اعترف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الإثنين، بسيادة جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك “بشكل فوري”، وذلك في خطابٍ تلفزيونيٍّ وجهه إلى الشعب الروسي، مساء أمس الإثنين.
وأكَّد بوتين أنَّ لبلاده “رابطاً كبيراً مع الشعب الأوكراني، لا يمكن لأحدٍ أن يمحوه”، مشيراً إلى أنَّه “تاريخياً، ضمَّ (الزعيم السوفييتي الراحل جوزيف) ستالين إلى أوكرانيا مناطقَ من بولندا ورومانيا، كما ضمَّ إليها القرم”، كما أنَّ “منطقة دونباس تمَّ فصلها عن روسيا، وضمّها إلى أوكرانيا فيما مضى”.
وقال الرئيس الروسي إنَّه “رغم كلِّ الأخطاء السابقة، اعترفت روسيا بالوضع الانفصالي الذي حصل بعد انهيار الاتحاد السوفييتي”، وأضاف أنَّ “روسيا لم توقف المساعدات المالية عن أوكرانيا، التي عانت من مديونيةٍ كبيرةٍ”. وأكَّد أنَّ “أوكرانيا كانت تستفيد دائماً من الشراكة والتعاون مع روسيا، دون أن تفي بأيِّ التزاماتٍ”، مشيراً بشكلٍ خاصٍّ إلى أنَّها “لطالما استفادت من الغاز الروسي، وكنا نمدّها به دائماً”.
وأوضح بوتين أنَّه “في العام 1991 بدأوا باستجلاب النموذج الغربي إلى أوكرانيا، في محاولةٍ لسلخها عن محيطها”، وأردف أنَّهم “عندما وصلوا إلى السلطة، استخدموا السياسات التي تُرضي الراديكاليين”، مشدِّداً على أنَّ “أوكرانيا افتقدت للسلطة والدولة الثابتة، وأصبحت مكاناً للانتهازيين الذين أوصلوا الميدان إلى الانقلاب”.
وتابع الرئيس الروسي سرده التاريخي، حيث قال إنَّه “في العام 2014 حصل الانقلاب، وجرى قتل من احتج عليه ورفضه، بوحشيةٍ”، لافتاً إلى أنَّ “6 ملايين أوكراني اضطروا للهجرة من أوكرانيا بسبب سياسات الانقلابيين في البلاد”، وفي المقابل فإنَّ “سلطة الانقلابيين استولت على كلِّ أموال وموارد الدولة، ووضعوها في جيوبهم”.
وبيّن بوتين أنَّ “ما قام به الانقلابيون أدّى الى انهيار الاقتصاد الأوكراني، وتمَّ رهن البلاد للإرادة الخارجية”، مشيراً إلى أنَّ “السفارة الأميركية في كييف هي من باتت تتحكم بالبلاد وبمؤسساتها، بحجّة محاربة الفساد، لكنه ما زال يستشري”.
وأضاف الرئيس الروسي أنَّه “تستمر في أوكرانيا التحضيرات لمعاقبة الكنيسة الأرثوذكسية”، مؤكِّداً أنَّ “هناك من يدفع أوكرانيا نحو الحرب مع روسيا”.
وصرّح بوتين أنَّ “أوكرانيا تمتلك تقنياتِ صناعةِ الأسلحة النووية منذ عهد الاتحاد السوفياتي”، وأنَّها “قادرةٌ على صناعة الأسلحة النووية، خصوصاً إذا ما تمَّ تقديم المساعدات الغربية لها”.
وأوضح كذلك أنَّ “الوحدات الأوكرانية تشارك في تدريبات حلف الناتو، ويمكن قيادتها مباشرةً من مقرات الحلف”، مبيّناً أنَّ “الحلف الأطلسي يستخدم الأجواء الأوكرانية لاستطلاع الأراضي الروسية”، وتابع أنَّ “ما يجري الآن في أوكرانيا هو تبديل تسمية القواعد العسكرية للناتو ببعثاتٍ عسكريةٍ”.
وجدَّد الرئيس الروسي التأكيد على أنَّ “انضمام أوكرانيا المحتمل إلى حلف شمال الأطلسي يشكّل خطراً على روسيا”، مضيفاً أنَّ “واشنطن تنفّذ مخططاتٍ جيو استراتيجية في دول أوروبا الشرقية”.
وذكّر بوتين أنَّه “في بداية القرن 21 بدأ الناتو بتعزيز قدراته العسكرية في شرقي أوروبا ووسطها”، وأنَّه “استمر في توسّعه إلى أن وصل إلى الحدود الروسية”، موضحاً أنَّ بلاده “ترى الخطوات التطبيقية للناتو من خلال دعم الإرهابيين في القوقاز، والتمدّد نحو الشرق”، وأنَّ “الولايا المتحدة لا تريد رؤية بلدٍ كبيرٍ مثل روسيا”.
وأشار الرئيس الروسي إلى أنَّ “النظام الدفاعي لأميركا يتوسّع من خلال نشر المنظومات الصاروخية التي قد تصل إلى أوكرانيا”، كاشفاً عن أنَّه “تمَّ نشر طائراتٍ تكتيكيةٍ للناتو في العديد من المطارات الأوكرانية، وأنَّ هذه الطائرات يمكنها استهداف روسيا”.
وأكَّد بوتين أنَّ “روسيا تؤيّد حلّ المشاكل مهما كانت معقّدة عبر الحوار الدبلوماسي والسياسي”، مكرراً أنَّ “ردّ الناتو على ضماناتنا الأمنية كان ثانوياً، ويتجاهل الأمور الأساسية”، وأنَّ “موقف الحلف لم يتغير بشأن التمدّد والتوسّع”، مشدِّداً على أنَّه “من حقّ روسيا اتّخاذ القرارات للحفاظ على أمنها”.
ولفت إلى أنَّ “أوكرانيا تحاول استخدام الهجوم السريع، كما في العام 2014″، مطالباً إياها بأن “تتذكّر ماذا حدث حينها”. وبيّن أنَّ “أوكرانيا تواصل القصف في إقليم دونباس، وتواصل إهانة السكان”، متسائلاً “إلى متى يمكننا أن نتحمّل ذلك؟”.
وعقب إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اعترافه بسيادة جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك ، واستقلالهما عن أوكرانيا التي تشن حربا على الجمهوريتين الانفصاليتين منذ أسابيع ، وقع وثيقة رسمية تتضمن قراره بالاعتراف.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في خطاب متلفز ليلة أمس: أعترف بشكل فوري بسيادة جمهوريتي دونيتسك ولوهانسك ، وأضاف إن من حق روسيا اتخاذ القرارات للحفاظ على أمنها ، وأوضح: لم يتغير أي شيء في موقف الناتو بشأن التمدد والتوسع ، ورد الناتو على ضماناتنا الأمنية كان ثانوياً ويتجاهل الأمور الأساسية.