قال بريت ماكجراك، كبير مستشاري الرئيس الأميركي جو بايدن لشؤون الشرق الأوسط، إنّ هناك فرصة في التوصل إلى اتفاق مع إيران، كما أنّ هناك فرصة في عدم التوصّل إلى أي اتفاق… وواشنطن مستعدة لكِلا السيناريوهين”.
وأضاف ماكجراك أنّ بلاده الآن “على حافة أزمة نووية، لأنّ برنامج إيران النووي تقدّم. على الرغم من مواجهته انتكاسات هائلة، فإنه مستمرّ في التقدم، وهو على وشك الوصول إلى نقطة الاختراق؛ النقطة التي سيملك الإيرانيون عندها مادة انشطارية كافية تمكّنهم من تحويل بعضها إلى برنامج أسلحة لا يمكننا رصده، أو لا يمكن لمحققي الوكالة التحقق منه”.
وتابع ماكجراك”أننا بدأنا الاقتراب من هذه النقطة. لذلك، الوضع خطير للغاية، كما كرّر وزير الخارجية بلينكن وآخرون. هذه المحادثات بدأت تصل إلى نقطة الذروة، وسنصل إليها خلال وقت قصير”.
وقال مستشار الرئيس الأميركي إنّ بلاده ستعلم “خلال هذا الوقت، إذا كان ممكناً للإيرانيين العودة إلى الالتزام بشأن الاتفاق النووي، عبر شروط نقبلها نحن والمجتمع الدولي”.
وأوضح أنّ واشنطن “تركّز بشدة على العودة إلى الامتثال الكامل لخطة العمل الشاملة المشتركة. هذا ما أعتقد انّه يمنح المجتمع الدولي الارتياح؛ أي معرفة أنّ هذا البرنامج النووي لن يخرج عن السيطرة”.
ويوم أمس الأربعاء، أعلن الممثل الدائم لروسيا الاتحادية لدى المنظمات الدولية في فيينا، ميخائيل أوليانوف، أنَّه إذا استمرت المفاوضات النووية في فيينا بالوتيرة التي هي عليها الآن، فسيكون “من الواقعيّ تماماً التوصّل إلى اتّفاقٍ بحلول نهاية شباط/فبراير”.
وأعلن الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، في وقت سابق، أنَّ “التوصل إلى اتفاق في فيينا يلزمه استعداد لرفع العقوبات عن إيران”، وهو الشرط الذي وضعه أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، قبل أيّ تواصل مباشِر بين طهران وواشنطن.
وكان وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، ذكر يوم الاثنين الماضي، أن طهران ربما تفكر في عقد لقاءات مباشرة مع واشنطن حال ساعد ذلك في الوصول لاتفاق أفضل، لكنه أكد على عدم الوصول إلى تلك المرحلة بعد.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية (إيرنا)، عن عبد اللهيان، قوله إن “واشنطن تطالب دائما بإجراء مفاوضات مباشرة مع إيران، لكن لم نصل لهذه المرحلة بعد”.
من جهته، أشار وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى أن الفرصة لا تزال سانحة لإنهاء محادثات استئناف خطة العمل المشتركة الشاملة حول البرنامج النووي الإيراني، بنجاح.
وقال بلينكن، عقب مباحثاته مع وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في جنيف، في وقت سابق: “نأمل أن تستخدم روسيا نفوذها على إيران للتأثير عليها، آخذة في الاعتبار ضيق الوقت (الضرورة القصوى)”.
وجرى في فيينا في الفترة الأخيرة عدد من الجولات بخصوص المفاوضات الرامية لإحياء الاتفاق النووي الإيراني الموقع عام 2015، والذي انهار بعد انسحاب الولايات المتحدة منه من جانب واحد .