ماكرون يؤجّل زيارته ألمانيا.. ووزير العدل يتوعّد رواد مواقع التواصل
العين برس/ اوروبا
أعلنت الرئاسة الألمانية في بيان، اليوم السبت، أنّ الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أجَّل زيارة الدولة، التي كانت مقررة لألمانيا، ابتداءً من مساء الأحد، بعد أربعة أيام من أعمال الشغب التي تشهدها فرنسا.
وقالت الرئاسة الألمانية إن ماكرون تحدّث هاتفياً اليوم إلى الرئيس الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، وأطلعه على الوضع في بلاده، “طالباً تأجيل زيارة الدولة المقررة لألمانيا”.
وأكّد الإليزيه لوكالة “فرانس برس” أنّ ماكرون يرغب في البقاء في بلاده، خلال الأيام المقبلة، علماً بأنه لم يتم تحديد موعد جديد للزيارة، وفق مصدر فرنسي.
وأضاف البيان الألماني أنّ “الرئيس الألماني يأسف لإلغاء الزيارة ويتفهم الوضع” في فرنسا، والذي “يتابعه باهتمام كبير، ويأمل أن يتوقف العنف في الشوارع قريباً، وأن يحلّ السلم الاجتماعي مجدداً”.
في باريس، أكّد أحد المصادر أن المسؤولين الفرنسيين والألمان لديهم عدد من الفرص للقاء، وأن زيارة الدولة هي، قبل كل شيء، وسيلة للاحتفاء بالصداقة الفرنسية الألمانية، وأكثر من مجرد لقاء سياسي، “لكن الوقت ليس ملائماً”.
الجدير ذكره أنّ هذه الزيارة هي الأولى من نوعها منذ نحو 23 عاماً، وأتت تلبية لدعوة من شتاينماير.
وكان من المفترض أن يبحث ماكرون خلال زيارته برلين، مع المستشار الألماني، أولاف شولتس، في العلاقات المتوترة بين ألمانيا وفرنسا، والخلافات المتعلقة بملفات الطاقة، والعلاقات بالصين.
ويوم أمس، قطع ماكرون زيارته لبروكسل، والتي هدفت إلى حضور قمة الاتحاد الأوروبي، وألغى مؤتمره الصحافي، من أجل العودة إلى باريس، ليترأس اجتماعاً لخلية الأزمة المشتركة بين الإدارات، بعد بالاحتجاجات التي تشهدها البلاد.
الداخلية الفرنسية: عدد معتقلي الاحتجاجات 1311 شخصاً
وفيما يخص التطورات في فرنسا، توعد وزير العدل الفرنسي، إريك دوبوند موريتي، رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وقال: “أقول للمحرضين في وسائل التواصل إننا سنصل إليكم”.
من جهتها، أعلنت وزارة الداخلية الفرنسية، اليوم السبت، أنّ عدد معتقلي الاحتجاجات في الأيام الأربعة الماضية، بلغ 1311 شخصاً.
وقال موفد الميادين إلى فرنسا إنّ “مدينة مرسيليا شهدت المواجهات الأعنف ليل أمس”، مضيفاً أنّ “عناصر الشرطة يطالبون بصلاحيات وإمكانات أكبر من أجل مواجهة حجم الاحتجاجات”، بينما نشرت السلطات الفرنسية 45 ألف شرطي وبعض المركبات في الشوارع.
وذكرت صحيفة “لو فيغارو” الفرنسية، نقلاً عن مصدر في الشرطة، أن سبعة من ضباط الشرطة على الأقل أُصيبوا بالرصاص الليلة الماضية، خلال أعمال شغب في ليون، مضيفاً أنّه “أصيب 27 شرطياً ليل الجمعة، في ليون، سبعة منهم بطلقات أسلحة”.
وأعلنت وزارة الداخلية الفرنسية، اليوم السبت، أن الشرطة أوقفت 994 شخصاً في أرجاء البلاد، خلال أعمال شغب تواصلت لليلة الرابعة على التوالي، على خلفية مقتل الشاب نائل برصاص الشرطة.
وقالت الوزارة، وفق حصيلة لا تزال موقَّتة، إن “79 شرطياً أصيبوا بجروح” خلال أعمال الشغب “التي تراجعت حدتها”.
وعمّ الغضب أرجاء فرنسا في إثر مقتل نائل (17 عاماً) بنيران الشرطة الفرنسية، خلال تفتيش على الطريق في ضاحية نانتير، غربي باريس.
وقالت الشرطة إنه “كان يقود بسرعة كبيرة في ممر الحافلات، ورفض التوقف عند الإشارة الحمراء”، وهي تصريحات دانها محامي عائلة الضحية.
وعقب ذلك، اندلعت الاضطرابات في جميع أنحاء البلاد في مدن، مثل مرسيليا وليون وتولوز وستراسبورغ وليل، بالإضافة إلى باريس، حيث قُتل الفتى.
تراجع قطاع السياحة
وألقى توسع الاحتجاجات العنيفة في فرنسا إلى مناطق متعدّدة ظلاله على السياحة في هذا البلد، وظهرت المؤشرات الأولى عبر إلغاء حجوزات.
وقال تييري ماركس، رئيس الجمعية الرئيسة لأصحاب الفنادق والمطاعم، إنّه، منذ وفاة نائل، “شهدت الفنادق الأعضاء في الجمعية موجة من إلغاء الحجوزات، في جميع المناطق المتضررة من جراء التخريب والصدامات”.
وقال ماركس إنه يتلقى رسائل يومية من أصحاب هذه المؤسسات، التي تعرضت “لهجمات ونهب وتخريب، بما في ذلك بعض المطاعم والمقاهي”.
بدوره، أبدى اتحاد تجار التبغ استياءه من “نهب المحالّ التجارية وسرقتها، بما في ذلك 91 من متاجر بيع التبغ خلال هذه الأيام الأخيرة من المواجهات”.
وقال جان فرانسوا، رئيس مكتب السياحة في باريس، إنه “إذا استمر الأمر على هذا النحو، فإنه سيضع عقبات كبيرة أمام تنظيم الألعاب الأولمبية، وخصوصاً أن جزءاً كبيراً من الأحداث الرياضية سيقام في سين سان دوني”، وهي منطقة فقيرة في شمالي باريس، نالت قسطاً كبيراً من أعمال الشغب والنهب.