أقرّ مستشار الأمن القومي الأميركي في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، خلال مقابلة تلفزيونية مع شبكة “سي إن إن” الامريكية يوم امس الثلاثاء بأنّه شخصياً شارك في التخطيط لانقلابات خارج الولايات المتحدة.
إقرار جان بولتون الصريح جاء في معرض تعليقه على مجريات جلسات الاستماع التي تعقدها لجنة التحقيق النيابية في الهجوم على مبنى الكابيتول الذي قاده ترامب، بعد ان قال مذيع الشبكة الإخبارية إنّ المرء ليس بحاجة “لأن يكون فذّاً لكي يحاول القيام بانقلاب”.
وسارع بولتون إلى الردّ على المذيع قائلاً “أنا لا أوافقك الرأي. بصفتي شخصاً ساعد في التخطيط لانقلابات، ليس هنا، بل كما تعلم في الخارج، فهذا أمر يتطلّب الكثير من العمل”.
واضاف بولتون أن الهجوم الذي شنه حشد من انصار ترامب على مقر الكونغرس في 6 كانون الثاني/يناير 2020 لم يكن محاولة انقلاب قام بها ترامب الذي كل ما فعله يومئذ هو أنه كان “يتقلّب بين فكرة وأخرى”.
لاشك ان إقرار بولتون بان امريكا تقف وراء العديد من الانقلابات في العالم، هو إقرار رسمي وصريح بالدور المدمر لامريكا في العالم، إلا انه ليس كما وصفه البعض بأنه “اعترافات خطيرة”، فالسياسة الخارجية الامريكية معروفة للجميع، فهي كانت ومازالت قائمة على مبدأ التدخل في شؤون العالم، فاغلب التاريخ الامريكي هو تاريخ حروب وعدوان وانقلابات وتدخلات وضغوطات وحصارات وعقوبات تجويعية ضد الشعوب والدول، التي ترفض التبعية لها وترفض الهيمنة الامريكية والتنازل عن كرامتها و سيادتها واستقلالها وثروتها .
امريكا كانت وراء العشرات من الانقلابات الدموية في العالم وخاصة في امريكا اللاتينية، وخاصة في غواتيمالا والدومنيكان والسلفادور وتشيلي، واخيرا الانقلاب الفاشل ضد الحكومة الشرعية في فنزويلا.
امريكا، وباعتراف مسؤوليها، كانت وراء الانقلاب العسكري الذي اطاح بحكومة الدكتور محمد مصدق المنتخبة في ايران عام 1953، واعادت الشاه الى الحكم.
امريكا هي التي تدخلت وغزت واحتلت فيتنام ولاوس وكمبوديا وغرينادا وبنما وافغانستان والعراق وليبيا ولبنان وسوريا، بذرائع وحجج كاذبة. كما تدخلت عبر الثورات الملونة في اوروبا الشرقية، وما الحرب الدائرة اليوم في اوكرانيا الا بعض تداعيات هذه السياسة الامريكية.
لا حاجة لنا لإعترافات بولتون، بانه خطط لانقلابات في العديد من دول العالم، فشعوب العالم ادرى بالكوارث التي حلت بها بسبب الجشع والطمع الامريكي، وهل يحتاج الشعب الايراني، على سبيل المثال، لشهادة بولتون، وهو الذي كان يشارك كل عام في مؤتمرات زمرة المنافقين الارهابية في فرنسا، ويعلن جهارا نهارا، انهم سيحتفلون العام القادم في طهران. لكن مرت الاعوام، وذهب بولتون وسيده ترامب، وكل صقور وحمائم امريكا، الى مزبلة التاريخ وبقيت ايران.
المصدر: العالم