كشفت مصادر موثوقة داخل قوات ما يعرف بالنخبة الشبوانية، أو ما بات يعرف حالياً بقوات “دفاع شبوة” بعد تغيير أبوظبي لاسمها مؤخراً مع إعادتها من المكلا إلى مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة بعد الإطاحة بالإصلاح، بوجود خلافات بين قيادات النخبة السابقة والضباط الإماراتيين في مقر قوات التحالف ببلحاف بالتزامن مع مساعي الإمارات لتغيير قيادات النخبة السبقة واستبدالها بقيادات جديدة.
المصادر أكدت أن خلافاً دب بين أركان حرب قوات النخبة الشبوانية،، احمد محسن السليماني المعروف باسم “أبو حاتم” وبين الضباط الإماراتيين في معسكر بلحاف، ولم تشر المصادر إلى طبيعة الخلاف وأسبابه، لكنها أكدت أن أبو حاتم تحرك مع عدد من أفراد النخبة المنتمين للعوالق بعد خلافاته مع الإماراتيين متجهاً إلى محافظ شبوة عوض الوزير العولقي الذي نصبته الإمارات بعد إطاحتها والسعودية بمحافظ الإصلاح محمد بن عديو.
وعلى إثر خلافات السليماني مع الإماراتيين، أفادت المصادر لـ”المساء برس” أن أبو حاتم يقوم بجمع قوة من الموالين له في النخبة تحت مسمى “المقاومة” وأن أبو حاتم يقوم بجمعهم في أحد الجبال القريبة من مدينة عتق.
في سياق متصل تؤكد المعلومات الواردة بأن حالة من الاستياء تعم قيادات القوات التابعة للانتقالي في شبوة وبعض المشائخ الموالين للإمارات بسبب تهميش أبوظبي لهم ومساعيها لتصعيد قيادات جديدة قليلة الخبرة ولديها تاريخ سيء من التعامل مع القيادات السابقة وكبار المشائخ الذين يحظون سابقاً بدعم إماراتي.
المصادر أكدت أن القيادي بالنخبة الشبوانية محمد الغيثي على خلاف كبير مع قيادات أخرى بالنخبة أبرزهم أصيل بن رشيد وبعض المشائخ المؤثرين في شبوة منهم الشيخ ناجي الحارثي، على خلفية عدم تعامل الغيثي مع القيادات التي تعلوه وبعض المشائخ باحترام وتعاليه عليهم مستغلاً قربه من القيادات الإماراتية في شبوة.
وأضافت المصادر أن الغيثي يتعامل مع القيادات الأخرى بالنخبة الشبوانية والمشائخ الموالين للإمارات بناءً على ما ينفقه عليهم من أموال يتلقاها من الإمارات، مؤكدة أن ما يوزعه الغيثي على بقية القيادات والمشائخ من الأموال التي يتلقاها من الإمارات لا يساوي شيئاً أمام ما يتحصله الغيثي من أبوظبي.
بالإضافة إلى ذلك كشفت المصادر ان الغيثي من أبرز القيادات بالنخبة الشبوانية المدعومين بقوة من رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي لدرجة سيطرة الغيثي على القرارات التي تسمح الإمارات للزبيدي اتخاذها بخصوص شبوة، وأن من بين هذه القرارات التي كان للغيثي تأثيره في إصدارها من قبل الزبيدي تعيين أبناء المنطقة التي ينتمي إليها الغيثي بشكل عنصري وهو ما أزعج بقية القيادات السابقة بالنخبة الشبوانية والمشائخ.
اللافت أن الغيثي وعلى الرغم من وجود قيادات أخرى تحظى بشعبية أكبر ولها بصمات في تشكيل قوات النخبة الشبوانية إضافة لبعض المشائخ المعروفين بعلاقتهم وتأثيرهم الكبير على المستوى الشعبي في شبوة، إلا أن الغيثي ورغم حداثة عهده بالانتقالي والنخبة الشبوانية إلا أنه أصبح يحظى بثقل لدى القوات الإماراتية لدرجة أن تأثيره لم يعد يطال فقط الزبيدي بل وصل إلى التأثير على قرارات قيادات القوات الإماراتية في شبوة ومن ذلك تقديمه لهم لمقترحات باختيار قيادات جديدة للنخبة وكذا تولي مهام مباشرة من الإمارات بتشكيل وحدات عسكرية جديدة في بعض المناطق بشبوة.
ويرى مراقبون إن توجه أبوظبي لإزاحة القيادات في النخبة الشبوانية التي عملت مع الإمارات منذ 2016 وحتى أغسطس 2019، مؤشر جديد على أن إذكاء الصراع داخل النخبة هدفه إضعافها بمقابل تمكين أبوظبي للقوات التابعة مباشرة لطارق عفاش، في سياق مخطط الإمارات والسعودية اللتان اتفقتا على إعادة نظام عفاش إلى الجنوب تحت عباءة التحالف مع المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يستخدمه التحالف حالياً لهذا الغرض.