السلطات البولندية تحتجز طائرة الوفد الأفريقي المرافق للرئيس الجنوب افريقي
العين برس/ دولي
اضطر الوفد المرافق للرئيس الجنوب أفريقي، سيريل رامافوزا، في جولته التي يقوم بها إلى أوروبا وروسيا، إلى قضاء ليلة على متن الطائرة التي أقلتهم إلى وارسو، وبعد أكثر من 10 ساعات من وصولهم إلى وارسو، لم يتمكن نحو 120 من القوات الخاصة وأفراد الأمن رفيعي المستوى والصحافيين من النزول من الطائرة.
وفي إثر ذلك، اتهم رئيس وحدة الحماية الرئاسية، الجنرال والي رهود، الحكومة البولندية بمحاولة تعطيل مبادرة السلام الأفريقية، كما اتهم المسؤولين البولنديين “بالعنصرية والتخريب”.
ولاحقاً، ذكر الصحافيون، أنهم حصلوا على إذن الدخول إلى بولندا، حيث يتعين عليهم ركوب القطار إلى كييف، للحاق بالرئيس الجنوب أفريقي.
وكانت السلطات البولندية منعت حرس رئيس جنوب أفريقيا والصحافيين المرافقين للوفد، من الخروج من الطائرة التي أقلته إلى وارسو، للحاق بالرئيس رامافوزا في رحلته إلى كييف، حيث كان من المزمع أن يلتقي بزيلينسكي عند الساعة 14:00 اليوم الجمعة.
بولندا: الطائرة احتُجزت بسبب وجود “مواد خطرة”
أعلنت وزارة الخارجية البولندية أن الطائرة التي كانت تقل الوفد المرافق لرئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامافوزا، قد احتُجزت بسبب وجود “مواد خطرة” و”أشخاص غير معلنين” على متنها.
وجاء في بيان وزارة الخارجية البولندية إنه “في 15 يونيو/حزيران، في مطار وارسو – أوكتشي، تم احتجاز طائرة تقل أعضاء من جهاز الأمن لرئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامافوزا. وهذا الوضع هو نتيجة عدم الامتثال لإجراءات الدخول القياسية التي تتطلبها الجانب البولندي”.
وأوضح البيان أن على متن الطائرة “كانت هناك مواد خطرة لاستيرادها لم يصرح بها ممثلو جنوب أفريقيا”، و”بالإضافة إلى ذلك، كان هناك أشخاص على متن الطائرة لم يتم الإعلان عنهم من قبل للجانب البولندي”.
وجاء في البيان أنه “تم إبلاغ الجانب الجنوب أفريقي بجميع الإجراءات اللازمة لدخول الوفد إلى أراضي جمهورية بولندا والتصاريح اللازمة للنقل”، وحالياً يجري “اتخاذ إجراءات لحل الوضع الراهن”.
كما ادّعت وزارة الخارجية البولندية أنها “بذلت قصارى جهدها للتحضير الملائم لزيارة الرئيس رامافوزا إلى بولندا”، وعقدت على وجه الخصوص ثلاثة اجتماعات استشارية، و”ظل ممثلو وزارة الخارجية على اتصال مستمر مع المجموعة التحضيرية لجنوب أفريقيا لمكتب رئيس جنوب أفريقيا وسفارة جنوب أفريقيا في وارسو”.
ويزعم حرس الحدود البولندي أنّ حراس رئيس جنوب أفريقيا “ظلوا طواعية” على متن الطائرة في وارسو، حيث لم يكن لديهم إذن باستيراد أسلحة.
ووصل رئيس جنوب أفريقيا إلى أوكرانيا، في وقت سابق أمس، في جهود أفريقية لتسوية النزاع الروسي الأوكراني، تحت عنوان “مبادرة السلام الإفريقية لتسوية الصراع الأوكراني”.
وجاء ذلك فيما نشره رامافوزا عبر حسابه الرسمي في موقع “تويتر”، أنه “سوف يتحدث مع الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، وسيسافر هو وأعضاء الوفد الأفريقي، بمن فيهم رؤساء زامبيا وجزر القمر والسينغال، من أوكرانيا إلى بولندا بالقطار، وثم يتوجهون بطائرتين حكوميتين للسنغال وزامبيا من بولندا إلى بطرسبورغ، حيث يلتقي القادة الأفارقة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، غداً السبت.
وبحسب وكالة “رويترز”، فقد تعرض الدول الأفريقية، في إطار محادثات التسوية، على روسيا وأوكرانيا، “إجراءات لبناء الثقة”، وعلى وجه الخصوص “تعليق بعض العقوبات المفروضة على روسيا، والعمل بوقف إطلاق النار وسحب الأسلحة”.
مفاوضات البعثة الأفريقية وافق على إجرائها بوتين وزيلينسكي
وكان رئيس جنوب أفريقيا قد اقترح مبادرته للسلام في أيار/مايو، بعد أن تمّ تعليق المفاوضات الروسية الأوكرانية قبل عام، في أيار/مايو 2022.
وفي وقت سابق، صرحت وزيرة خارجية جنوب أفريقيا، زين دانغور، بأن رئيس جنوب أفريقيا وزعماء 5 دول إفريقية أخرى سيزورون موسكو وكييف في أوائل حزيران/يونيو في إطار مبادرة سلام، قال عنها جان إيف أوليفييه، صاحب مؤسسة “برازفيل” ومؤسس المبادرة، في تصريحات لـ “نوفوستي”، إنّ الهدف الرئيسي منها هو “المبادرة والمساعدة في إقامة حوار بين البلدين”.
وأشار جان إيف أوليفييه إلى أنّ “مفاوضات البعثة الإفريقية ستعقد دون شروط مسبقة، وهي الأولى من نوعها التي وافق على قبولها كل من بوتين وزيلينسكي”.
كما أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أمس الخميس، أنّ رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، “أطلعه على تفاصيل المبادرة الإفريقية للسلام في أوكرانيا”.
وتابع بأنه “يرحب دائماً بكافة الجهود الرامية إلى تحقيق السلام.. ولا ينبغي علي أن أحدد ماذا سيحققون.. ولكن من المهم التأكيد أن هذه مبادرة مهمة تعتمد على الإرادة الطيبة لعدد من الدول المهمة”.
توترات سابقة بين بريتوريا وبولندا
واعتبر متابعون أنّ التضييق الذي قامت به وارسو ضدّ الوفد الأفريقي يعود إلى توتر العلاقات بين الطرفين على خلفية اتهام بريتوريا بدعم موسكو.
وكانت حكومة جنوب أفريقيا اتخذت قراراً يحظر بيع الأسلحة لبولندا كوسيلة لحماية مصالحها مع روسيا، “للحد من الإمداد المحتمل من ذخيرة البلاد من بولندا إلى كييف، وسط الحرب المستمرة في أوكرانيا”.
كما أعاد المؤتمر الوطني الأفريقي (ANC)، تأكيد التزامه تجاه روسيا كحليف وصديق قديم، بعد الزيارة الأخيرة التي قام بها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف للبلاد، من أجل إجراء محادثات ثنائية.
وسبق أن صرّحت وزيرة العلاقات الدولية والتعاون في جنوب أفريقيا، ناليدي باندور، بأنّ “روسيا صديقة، ولدينا شراكات تعاونية لأعوام طويلة، بما في ذلك الشراكات في أثناء محاربة نظام الفصل العنصري”.
البيت الأبيض قلق من تقارب جنوب أفريقيا وروسيا
ومنذ يومين، أعرب البيت الأبيض عن قلقه إزاء أي تقارب عسكري محتمل بين جنوب أفريقيا وروسيا، بعد دعوة أطلقها أعضاء في الكونغرس الأميركي لفرض عقوبات على بريتوريا، بسبب “مخاوف بشأن شراكة أمنية محتملة بين جنوب أفريقيا وروسيا”.
وكان السفير الأميركي في بريتوريا، روبن بريغيتي، اتّهم حكومة جنوب أفريقيا بتصدير الأسلحة إلى روسيا، ما أثار غضباً في الولايات المتحدة الأميركية تجاه البلد الأفريقي، بعد ادعائه بأنّ “سفينة شحن روسية رست في كانون الأول/ديسمبر قرب كيب تاون، قبل أن تعود إلى روسيا محمّلةً بأسلحة وذخائر”.