أكد المتحدث الرسمي باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بمجلس الشورى الإسلامي الإيراني أن طهران تلقت استعدادا مصريا لتعزيز العلاقات معها، وقد قدمت ردا إيجابيا على أعلى مستوى، أي من قبل قائد الثورة الإسلامية، مشددا على أنه وبمجرد أن يكون الجانب المصري مستعدا لرفع العلاقات إلى مستوى السفارة فطهران على استعداد لذلك.
العلاقات الإيرانية السعودية
و في حوار خاص مع قناة العالم الإخبارية قال أبوالفضل عموئي: قبل ستة أشهر، وبوساطة الصين، توصلنا إلى اتفاق لإقامة علاقات ثنائية مع السعودية، وتباحثت وزارتا خارجية البلدين مع بعضهما البعض في أماكن مختلفة، وأعيد فتح السفارات، وكانت المرحلة الأخيرة هي استقرار السفراء في البلدين. مسار تعزيز العلاقة مع السعودية مستمر، وقد قمنا بدعوة ولي العهد وملك المملكة العربية السعودية لزيارة طهران. كما دعا الجانب السعودي الرئيس الإيراني لزيارة المملكة العربية السعودية. وفيما يتعلق بمضمون العلاقات فقد ورد جميع ذلك في بيان بكين.
وأضاف: الغرض من إقامة العلاقات هو تعزيز وتنفيذ الاتفاقيتين اللتين تم توقيعهما في عامي 1998 و 2001 بمضمون التعاون السياسي والأمني والاقتصادي بين إيران والمملكة العربية السعودية. هناك العديد من القدرات التي يمكن للبلدين الاستفادة منها. وفي القضايا العالمية، نعتقد أنه عندما تقف الدولتان المهمتان إيران والسعودية بجانب بعضهما البعض، وخاصة تكون القضية الفلسطينية في صلب اهتمامهما، سيعود التآزر الناتج عن هذا التعاون بالنفع على العالم الإسلامي والسلام والاستقرار في المنطقة.
الاتفاقية الأمنية بين إيران والعراق
العلاقات بين إيران والعراق علاقات ودية ومتنامية، وقائمة على القواسم المشتركة الثقافية والدينية، ولدينا تعاون وثيق في مختلف القضايا. أحدث مشاريعنا هو ربط خط سكة حديد البصرة-شلمجه، والذي تم تدشينه على الحدود الإيرانية بحضور رئيس الوزراء العراقي. في الأيام الأخيرة، استحوذت مسألة الاتفاقية الأمنية بين إيران والعراق على اهتمام وسائل الإعلام. ونحن في اليوم الأخير من تنفيذ الاتفاق وسنرى نتائجه. وتعود القضية إلى السنوات القليلة الماضية، عندما لم يكن العراق يتمتع بما يكفي من التماسك في أجواءه الأمنية الداخلية، واستقرت بعض الجماعات الإرهابية والمناهضة لإيران في شمال العراق وإقليم كردستان، وأقامت قواعد، وفي العام الماضي نفذت عمليات على الأراضي الإيرانية. كانت هناك حالة من انعدام الأمن في مدن غرب إيران، كان منشأها الجماعات الإرهابية المتمركزة في إقليم كردستان. وبالنظر إلى العلاقات الوثيقة التي تربطنا بالعراق، فقد اشتكينا مرات عديدة في اجتماعاتنا مع السلطات العراقية، وشددت السلطات العراقية، مستشهدة بأحكام دستور البلاد، على أن الأراضي العراقية لا ينبغي أن تكون مكانا لتهديد أمن الدول الأخرى.
وأشار إلى أنه و: في العام الماضي، تم التوقيع على اتفاقية أمنية بين السيد شمخاني، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي آنذاك، والجانب العراقي، تنص على نزع سلاح الجماعات الإرهابية والانفصالية في إقليم كردستان وإبعادها عن حدود إيران. وكنا في الأشهر الماضية نتابع بشكل مستمر نتائج بنود الاتفاقية.
وأضاف: ركزت رحلة السيد فؤاد حسين الأخيرة إلى طهران على هذا الاتفاق، وأعلنت السلطات العراقية أنها تقوم بتطبيق الاتفاق، ونحن نعلم أن بعض هذه الجماعات قد ابتعدت عن حدود إيران. إن الموضوع جاد و خطير بالنسبة لنا ونتوقع من الدولة الجارة أن تولي اهتماما خاصا لهواجسنا تجاه أمننا القومي. كما أن الجماعات الإرهابية تعلم أن إيران لديها القدرة على الحفاظ على أمنها، ولكننا نريد من إخواننا في بغداد والإقليم أن يتحركوا بنفسهم لحل المشكلة، لذلك نحن نتابع نتائج الاتفاق.
وخلص إلى القول: بحسب تقرير الإخوة العراقيين وكذلك إشرافنا على حدودنا، فإننا نعلم أن الاتفاق قيد التنفيذ. ولم نفشل قط في تنفيذ القضايا الأمنية، ففي العام الماضي، اضطررنا إلى مهاجمة مقرات الإرهابيين للدفاع عن أرضنا. ونعتقد أنه ومن خلال التنفيذ الصارم للاتفاق، سوف لن تكون هناك حاجة لكي يتحرك الجانب الإيراني.
وكالة الطاقة حققت أعلى نسبة تفتيش في إيران حتى الآن
هناك تعاون مستمر بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتشير التقارير التي نشرتها الوكالة إلى أن الوكالة حققت أعلى نسبة تفتيش حتى الآن، وقد تم استقدام عدد كبير من المفتشين من قبل الوكالة إلى إيران. في الاتفاق القائم بيننا وبين الوكالة، حصل هؤلاء على موافقة من بلدنا، وبحسب الموافقات التي لديهم، يمكن لهم السفر إلى إيران وزيارة مواقعنا النووية. وفي اجتماع مجلس المحافظين الأخير في سبتمبر/أيلول الماضي في فيينا، حاولت ثلاث دول أوروبية إصدار قرار ضد التعاون بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، إلا أنها باءت بالفشل، ولكنها أصدرت بيانا شديد اللهجو ضد التعاون بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية. وهو ما يعد خطوة نحو تعطيل تعاون إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وكان رد فعلنا على البيان هو رفض موافقة المفتشين الذين هم من رعايا هذه الدول الأوروبية الثلاث. عندما تقوم السلطات التي تحمل جنسية المفتش بإزعاج عملية التعاون، فإن وجود هؤلاء الأشخاص يمكن أن يعيق هذا التعاون أيضا، أي أن النوايا السياسية تؤثر على سلوكهم. إلا أن الوكالة لديها ما يكفي من المفتشين المعتمدين لإيران، ولا يصل العدد الإجمالي للأشخاص المرفوضين إلى عُشر عدد مفتشي الوكالة في إيران.
وأضاف: لذلك فإن إيران تعتمد أساساً التعاون مع الوكالة.. لكننا لسنا غير مبالين بالنوايا السيئة لبعض الناس. ونرى أنه لا ينبغي أن يستمر التعاون بين إيران والوكالة فحسب، بل ينبغي أيضا أن مفعما بأجواء من حسن النية. وفي أجواء حسن النية يتم التوصل إلى حل للقضايا المتبقية بشكل أسرع. لم نعرقل أبدا عمليات التفتيش على الوكالة. لقد قدمنا أعلى مستوى من الوصول وأكبر عدد من عمليات التفتيش. ولذلك توقعنا أنه إذا كانت هناك قضايا غامضة فسزف يتم حلها. لقد نجحنا في بعض المراحل. وفيما يتعلق ببعض القضايا المتبقية، فإننا نتوقع أن تستمر أجواء حسن النية هذه، وألا تقوم أي دولة بالإخلال سواء من خلال التصريحات أو من خلال المفتشين التابعين لها.. والذين بتنا في شك بشأن نواياهم.
تبادل الأسرى بين إيران والولايات المتحدة
وقال أبوالفضل عموئي: تبادل الأسرى بين إيران والولايات المتحدة تم بوساطة قطر وعمان. وقبل عام، أعلنا وبدوافع إنسانية عن استعدادنا للقيام بذلك بشكل أسرع. فمن حق عائلات هؤلاء السجناء، وخاصة الإيرانيين الذين تم القبض عليهم أمام المحاكم الأمريكية بحجة التهرب من العقوبات، متابعة قضية أبنائهم وذويهم. كانت هناك عقبات وتم التوصل إلى اتفاق، وتكلل بنتيجة، وبموجب اتفاق الأمس تم الانتهاء من عملية إطلاق سراح الإيرانيين الخمسة، كما سلمنا الأمريكيين الخمسة إلى السلطات الأمريكية عن طريق قطر.
وأضاف: إلى جانب ذلك، تمت إزالة إحدى العقبات التي وضعها الأمريكيون أمام أنشطتنا التجارية. في السنوات الماضية، كنا نبيع النفط ومكثفات الغاز لكوريا الجنوبية، لكن أموال الكوريين كانت محجوبة في البنوك الكورية، وهو إجراءأمريكي أحادي وغير عادل. خلال هذه الفترة، ومع انخفاض قيمة العملة الوطنية لكوريا، انخفضت أيضًا قيمة أموالنا. وبموجب الاتفاقية، تم تحويل الأموال من كوريا إلى سويسرا وتحويلها إلى اليورو، ثم تم إيداعها في ستة حسابات مصرفية إيرانية في قطر. ولذلك فالأموال هي بحوزتنا، ويمكن استخدامها في مختلف المجالات، ومنها الصناعة والزراعة. واعتبرت العديد من وسائل الإعلام هذا الاتفاق بمثابة مسألة تيسيرية.
الغرب نأى بنفسه بالمفاوضات النووية المتقدمة
وأشار إلى أن المشكلة الأساسية في الموضوع النووي هي إرادة الجانب الغربي، وخاصة الأميركي. منذ العام الماضي، وتحت ذريعة انتخابات الكونغرس وتركيزهم على خلق حالة من انعدام الأمن في إيران، نأوا بأنفسهم عن عملية المفاوضات المتقدمة.
الأميركيون ليست لديهم إرادة جدية للتوصل إلى اتفاق
وأضاف: لقد توصلنا إلى نتيجة مفادها أن الأميركيين ليس لديهم إرادة جدية للتوصل إلى اتفاق. والآن، يعتبر تبادل الأسرى والإفراج عن جزء من الموارد المحجوبة بمثابة إشارة لنا لاختبار ما إذا كان الأميركيون قد وجدوا إرادة جدية للتوصل إلى اتفاق أم لا. لقد قلنا دائما إننا لم نترك طاولة المفاوضات. وعندما تتوفر لدى الأميركيين الإرادة، يمكنهم أن يخطووا في هذا الاتجاه عبر الوسطاء الموجودين. وثيقة العام الماضي بين إيران ومجموعة 4+1 أنهت المفاوضات، ولا تزال هذه الوثيقة مطروحة على الطاولة وهي أساس دقيق للغاية لاستكمال المفاوضات.
تلقينا استعداد مصر لتعزيز العلاقات، وقدمنا ردا إيجابيا
ومن الجانب العماني، تلقينا استعداد مصر لتعزيز العلاقات، وقدمنا ردا إيجابيا على أعلى مستوى، أي من قبل قائد الثورة الإسلامية، وبمجرد أن يكون الجانب المصري مستعدا لرفع العلاقات إلى مستوى السفارة فنحن مستعدون، بالنظر إلى موقع مصر، باعتبارها دولة مهمة في العالم الإسلامي، فإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومن خلال مكتب المصالح الإيرانية تتابع فإن العلاقات تتم متابعتها على مستوى فعال للغاية.. الموضوع قيد المباحثات ونتمنى أن نتوصل إلى نتائج دقيقة، لدى كلا البلدين مكتب لحماية المصالح ويتواجد دبلوماسيونا هناك.