العين برس – اليمن – صنعاء
تحدث وزير الخدمة المدنية في حكومة صنعاء سليم محمد المغلس عن وضع الوزارة وكافة مؤسسات الدولة مفجراً العديد من القضايا الاساسية التي تغيرت في سير المؤسسات الحكومية، كاشفاً بعض الاختلالات الكبيرة.
العين برس ينشر كلمة وزير الخدمة المدنية والتأمينات أثناء حضوره تدشين برنامج “قياس الكفاءة” لقادة الموارد البشرية هذا نصها:
بدايةً نشكر القائمين والمنظمين لهذا اللقاء ممثلاً بقطاع الموارد البشرية في الوزارة الأخ/ علي قاسم الكبسي، وأيضاً نشكر المعهد الوطني على هذه الإستضافة والترتيب… كما نبارك لكم ولجميع أبناء الشعب اليمني الإنتصارات الكبيرة وما علمتم به يوم أمس، وما قصف طيران العدوان الأمريكي السعودي على العاصمة صنعاء وبعض المحافظات مساء أمس إلا لدليل على وجع العدوان من الإنتصارات المحققة والتي لم يعلن عنها بعد، فهناك إنتصارات كبيرة سيتم الإعلان عنها تفرح شعبنا اليمني المظلوم إن شاء الله.
هذا البرنامج هام جداً لقياس كفاءة القوى البشرية في وحدات الخدمة العامة، فالوزارة تعطي الموارد البشرية إهتماماً كبير خلال المرحلة القادمة بإذن الله، وكما تعلمون نحن نمر بمنعطف يقود إلى تحول كبير وحقبه مهمة في تاريخ الوزارة خلال المرحلة القادمة وقد شهدتم بداية العمل في هذا التوجه، ويجب علينا نحن كقادة القوى البشرية وكوزارة للخدمة المدنية أن نكون في طليعة هذه المرحلة ومواكبتها، فإذا تأخرنا نحن في العمل والإنجاز والتطوير فسيتقدم غيرنا لذلك، فحجر الزاوية في النهضة والتنمية الإدارية هو أنتم قادة القوى البشرية في الجهات، ويجب أن نتحول خلال هذه المرحلة من المواكبة للرؤى الغربية إلى مرحلة تأصيل الأصالة والهوية الإيمانية التي ينطلق من خلالها شعبنا اليمني العظيم اليوم، كما ينبغي أن نهيئ أنفسنا لهذه المرحلة وأن لا يبقى العمل الإداري على النهج السائد والمتعارف كما كان عليه سابقاً؛ صحيح نستفيد من الآخرين لكن ليس تقليداً نتخذه بما يتعارض مع ثقافتنا وإيماننا وقيمنا وأخلاقنا.
أيها الإخوة…
نحن ننطلق لنصل إلى مرحلة علو وأداء إداري وأدلة وسياسات إدارية وسلوكية قائمة على القيم والأخلاق إنطلاقاً من هوية شعبنا الإيمانية اليمانية، وهذا سيكون عنوان وشعار المرحلة القادم بإذن الله تعالى وتوفيقه، ويجب علينا تهيئة أنفسنا لهذه المرحلة بالشكل المطلوب، ولا بد أن نرسخ مفهوم الوظيفية العامة بأنها مسئولية وعطاء وبذل وتضحية في خدمة الله والوطن والمواطن، وأنها ليست موقعاً للكسب والنفوذ الشخصي والحزبي والفئوي كما كان سابقاً ونحن جميعاً عشنا وعانينا من ذلك في السابق، كما يجب أن نرسخ ثقافة مؤسسية بعيداً عن الشخصنة لفلان أو لعلان، وقد بدأنا في وزارة الخدمة المدنية نخاطب الجهات بإسم وزارة الخدمة المدنية والتأمينات وليس بإسم الوزير، وسنسعى لترسيخ وتعميم هذا التوجه، ويجب عليكم أنتم جميعاً في الموارد البشرية حمل هذا التوجه وتعميمه في جميع وحدات الخدمة العامة للدولة، ليس من الصحيح إذا غاب أو استبدل الوزير أو المسئول الفلاني في جهة عمله تغيرت الخطط والبرامج المزمنة التنفيذ والصحيحة لتصبح بشكل معقد أو في محل عدم تنفيذ وركود وتعود العجلة للخلف، ينبغي أن نرسخ الثقافة الموئسسية ونؤكد على ذلك، لأنه عندما نرسخ ثقافة الشخصنة مثلاً الوزير أو المسئول فلان بإسمه شخصياً يعتمد استجابة الجهات الأخرى على قوة هذا الوزير أو المسئول شخصياً، لكن عندما نرسخ ثقافة المؤسسة على مهام ومسئوليات وصلاحيات محددة نكون نبني لعمل مؤسسي تجنى ثماره وتلتمس على أرض الواقع، ويتم التعاطي مع المعاملات والمذكرات جميعها في جميع الجهات على حد سواء دون تمييز أو مفاضلة بين هذا وذاك، والجميع يجد بعض الصعوبات مثلاً يخاطب وزير في مذكرة أو معاملة مابه إلا تصل للوزير أو المسئول نفسه شخصياً وإذا كان مسافر تبقى المذكرة أو المعاملة شهر كاملاً وأحياناً أكثر في البريد تنتظر عودة الوزير أو المسئول وهذا يؤخر الناس ويعرقل ويعقد بعض الأمور التي تعود بضرر على الناس لأنها موجهة بإسم وشخص الوزير، ولذلك من الضروري يكون هناك معالجات وإحالة إلى المختصين للتسريع في العمل من منطلق المسئولية والأمانة التي حملناها أمام الله تبارك وتعالى، حتى في لوحات الفعاليات والمهرجانات الإدارية ينبغي عدم التسمية في الكتابة عليها والشخصنه مثلاً برعاية وزير الخدمة المدنية يتم تدشين كذا وكذا، والأصح قامت وزارة الخدمة المدنية وليس الوزير وقد وجهنا نحن المسئولين في الوزارة بالتقيد بذلك وترسيخه بدأً من وزارة الخدمة المدنية وبإذن الله يرسخ ويعمم على جميع وحدات الخدمة العامة في الدولة.
أيها الإخوة..
أهمية القوة البشرية ومسئولياتها كبير جداً وليست فقط إستحقاقات وصرف مادي وشئون موظفين كما كان سابقاً، دور القوة البشرية أكبر بكثير من ذلك، ونحن نعمل على تقييم ميداني لكافة القوى البشرية في جميع وحدات الخدمة العامة للدولة من حيث قياس الكفاءات ونؤكد هنا أن قياس الكفاءات ليس استهداف لأي أحد إنما يأتي لتنمية المهارات والقدرات والتطوير لكي يعمل الجميع بجدارة وكفاءة واقتدار، أنتم الموارد البشرية المهندسين الإداريين في جهاتكم وينبغي أن تكونوا عند هذا المستوى، ولا يجب أن يقتصر عمل الموارد البشرية على إعداد كشوفات الإستحقاقات أو حافظات دوام وهذه مشكلة كبيرة وكأنها تعطلت مهام الموارد البشرية في الجهات فمهامها أكبر من ذلك، سيتم النزول الميداني إلى جميع الجهات وفق مؤشرات تم إعدادها لتقييم عمل الموارد البشرية من حيث تحرير الإنذارات والتنبيهات للمخالفين والمقصرين في أداء مهامهم، وأيضاً من حيث التدوير الوظيفي وخطة الموارد البشرية في هذا الجانب حتى إن كان هناك عدم إستجابة من المسئول عن الجهة لذلك يجب أن يقدم مدير الموارد البشرية في جهته المقترحات والأدلة والسياسيات اللازمة لذلك كلاً في جهته، أيضاً من ناحية رفع خطط التأهيل والتدريب وتنمية وبناء القدرات وآلية التقييم في كل جهة وربطها بالحافز أو الإستحقاقات إن وجدت، الكثير من المؤشرات يمكن أن تطرح ويتم النزول إلى جميع الجهات خلال الفترة القادمة مع نهاية العام أو بداية العام القادم، ويجب على الجميع التجهيز لذلك.
إن أهمية بناء القدرات ورفع كفاءة القوة البشرية مهم جداً يمكن أن يقود لصناعة نهضة إدارية غير مسبوقة في تاريخ الوطن وهذا ما ينبغي علينا أن نسير عليه، فالقيادة الثورية ممثلة بالسيد العلم عبدالملك بدرالدين الحوثي يحفظه الله، والقيادة السياسية ممثلة بالأخ الرئيس المشير مهدي المشّاط رئيس المجلس السيـ.ـاسي الأعلى، والحكومة يولون إهتمام كبير بهذا المجال، فالقوة البشرية أهم من أي قوة كانت مادية او غيرها، فالإنسان هو من يوجد المال والعمل ووو وغيره، لذا فأهم شيء في هذه المرحلة هو بناء الإنسان وتأهيله في جميع الجوانب سواء الإيمانية أو الإدارية أو النفسية… الخ، وهنا في المعهد الوطني مواكبة لهذا المسار وتحديث للحقائب والبرامج التدريبية وأيضاً هناك برامج تدريبية جديدة أعدت ويتم إعداد المزيد وفقاً لهويتنا ومنطلقات المرحلة الجديدة بإذن الله، هم بدأوا على هذا التوجه وإن شاء الله يستمروا عليه، وأنتم تكونوا رُسل لهذا المعهد تطبقون كل ما تأخذوه وتبدعون وتطورون، ونحن سنعمل على رفد هذا الصرح الشامخ بإذن الله وتوفيقه من خلال مقترحاتكم أنتم بالقوى التي يجب عليها التدريب والتأهيل وصقل المهارات من جميع الجهات الحكومية، رغم أننا وللأسف نجد من يترك هذه المؤسسة الرائدة ويذهب إلى بعض الدكاكين والمعاهد والشقق لتدريب الكادر البشري، ولذا يجب علينا جميعاً أن نكون رافدين لهذا المعهد بالمتدريبين، وعلى المعهد مواكبة الإحتياجات والبرامج التدريبية لكافة الجهات.
نحن نقدر الضروف التي تمرون بها ويمر بها جميع الموظفين في الدولة خصوصاً مع إنقطاع المـرتبات جراء إستمرار العـ.ـدوان الأمـ.ـريكـ.ـي السعـ.ـودي، دوركم كبير وأنتم تخدمون وطنكم وأبناء شعبكم من مكاتبكم في الجهات التي تعملون بها التي تنطلقون منها كما ينطلق المجاهد من مترسه في الجبهات، أنا عندما وصلت الوزارة كان عملها مقتصر على التسويات والعلاوات فقط، لا يا أخوة دور الوزارة كبير جداً في التطوير الإداري والعمل الإداري، الهياكل التنظيمية للجهات بعضهم لايوجد لديه لائحة وهذه من مهام الموارد البشرية ومشكلتها، جودة الخدمات وتقييمها كذلك من مهام الموارد البشرية ينبغي عليكم التقييم والرفع وموافاة الوزارة وليس تغييبها وعدم موافاتها بشيء، للأسف البعض من مدراء الموارد البشرية وليس الجميع وهنا لا أعمم على الجميع للأسف أصبح رسولاً يدافع ويبرر ويشرعن للمخالفات في بعض الجهات منها مخالفات لقانون الخدمة المدنية لايوجد حتى إعتراض منهم لأي مخالفة في الجهات التي يعملون بها مهما كان حجم المخالفة وهذا شيء خطير وينبغي تداركه، وينبغي عليكم موافاة الوزارة بجميع الإجراءات سواء كانت صحيحة أم مخالفة من تحديث قائمة البيانات في الوزارة والتي ستقوم بدورها في التخاطب مع الجهات لتلافي الأخطاء، فالموارد البشرية هم رسل للرقابة الإدارية على الجهات التي تعملون بها ينبغي عليكم ممارسة هذه المهام والمسئوليات بكل جدارة واقتدار فهي من مهامكم، وإن لم نكن عند هذا المستوى فالمرحلة ستتجاوز من يتباطئ ويتكاسل عن أداء دوره المنشود في هذه المرحلة بالذات مرحلة البناء والتصحيح الإداري للدولة.
نسأل الله لنا ولكم التوفيق والعون والتأييد والسداد، وأن يكتب الله لنا ولكم الأجر، ولقيادتنا الحكيمة موفور الصحة والعافية، ولشعبنا العزيز ووطننا وجيشنا ولجاننا النصر المحتوم.