العين برس – اخبار دولية
يبدو ان المسؤول الأمني السابق بالسعودية سعد الجبري، المطارد من قبل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بدأ بتنفيذ مبدأ “افضل وسيلة للدفاع الهجوم”، و قرر الخروج عن صمته والحديث لبرنامج “60 دقيقة” في قناة “سي بي اس” الامريكية، بعدما فشل طوال 4 سنوات في استعادة طفليه المحتجزين لدى ابن سلمان
هذا ما كشف عنه ابنه خالد الجبري، عبر حسابه على “تويتر”، عندما قال أن ابن سلمان “أخذ سارة وعمر كرهائن لابتزاز والدي في اليوم الأول من توليه ولاية العهد.. بعد 4 سنوات من محاولة كل الطرق لتأمين حريتهم، والدي يكسر صمته (اليوم) السبت في برنامج 60 دقيقة.
وأرفق نجل الجبري مع تغريدته، مقطع فيديو ترويجي من برنامج “60 دقيقة” جاء فيه أن سعد الجبري “قال إن ولي العهد السعودي أرسل فريقا لقتله عندما قُتل جمال خاشقجي، فهل ما زال هدفا؟”.
وسيكون هذا اللقاء هو الأول للجبري منذ هروبه من الرياض إلى تركيا في 2017 ومنها إلى كندا، بعيد تولي محمد بن سلمان منصب ولاية العهد خلفاً لمحمد بن نايف.
المعروف ان الجبري يعد الرجل الثاني في فريق ولي العهد السابق محمد بن نايف، وعزز الاثنان علاقات وثيقة مع مسؤولي المخابرات الأمريكية على مدى سنوات، وقد فر بعد تنحي محمد بن نايف، إلى تركيا في 2017 ومنها إلى كندا، تاركا وراءه اثنين من أبنائه هما سارة وعمر، وقال الجبري في الدعوى القضائية التي اتهم ابن سلمان بمحاولة قتله ، إنه تم منع سارة وعمر من مغادرة السعودية، وإنه توسل لإبن سلمان من أجل السماح لهم بمغادرة المملكة، لكن بن سلمان رد برسائل نصية عبر تطبيق “واتسآب”، قائلا: “عندما أراك سأشرح لك كل شيء”، و”أريدك أن تعود خلال 24 ساعة”، بحسب أوراق الدعوى.
السلطات السعودية استبقت المقابلة ووجهت تحذيرا إلى قناة “سي بي إس” الأمريكية ادعت فيه أن، الذي تعتزم القناة استضافته يوم الأحد، ” مسؤول سابق فاقد للمصداقية، وله تاريخ طويل من التلفيق ومحاولات التشتيت لإخفاء جرائمه المالية التي ارتكبها”.
دعاوى الجبري ضد ابن سلمان واتهامه بارسال فريق لاغتياله على طريقة خاشقجي، والدعاوى المضادة للسلطات السعودية ضد الجبري في امريكا وكندا، واتهامه باختلاس مليارات الدولارات، عندما كان يشرف على عمليات سرية خلال تولي محمد بن نايف المحتجز حاليا من قبل السلطة، قد تضع امريكا في مأزق كبير وصعب، لانها ستدفع الجبري الى الكشف عن معلومات سرية حكومية أمريكية حساسة، ومن هذه المعلومات السرية التي يمكن الكشف عنها تشمل العلاقات الاستخباراتية والعمليات والمصادر والأساليب السرية، التي ستكون محرجة لا سيما للمسؤولين في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما، بالنظر إلى الطبيعة “غير اللائقة” في كثير من الأحيان لعالم الاستخبارات، وفقا لمصادر تحدثت الى شبكة “س ان ان ” الامريكية.
من الواضح ان سعد الجبري، ومن أجل الدفاع عن نفسه ازاء تهمة الاختلاس، سيكون مضطرا الى نشر الغسيل القذر للسعودية وامريكا، عبر الكشف عن الطريقة التي تم فيها انفاق ملياري دولار، بذريعة “محاربة الارهاب”، والتي اثبتت الوقائع لاحقا انها اُنفقت على صناعة الجماعات التكفيرية وعلى رأسها “داعش”، بشهادة كبار المسؤولين الامريكيين، ونشر الدمار والخراب في البلدان الاسلامية لرفضها الهيمنة الامريكية والاحتلال “الاسرائيلي”.
يبدو ان مصير خاشقجي الفظيع ، وتجاهل امريكا له، وعدم معاقبتها ابن سلمان على جريمته المروعة، حفاظا على مصالحها مع السعودية، هو الذي سيدفع الجبري الى الكشف بما لديه من اسرار، للحيلولة دون مواجهته مصير خاشقجي الذي ذهب ضحية تعطش ابن سلمان للسلطة وجشع امريكا.