكيده على أنه “إذا استمر تحالف العدوان في غيه وحصاره لشعبنا فسنجعل الصواريخ الباليستية والطيران المسيَّر في سماء بلدانهم كأسراب الجراد”، لافتاً إلى أن التضحيات والملاحم البطولية التي سطّرها منتسبو القوات المسلحة أذهلت الأعداء ونالت إعجاب الأصدقاء، وعجزت المدارس والمعاهد والكليات والأكاديميات العسكرية العالمية أن تجاري وتواكب بطولات منتسبي الجيش، الذين بقدر امتلاكهم المهارات والمعارف العسكرية فَـإنَّهم يمتلكون العقيدة الإيمَـانية وحب الشهادة في سبيل الله.
وفي رسالة طمأن فيها اللواء العاطفي الشعب اليمني وجدّد التحذير والوعيد لتحالف العدوان، قال: “نؤكّـدُ لشعبنا أن ما نوضّحه بشأن ما وصلت إليه قواتنا المسلحة ما هو إلا القليل؛ حفاظاً على السرية العسكرية، ونسعى مِن أجلِ غايات عظيمة جسّدها قائد الثورة وينفذها أبطال القوات المسلحة في كافة جبهات المواجهة؛ مِن أجلِ التحرير الكامل لكامل الجغرافيا اليمنية”.
وأشَارَ اللواء العاطفي إلى أن القوات المسلحة أثبتت من خلال العروض العسكرية المهيبة جاهزيتها العالية، وما وصلت إليه من مستوى متقدم في التصنيع العسكري التخصصي والاعتيادي بدءاً من صناعة الأسلحة الخفيفة وذخائرها وُصُـولاً إلى منظومات صاروخية وطيران مسيَّر عالية الدقة.
وبيّن أن دقة إصابة الأهداف المعادية كانت أكثرَ جلاء ووضوحاً من خلال توجيه ضربات تحذيرية صوب ناهبي الثروة الوطنية، لافتاً إلى أن “هذا التطور والاحتراف النوعي أذهل الجميع وأكّـد أن منظومتنا الصاروخية وطيراننا المسيَّر لديها قدرات مؤثرة معززة بتقنيات متطورة قادرة على الوصول إلى مديات بعيدة جِـدًّا، وهو إنجاز تسعى بلدان أُخرى لتحقيقه رغم ما تمتلكه من إمْكَانيات، واستعانتها بمراكز أبحاث عسكرية وتكنولوجية، ولكننا في اليمن حقّقنا هذا الإنجاز الذي نفتخر به”.
وبشأن المواقف الدولية المعادية، خاطب وزير الدفاع كُـلّ المنخرطين في العدوان على اليمن، بقوله: “نوجه للعدوان وتحالفه الشيطاني وللمجتمع الدولي الذي ظل طيلة سنوات الحرب العدوانية شاهد زور يتجاهل معاناة شعبنا ويتعامى عن توحش المعتدين والغزاة ومرتزِقتهم ضد الشعب اليمني دون أي موقف إيجابي تقتضيه ما تُسمى الشرعية الدولية جملة من الرسائل التي يجب أن يفهموها جيداً”.
رسائلُ أخيرة.. نصيحة ما قبل الانفجار
واستهل وزير الدفاع رسائلَه بتجديد دعوته “لدول تحالف العدوان على اليمن إلى الخروج من هذه الحرب العبثية وذلك نتيجة لما حصدته من إخفاقات في كُـلّ المجالات، والعمل على إنهاء الحرب التي لن تعود عليها وعلى المنطقة إلا بالدمار، وتجنباً لما سيحصده المعتدون مستقبلاً من انكسارات وانهيارات بفعل الضربات المزلزلة من أبطال القوات المسلحة اليمنية”، في تأكيد على أن صنعاء هي الطرف الوحيد الذي يتحلى بالسلام رغم قدرتها على استعادة حقوق الشعب بالقوة.
وفي ثاني الرسائل جدد العاطفي التأكيد على أن “الثروة الوطنية اليمنية والموارد السيادية من غاز ونفط ومعادن وثروات سمكية هي ثروات وموارد يمنية لا سيادة لأيٍّ كان عليها إلا للجمهورية اليمنية التي عنوانها صنعاء عاصمة كُـلّ اليمنيين، ولا قبول بعد اليوم بإهدارها، وليكون الجميع على يقينٍ تام بأننا لن نسمح بإهدارها ولا نهبها ولا بالتصرف غير المسؤول بها”.
ولفت إلى أن “المجتمع الدولي ومجلس الأمن ومنظمة الأمم المتحدة، تحولوا إلى غطاء ومساهمين بالصمت والخذلان، في إهدار ثروات اليمن السيادية ويجب على هذا المجتمع وهذه المنظومة أن لا يكونوا غطاء لهذا النهب المنظم ولا المتاجرة بمقدرات الشعب اليمني”.
ونوّه إلى أن “الضربات التحذيرية لناهبي النفط اليمني حظيت بإجماع وطني وشعبي من أبناء المحافظات اليمنية جميعها وفي المقدمة أبناء المحافظات الجنوبية التي كانت مباركتهم لضرباتنا بمثابة استفتاء شعبي بأن القيادة في صنعاء هي عنوان السيادة الوطنية ومصدر القرار الوطني”.
وتابع رسائله بالقول “لقد حرصنا على إرساء دعائم سلام حقيقي ومنصف وعادل ومشرف، ولكننا في ذات الوقت مستعدون لأسوأ الاحتمالات، وَإذَا كان الضغط على دول تحالف العدوان كَبيراً من قبل الكيان الصهيوني المؤقت للاستمرار في الحرب على اليمن فسيكون الوجع عليهم أكبر من قبل القوات المسلحة اليمنية، فنحن نجهز ونعد قدراتنا القصوى للتعامل باستجابة كاملة مع أية تحديات أَو مواقف طارئة فأيدينا على الزناد وأيادي خبراتنا اليمنية في القوة الصاروخية والطيران المسيَّر على زر الإطلاق“.
واستدرك “نجد أنفسنا معنيين بإسداء النصيحة تلو النصيحة، وننصح العدوّ بأن لا يواصل اختبار صبرنا أَو يناور في هامش تسامُحِنا، وإلا سنضطر لنؤكّـد لهم مقولة (اتَّقِ صولةَ الحليم إذَا غضب)”.
رسالة هامة.. نظرة الجيش واسعة وستواكبُ المتغيرات محلياً وإقليمياً ودولياً
بدوره، أشار قائد المنطقة العسكرية المركزية قائد قوات الحرس الجمهوري والقوات الخَاصَّة، اللواء عبدالخالق بدر الدين الحوثي في كلمته الترحيبية إلى أهميّة زيارات وزير الدفاع للمقاتلين المرابطين على أبواب مأرب الغربية، وفي مختلف جبهات العزة وميادين التضحية والفداء، دفاعاً عن سيادة واستقلال اليمن وشموخ وعزة أبنائه.
وتطرق إلى طبيعة المهام الماثلة أمام تشكيلات ووحدات المنطقة وقوات الحرس الجمهوري والقوات الخَاصَّة في هذه المرحلة بكل أحداثها ومستجداتها ومتغيراتها على مختلف المستويات الوطنية والإقليمية والدولية بأبعادها الاستراتيجية وانعكاساتها المستقبلية على الشعب اليمني، الذي يمضي اليوم وهو أكثر ثباتاً وإيمَـاناً وعزيمة نحو الانتصار لإرادته في الحرية والوحدة والخلاص من الوصاية والتبعية للقوى الصهيوأمريكية السعوديّة الإماراتية البريطانية التي تحاول بائسة العودة باليمن إلى أزمنة الاستعمار ونهب ثروات ومقدرات الشعوب، مؤكّـداً أن كُـلّ دسائس ومؤامرات قوى العدوان وأذنابه في الداخل قد فشلت أمام صمود الشعب اليمني وقواته المسلحة، وتجرعت الهزائم والإخفاقات على مدى ثمانية أعوام من حربها وطغيانها وغطرستها وممارساتها الإجرامية ضد الشعب اليمني المعتدى عليه.
وأشاد اللواء عبد الخالق الحوثي، بالمواقف الوطنية الشجاعة لأبطال القوات المسلحة في مواجهة قوى الشر ومرتزِقتها على امتداد المسرح العملياتي للجمهورية اليمنية وفي عمق دول العدوان.
كما أكّـد أن القوات المسلحة تقف اليوم بكل صنوفها وتشكيلاتها القتالية على أهبة الاستعداد للدفاع عن ثروات اليمن ومقدراته الاقتصادية التي تتعرض للنهب والسلب والمصادرة من قبل قوى العدوان ووكلائهم في المنطقة وفي مقدمتها الثروة النفطية والغازية، موضحًا أن القوات المسلحة في جهوزية عالية لتحقيق مطالب الشعب اليمني المشروعة من عائدات ثرواته التي يتم مصادرتها إلى بنوك دول العدوان.
ولفت إلى أن من أولويات المهام الماثلة أمام المقاتلين الميامين، الدفاع عن مصالح الشعب وحماية السيادة اليمنية وتحقيق الانتصار الشامل للجمهورية اليمنية.
رافقهم خلال الزيارة العميد محمد عبدالله أبو مهدي -نائب قائد المنطقة العسكرية المركزية- فيما يشارُ إلى أن وزير الدفاع قد اطّلع على خطط العمليات والجاهزية القتالية لمنتسبي المنطقة والحرس الجمهوري والقوات الخَاصَّة، واستمع من القيادات العسكرية إلى شرح عن مهام الوحدات القتالية، وسير تنفيذ البرامج التدريبية والتأهيلية والخطط العملياتية والمعنوية الماثلة أمام القادة والضباط والصف والجنود المرابطين في مواقع الشرف والبطولة والتضحية والفداء في جبهة مأرب، والذين أكّـدوا جهوزيتهم العالية لتنفيذ مختلف المهام المسندة إليهم بكل اقتدار، مجدِّدين العهد لله وللقيادة الثورية والعسكرية العليا على السير قدماً حتى تحقيق الانتصار الكامل غير المنقوص لليمن وشعبه العظيم.
المصدر: موقع أنصار الله