إمكانية عقد “شراكة دفاعية” بين روسيا وإيران تقلق الولايات المتحدة وبريطانيا على حدّ سواء، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية يشير إلى أنّ استمرار هذه الشراكة ستكون لها تداعيات على الشرق الأوسط.
صرّح مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ويليام بيرنز، بأنّ واشنطن قلقة بشأن التعاون المتزايد بين روسيا وإيران، وتخشى أن يتطور ذلك في النهاية إلى شراكة دفاعية كاملة.
وقال بيرنز، في حديث لقناة “PBS” التلفزيونية، أمس الجمعة، إنّ بلاده قلقة جداً “فهناك قدر كبير من عدم الثقة بين روسيا وإيران تاريخياً، لكنهما بحاجة إلى بعضهما البعض في الوقت الحالي”، مضيفاً أنّ “ما بدأ يظهر الآن هو على الأقل المرحلة الأولى من شراكة دفاعية واسعة النطاق بين روسيا وإيران”.
وبحسب بيرنز، فإنّ علاقة الشراكة هذه “أصبح لها بالفعل تأثير في ساحة المعركة في أوكرانيا”، مشيراً إلى أنّها “قد تكون لها تداعيات أكثر خطورة في الشرق الأوسط أيضاً، إذا استمرت”.
وأكد مدير وكالة الاستخبارات المركزية: “لذا فإننا نتعامل مع هذا بجدية بالغة”.
وسبق أن تحدثت واشنطن عن استخدام روسيا مسيرات حربية إيرانية في أوكرانيا، لكن موسكو نفت مراراً صحة هذه المزاعم، وأكدت أنّها “تستخدم في عمليتها العسكرية في أوكرانيا تقنيات وآليات حربية روسية الصنع”.
وفي 9 كانون الأول/ديسمبر الجاري، حذّر المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، من تحوّل علاقة تبادل الأسلحة بين موسكو وطهران بين البلدين إلى “شراكة دفاعية شاملة وكاملة”.
بريطانيا قلقة أيضاً من التعاون العسكري بين موسكو وطهران
من جهته، أعرب وزير الخارجية البريطاني، جيمس كليفرلي، عن “قلق شديد” إزاء التعاون العسكري بين روسيا وإيران.
واتهم الوزير البريطاني إيران بتزويد روسيا بـ”المئات” من الطائرات المسيرة، معتبراً طهران بأنها “أحد أكبر موردي الأسلحة إلى روسيا” خلال النزاع في أوكرانيا.
وقال كليفرلي في بيان، نشرته الخارجية البريطانية، أمس الجمعة: “تعرض روسيا دعماً عسكرياً وتقنياً على النظام الإيراني، وبالتالي تفاقم الخطر الذي يمثله على شركائنا في الشرق الأوسط وعلى الأمن الدولي”.
وأضاف كليفرلي أنّ بريطانيا تعتزم “محاسبة” البلدين على ذلك.
وأشار البيان إلى أنّ “بريطانيا قلقة إزاء نوايا روسيا تقديم مكونات عسكرية أكثر تقدماً من الناحية التقنية لإيران، ومنح النظام إمكانية زيادة قدراته العسكرية”.
يذكر أنّ روسيا نفت استخدامها طائرات مسيّرة إيرانية، كما نفت إيران تزويد روسيا بالطائرات المسيرة لاستخدامها في أوكرانيا.
وفي الـ10 من الشهر الجاري، أعربت السفيرة البريطانية لدى الأمم المتحدة، باربرا ودوارد، عن قلق بلادها إزاء تزايد التعاون العسكري بين روسيا وإيران.
ويعتبر التعاون الذي يزداد متانة بين إيران وروسيا، سبّب قلقاً كبيراً في “إسرائيل” التي قامت بالتحريض ضد إيران لدى عدة دول غربية، حيث قامت بتزويدها ملف استخباراتي يتعلق بعمليات نقل أسلحة من إيران إلى روسيا.
وفي دلالة على مستوى القلق المرتفع في “إسرائيل”، أعرب مسؤولون إسرائيليون كبار عن قلقهم من أن تسمح روسيا لإيران بمزيد من حرية العمل في سوريا مقابل المساعدة العسكرية التي تحصل عليها من طهران.
المصدر: الميادين