بات كل شيء متوقعا في الولايات المتحدة الامريكية بعد توجيه الاتهام الى الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب في قضية الممثلة الاباحية..
ترامب الذي لم يترك الرئاسة الا بالقوة، بعد ان جرى سفك للدماء في الشارع، ها هو اليوم يتوعد بالانتقام، ويحرض انصاره مجددا على النزول الى الشارع..
وبما ان اتهام ترامب اليوم، غير مسبوق في التاريخ الامريكي، واكبر بكثير مما جرى بعد هزيمته في انتخابات العام الفين وعشرين، فان حجم تحرك انصاره، سيكون اكبر ومنظم اكثر، خصوصا وهو استبق الاتهام له ، قبل نحو اسبوعين، بدعوة انصاره للتحرك، بعد ان ادعى ان السلطات ستعتقله في القضية ذاتها، الا ان السلطات لم تفعل ذلك انذاك.
والجديد هذه المرة ان هناك شبه اجماع جمهوري على دعم ترامب، واعتبار الاتهام الموجه له، سياسيا وانتخابيا، مقابل موقف ديمقراطي موحد، يشدد على تحويله الى التحقيق ، باعتبار الا احد فوق القانون. اي ان المعركة لم تعد تقتصر على ترامب وبعض النواب والقادة الجمهوريين من جهة، والديمقراطيين من جهة اخرى، كما حصل في بعد الانتخابات الرئاسة السابقة، حيث وقف جمهوريون كثر ضده، بعد اتهامات بتزوير النتائج، بل اصبحت المعركة بين كل الجمهوريين من جهة وكل الديمقراطيين من جهة اخرى. المرا الذي دفع الاجهزة الامنية الى الاستنفار والتأهب تحسبا للتطورات،وقالت شرطة نيويورك، انه ستتم إعادة النظر في تموضع قواتها في الأيام المقبلة بناء على المستجداتن، واصدرت الاوامر لعناصرها وضباطها بالاستعداد..
الاهتزاز الامني الكبير الذي يعصف بالولايات المتحدة، ترافق مع بدء تحركات في الشارع لانصار ترامب، المشهورين بالعنف والعنصرية والتمييز والكراهية. ايضا ترافق مع هجوم من بعض القادة الجمهوريين على نظام القضاء الامريكي ودعوا الى تعديله.
في ظل هذه الاجواء المشحونة بالتوتر الامني الخطر، تحدث الادعاء العام الامريكي عن تسوية مع هئية الدفاع عن ترامب، قوامها تسلم نفسه للتحقيق، خلال ايام. الا ان حاكم فلوريدا رون دي سالتس، حيث ترمب موجود في منتجعه في مارالاغو في الولاية،)، قال ‘ان فلوريدا لن تساعدنا في اي طلب تسليم يتعلق بقضية ترامب بالنظر للظروف الراهنة’.
السؤال الكبير هل يفعلها ترامب ويسلم نفسه، وينجز تسوية كما حصل مع الرئيس الاسبق بيل كلنتون في قضية مونيكا لونسكي؟
لا يمكن لاحد الجزم بالاجابة، باعتبار ان كل شيء ممكن مع ترامب، خصوصا وان الوسطاء والعقلاء، يعملون خطورة الوضع، ويشتغلون على خط التسويات لتجيب البلاد شر مستطيرا، سيقسم الولايات المتحدة عاموديا حادا.
لكن من يدرك كيف يفكر ترامب، لا يتوقع، ان يدفعه عناده وغروره وجبروته وسطوته وعنصريته وتكبره، الى تسليم نفسه، قبل ان ان يضمن تسوية تخرجه من المأزق وتحفظ ماء وجهه. بحيث يخرج وكأنه منتصرا. الان ان اي تسوية(وسط تأكيد المحققين وهيئة المحلفين ثبوت الادلة عليه)، تتطلب منه على الاقل التخلي على الانتخابات الرئاسية العام المقبل، التي لا يحرمه الدستور الامريكي من خوضها، حتى لو كان مدانا ومحكوما خلف القضبان.
خلاصة القول، فانه ما كانت نتائج هذه الجولة من المعركة بين الديمقراطيين والجمهوريين، فان الواقع الذي تكرس، هو ان المجتمع الامريكي انقسم انقساما حادا وخطرا، وبات من الصعب جدا جبره. وبات المخاض ينبئ بحدوث اختلالات امنية، يمكن ان تؤدي، الى ما هو اكبر واخطر . فمجتمع لا يخلو بيت فيه من سلاح، لا بد ان يستخدم هذا السلاح.
د حكم امهز …باحث في الشؤون الاقليمية والدولية