أكدت إيران والهند في بيان أمني مشترك، وقّعه كل من أمين المجلس الأعلى للقوم الأمني الإيراني الأدميرال علي شمخاني، ومستشار الأمن القومي الهندي أجيت دوفال التزام البلدين بتعزيز التعاون في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية، وإعادة النظر في التطورات الدولية الحديثة والمؤثرة، من أجل تعزيز التعددية القطبية في العالم.
ودعا البيان إلى تعزيز التعاون في الصّعد الثنائية والإقليمية ومتعددة الأطراف، بهدف ترسيخ مزيد من التقارب بين دول المنطقة.
كما ركز البيان على قنوات الاتصال باعتبارها من العناصر الرئيسية في التماسك الإقليمي والرخاء الجماعي، وقد جرى التأكيد في هذا الخصوص على مشروع تطوير ميناء جابهار (في محافظة سيستان وبلوجستان – جنوب شرق إيران)، لكونه يجسد نموذجاً للتعاون بين طهران ونيودلهي.
كذلك أشار إلى ضرورة تعزيز الجهود المشتركة مع روسيا وسائر الدول المعنية في منطقتي آسيا الوسطى والقوقاز، في سياق تطوير الممرات الاقتصادية المتاحة ولا سيما ممر الشمال – جنوب للنقل الدولي، وغيرها من قنوات الاتصال التي تستند إلى ميناء جابهار الإقليمي في مجال ترانزيت السلع.
وأعرب الجانبان الإيراني والهندي، في بيانهما عن قلق البلدين حيال الوضع الإنساني والاقتصادي الراهن في أفغانستان، مع ترحيبهما بتشكيل حكومة شاملة تضم مشاركة واقعية للتيارات كافة في هذا البلد.
وصباح اليوم، استقبل أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الأدميرال علي شمخاني مستشار الأمن القومي الهندي أجيت دوفال. وناقش الجانبان في اللقاء العلاقات السياسية والأمنية والاقتصادية الثنائية والمتعددة الأطراف وأهم التطورات الإقليمية والدولية.
يذكر أنّ دوفال يقوم خلال زيارته التي تستغرق يوماً واحداً لإيران، بإجراء مباحثات مع نظيره الإيراني ووزير الخارجية وعدد آخر من كبار المسؤولين.
وقبل يومين، وصل وزير الدفاع الإيراني، العميد رضا أشتياني، إلى الهند، للمشاركة في اجتماع وزراء دفاع الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون.
وأوضح أشتياني أنّه “سيتم شرح مواقف إيران لمواجهة الأحادية القطبية والإرهاب، وسياسة طهران تجاه التعاون متعدّد الأطراف مع الدول الأخرى خلال الاجتماع”.
يأتي ذلك، بعد توقيع وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، والأمين العام للمنظمة تشانغ مينغ، في 15 أيلول/سبتمبر 2022، وثيقة بشأن عضوية إيران الكاملة في منظمة شنغهاي للتعاون، وذلك على هامش قمة المنظمة التي انعقدت في سمرقند في أوزبكستان.
وكانت إيران منذ العام 2005 دولة مراقبة في المنظمة، وبدأت إجراءات الانضمام للحصول على العضوية الكاملة في المنظمة عام 2021.
وفي تموز/يوليو 2022، حثّت الهند إيران، على تفعيل الممر الجديد للتجارة بين الهند وروسيا عبر إيران، ضمن شبكة “INSTC” البالغ طوله 7200 كيلو متر، وذلك في سلسلة محادثات رفيعة المستوى جرت بين البلدين، وفق ما ذكرت صحيفة “تريبيون”.
يُشار إلى أنّ الهند تُعد واحدة من الأعضاء الرئيسيين في منظمة شنغهاي ومجموعة “بريكس”، وتحرص إيران في استراتيجيتها على التعاون الاقتصادي الوثيق مع الدول الأعضاء في هذه التحالفات، وخصوصاً التعامل المستدام مع نيودلهي، الذي من شأنه أن يسهم في المضي قدماً لتحقيق الأهداف المنشودة بهذا الخصوص.