كما كان متوقعاً، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التعبئة الجزئية في الاتحاد الروسي، وهو قرار يفيد في الانتقال من مرحلة “العملية الخاصة” للقضاء على النازية في أوكرانيا، إلى إعلان الحرب للدفاع عن سيادة روسيا ضد الغرب.
وقَّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الأربعاء، مرسوماً بشأن الإعلان عن التعبئة الجزئية في الاتحاد الروسي.
وتقوم التعبئة الجزئية على تنفيذ التجنيد لمواطني الاتحاد الروسي الذين لديهم خبرة عسكرية سابقة، أو خضعوا لدورات عسكرية في الجيش، ولديهم مستوى تدريبيي معين، للمشاركة في القتال في أوكرانيا، من دون طلب ذلك من عامة الشعب. وهذا ما يميزها عن التعبئة العامة التي تطال كل فئات المجتمع التي تتراوح بين 18 و50 عاماً.
وتقوم عقود الخدمة العسكرية التي يبرمها الأفراد العسكريون في هذه الحالة مقابل بدل مادي محدد، ويسري حتى نهاية فترة التعبئة الجزئية.
وفي ظل هذا القرار، يتعين على كبار المسؤولين في روسيا، بحسب الوثيقة الرسمية للإعلان، ضمان التجنيد من خلال التعبئة الجزئية ضمن الحدود الزمنية التي تحددها وزارة الدفاع. وفي حال لم يكن هناك عدد من الراغبين في الالتحاق، تأخذ الدولة قراراً بإجبار أي شخص لديه خبرة عسكرية، أو أجرى دورة محددة، أن يلتحق بالركب العسكري.
ويعني إعلان بوتين التعبئة الجرئية في روسيا اتخاذ القيادة الروسية قراراً بالانتقال من مرحلة الـ “عملية خاصة”، إلى إعلان الحرب لحماية سيادة روسيا في مواجهة الغرب.
و”العملية الخاصة” هي عملية تقوم على فئة معينة من الجيش، التي تنفذ عمل عسكري محدد وواضح. وفي حالة العملية العسكرية الروسية، كان الهدف هو “القضاء على النازية في أوكرانيا” فقط. أما الآن دخلت المعركة مرحلة “الحرب على أوكرانيا”، وهي معركة شاملة تتعلّق بسيادة روسيا نفسها، وليس فقط التهديد الآتي من أوكرانيا، وسيشارك فيها فئات من الشعب، لا الجيش وحده، ومختلف فئات الجيش، لا فرق أو مجموعات محددة منه، يقاتلون معاً فوق جغرافيا واسعة، وضمن دولة أو مجموعة دول أخرى.
وفي الحرب، ستنأى المعركة عن استهداف مناطق محددة فقط، مثلما حصل في “العملية الخاصة”، وستطور الحرب إلى مجال أوسع قد تشمل، حسب التوقعات، استهداف القرم، والبنى التحتية، ومراكز القرار في كييف. وإذا ما تم ضم خيرسون وزاباروجيا والدونباس، ستصبح المعارك فيها معارك ضمن ما يتم اعتباره “أراض روسية”.
وبحسب بوتين، روسيا مستعدّة لاستخدام “كل الوسائل” لحماية أراضيها، ومن ضمنها استعداد موسكو لاستخدام أسلحة دمار شامل إذا ما اضطرت لاتخاذ هكذا قرار.
إعلان القرار، اليوم، يعكس سعي روسيا لتحقيق أهداف نوعية قبل بدء فصل الشتاء من جهة، ومن جهة أخرى انتهاء المرحلة الماضية وبدء مرحلة جديدة من الصراع في أوكرانيا. ولا شك ستحمل تصعيداً ضد الغرب الذي أسماه بوتين في خطابه اليوم “العدو” الذي سيتم “قتاله لحماية روسيا”.
المصدر: الميادين