“إيكونوميست”: خطوط أوكرانيا في دونباس تنهار.. ومشهد الحرب يتغير في كورسك
العين برس/ دولي
فشلت أوكرانيا في تحقيق أهدافها المرجوة من خلال عملية كورسك ومحاولة التوغل في المقاطعة الروسية، وهي تشتيت انتباه القوات الروسية عن تقدمها نحو مدينة بوكروفسك الاستراتيجية في جمهورية دونيتسك الشعبية في منطقة دونباس، المركز اللوجستي الحيوي للقوات الأوكرانية، بحسب صحيفة “إيكونوميست” البريطانية. وتشكّل بوكروفسك مركزاً رئيساً للجيش الأوكراني، بفضل موقعها الاستراتيجي الذي يتيح مرونة الوصول إلى مدينة كوستيانتينيفكا، المركز العسكري المهم للجيش الأوكراني، حيث تستخدم القوات الأوكرانية الطريق ما بين المدينتين، لإعادة إمداد الخطوط الأمامية وإجلاء الجرحى باتجاه مدينة دنيبرو، جنوب شرق.
ويواصل الجيش الروسي، تقدّمه منذ أسابيع، في تلك الجبهة، وقد استطاع السيطرة على العديد من البلدات والمدن الاستراتيجية، ما يتيح له التقدّم تجاه مدينة بوكروفسك.
ونقلت الصحيفة، في تقرير لها، اعتراف القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية، أوليكساندر سيرسكي، في 27 آب/أغسطس، أن روسيا كثفت من تركيزها على المدينة، في حين يبدو أن الدفاعات الأوكرانية آخذة في الانهيار، حيث تحقق روسيا مكاسب سريعة على طول خط المواجهة في شرق أوكرانيا.
وأشارت الصحيفة، إلى تغيّر مشهد الحرب في كورسك، بعد أسابيع من بدء الجيش الأوكراني عملياته المستمرة منذ السادس من آب/أغسطس، مع تشكّل “خطّ أمامي جديد، يمتد لمئات الكيلومترات”، وأظهرت الأقمار الصناعية التي ترصد التحصينات الروسية فيها “التأكيد الأكثر وضوحاً” على استقرار المعارك على طول خط الجبهة.
ويشكو سائق مركبة مدرعة في اللواء الثمانين في الجيش الأوكراني، إحدى الوحدات الأربع الرئيسة التي قادت الهجوم في كورسك، في حديثه للصحيفة إن “العدو أصبح أكثر حكمة”، مضيفاً “كان إطلاق النار جنونياً في الأيام القليلة الأولى. والآن نواجه مدفعية محترفة”.
روسيا غيرت من خططها الدفاعية
وشرحت الصحيفة، كيفية تغيّر خطط الجيش الروسي في الدفاع في كورسك، وقسمت ذلك إلى مرحلتين.
وأوضحت أنّ فرق الهندسة الروسية قامت بالحماية “من أسوأ السيناريوهات” في المرحلة الأولى، وحفرت الخنادق حول أهداف عالية القيمة، مثل محطة الطاقة النووية بالقرب من كورتشاتوف، وعلى طول الطريق الرئيسي المؤدي شمالاً إلى العاصمة الإقليمية لكورسك.
وتابعت مشيرةً إلى أنّ الجيش الروسي، يقوم الآن، في المرحلة الثانية، ببناء تحصينات ممتدة إلى شرق خط الجبهة وغربها، في أقرب نقطة على بعد 16 كلم فقط من المواقع الأوكرانية المفترضة، في مشهد قارنته الصحيفة مع “خط سوروفكين”، وهو خطّ الدفاع الذي سمي على اسم القائد العام للجيش الروسي، في جنوب أوكرانيا، في أوائل عام 2023. وقد لعب دوراً رئيسياً في وقف الهجوم المضاد لأوكرانيا في وقت لاحق من ذلك العام.
انهيار الدفاعات الأوكرانية في جبهة شرق أوكرانيا
ويقول قائد للطائرات بدون طيار في “اللواء 110” الأوكراني، إن الروس يتفوقون في عمليات المفاجأة الخاصة بهم حيث “أنهم يختبئون في الغابات، ويجمعون القوات، ثم يندفعون إلى الأمام”.
في هذا السياق، سلّط التقدم السريع الذي أحرزته روسيا في جبهة شرق أوكرانيا، الضوء على نقاط الضعف في خطوط الدفاع الأوكرانية، بعد فشل الجيش الأوكراني بالدفاع عنها، وفق ما أكدت الصحيفة، مبررةً ذلك، بعجز الجيش الأوكراني من توفير ما يكفي من الجنود والتحصينات الدفاعية والعقبات. إضافةً إلى ذلك، حولت القوات الروسية المتقدمة الخنادق الخرسانية الأوكرانية إلى خنادق خاصة بها.
واستفاد الجيش الروسي في جبهة شرق أوكرانيا، من انشغال الجيش الأوكراني في محاولته التوغل في كورسك، حيث لديهم ما يقدّر بعشرة أفواج هندسية مخصصة في مقابل فوج واحد ولواءين لأوكرانيا. ويقول ضابط في إحدى وحدات الهندسة القليلة في أوكرانيا إن جزءاً من مشكلة أوكرانيا “ثقافي”، مؤكداً أن “هيئة الأركان العامة ببساطة لا تدير العملية، ولا توجد خطة”.
لا نثق في زيلينسكي ولا نستمع إليه
من ناحية أخرى، أظهرت استطلاعات للرأي أجراها معهد كييف الدولي لعلم الاجتماع، تراجعاً كبيراً في شعبية الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مع استمرار الحرب، بحيث تبلغ حالياً 55% من الأصوات المستطلعة في إقليم دونباس.
وفقد العديد من السكان ثقتهم بزيلينسكي، ويرون أنه “لا يفهم واقع الحياة اليومية للأوكرانيين الذين يعيشون بالقرب من الجبهة، اذ يختلف تماماً عن واقع سكان كييف أو غرب البلاد”، في حين أكد آخرون، أنه فشل في تحقيق أي نتائج تذكر في مجال مكافحة الفساد وهو مشكلة في أوكرانيا، وخصوصاً في دونيتسك.
المصدر: الميادين نت