هل سيدفع الحزب الديمقراطي ثمن تجاهل الأصوات المنددة بالإبادة الجماعية؟
العين برس/ متابعات
كتب المستشار السابق في وزارة الخارجية الأميركية، جيمس كاردن مقالة نشرت بمجلة “ذا أمريكان كونسيرفاتيف” الأميركية قال فيها الآتي: ما يبدو كأنه رغبة الرئيس السابق دونالد ترامب خلال الأسابيع القليلة الماضية منح الفوز لنائب الرئيس كامالا هاريس (من حيث لا يدري) غطت على انقسامات حقيقية لا يزال يعاني منها الحزب الديمقراطي، وذلك مع بدء مؤتمره في شيكاغو.
والسؤال الذي يجب أن يطارد أحلام أنصار الديمقراطيين وأصدقائهم في وسائل الإعلام هو ما إذا كانت هاريس قادرة أو حتى راغبة في سد الفجوة الكبيرة بين الشارع المتمثل بالمظاهرات التي تحصل خارج مكان انعقاد المؤتمر، ومؤسسة الحزب الديمقراطي.
يتمحور الانقسام الأول والأساس بين الناشطين التقدميين والغالبية الساحقة من المندوبين الديمقراطيين حول مسألة إذعان الإدارة (إدارة بايدن) لنظام بنيامين نتنياهو. لم يكن لشبح المظاهرات التي شارك فيها عشرات الآلاف من رافضي الحرب وهم ينزلون إلى شوارع شيكاغو، لم يكن له أثر يذكر على صعيد ثني الرئيس بايدن ووزير خارجيته أنتوني بلينكن عن المواقفة الأسبوع الماضي على صفقة بيع سلاح لـ”تل أبيب” بقيمة 20 مليار دولار.
تبدو مؤسسة الحزب الديمقراطي مصممة على تجاهل مطالب الشارع، والمتظاهرون ليسوا بغافلين عن موقف المؤسسة. قال توماس وهو ناشط عمالي من شيكاغو، لمجلة “ذا أمريكان كونسيرفاتيف” إنه في حال لم تغير نائب الرئيس هاريس مسارها، فإن اسمها سيصبح مربوطًا بالإبادة الجماعية التي تحصل، والعديد ممن كانوا سيصوتون لها سيبقون في المنزل (ولن يشاركوا بالانتخابات)”.
ولفتت المجلة إلى اجتماع عقده مجلس شيكاغو للشؤون العالمية، قالت إنه بالكاد تطرق إلى موضوع الحرب “الإسرائيلية” على غزة، موضحة أنه كان هناك توافق بين السفيرة الأميركية السابقة لدى الأمم المتحدة سوزان رايس والسيناتور الأميركي عن ولاية Maryland المدعو كريس فان هولن حول أن التحدي الأساس الذي تواجهه الولايات المتحدة يتمحور حول التنافس بين القوى الكبرى والتنافس العالمي بين “دول الاستبداد” و”الديمقراطيات الغربية”.
كما هو الأمر بالنسبة لنظرائهم الجمهوريين، فإن الصين تلقي بظلالها على مؤسسة السياسية الخارجية التابعة للحزب الديمقراطي، حيث وصفت رايس الصين بالعدوانية وغير المهتمة بالتعاون. أما الإبادة الجماعية المستمرة والممولة أميركيًا فلا تحظى بهذا الاهتمام، وقد جرى التطرق إلى الموضوع عندما جدد فان هولن التأكيد على ما وصفه بـ”حق “إسرائيل” بالدفاع عن نفسها”، بينما اعترف في نفس الوقت بالحقيقة الواضحة، والتي تقول إن غزة أصبحت الآن “أرض خراب”، وفق تعبيره.
قد يرغب السياسيون الديمقراطيون وأنصار حزبهم بأن يكف المتظاهرون عن التظاهر من خلال تجاهلهم، لكنهم لا يستطيعون تحقيق ذلك، وقد تكلف إستراتيجية التجاهل والتقليل من شأن المتظاهرين التي يبدو أن مؤسسة الحزب الديمقراطي مصممة على اعتمادها، ثمنًا باهظًا في تشرين الثاني /نوفمبر المقبل.