قيادي في حركة انصار الله: هناك تنسيق كبير بين القيادة اليمنية والمقاومة الفلسطينية
العين برس/ صنعاء
أعلن عضو المكتب السياسي لحركة أنصار الله اليمنية القاضي عبد الله النعمي، وجود تنسيق كبير وعلى كافة الأصعدة والمستويات بين القيادة اليمنية والمقاومة الفلسطينية. وقال النعمي في حوار خاص مع “فلسطين اون لاين”: إن “احتجاز السفينة الإسرائيلية يؤكد أن عملية التنسيق كبيرة على كافة الصعد، وهذا ما لقي ارتياحا كبيرا لدى حركات المقاومة في فلسطين”. كما أكد أن تصعيد الموقف اليمني في استهداف البوارج الأمريكية والبريطانية ستستمر وستبقى هدفا إستراتيجيا للقيادة اليمنية، لافتا إلى أن التصعيد في استهداف السفن المتجهة نحو الاحتلال وصل إلى المحيط الهندي.
وأضاف النعمي بأن “أمريكا تدرك جيدا أن هناك تصعيدا كبيرا وتصميما يمنينا وإرادة قوية على مواصلته، ولن يتوقف حتى يتم إيقاف الحرب على غزة ورفع الحصار”.
وشدد على أن وقوف اليمن بجانب الشعب الفلسطيني هو ما يمليه الواجب الديني والأخلاقي والاجتماعي والإنساني، وأنه إذا لم يقف الشعب اليمني مع غزة في هذه المعركة فإن ذلك يمثل خطرًا بالنسبة لمستقبلهم.
وقال “نحن متوكلون على الله واعتمدنا عليه، ونعتقد أننا نخوض معركة مصيرية النصر لنا فيها، وهناك اطمئنان لدى بقية الشعب اليمني رغم الحصار والآلام والأوجاع التي يعانيها نتيجة العدوان المستمر عليه منذ تسع سنوات لهذا الموقف، وأن الشعب مؤمن أنه يخوض معركة مقدسة إيمانية وإنسانية وعسكرية”.
ووجه رسالة لأهل غزة قائلا “أنتم لستم وحدكم، والقيادة والشعب اليمني معكم وكذلك أحرار العالم، وأنتم في موقف الحق والاحتلال في موقف مشتت يعاني من تفكك داخلي وعملية تناحر، وكل أحرار العالم يعرفون مظلومية الشعب الفلسطيني ويقفون بجانبكم”.
وبشأن عملية “طوفان الأقصى”، أكد النعمي أنها مثلت صفعة غير مسبوقة للاحتلال لم يتوقع أن يتلقاها وقت هجوم المقاومة على أكثر من 21 موقعا عسكريا ومستوطنة إسرائيلية، وكانت أكثر من أي شيء أوجعه وألحقت بسمعته أثرا كبيرا.
وقال إن “المعركة أظهرت أنه يمكن اختراق الاحتلال استخباراتيا وعسكريا وأمنيا على كافة الأصعدة، وألحقت بسمعته أثرا كبيرا وأظهرت الاحتلال بصورته الحقيقية وليس كمان كان يصور نفسه أنه لا يمكن اختراقه وهزيمته”.
ولفت إلى أن حجم ردة الفعل ينبئ مدى الوجع الذي وصل إليه نتيجة هذا الاختراق الكبير، بعد عملية المقاومة غير المسبوقة والتي تؤسس لعمليات جديدة بالنسبة للشعب الفلسطيني.
وحول تشكيل تحالف أمريكي عسكري تقوده بريطانيا وأمريكا ضد اليمن، قلل النعمي من تأثير التحالف على الشعب اليمني الذي جاء بنتائج عكسية على أمريكا نفسها، وزاد اليمن قوة وتعاطفا لدى العالم وعنادا في الوقوف بجانب الشعب الفلسطيني، ولم يكن له أي تأثير لا على المستوى العسكري ولا السياسي والاجتماعي”.
وأشار النعمي إلى أن الاحتلال مني بخسائر اقتصادية كبيرة جراء حظر الملاحة البحرية للسفن المتجهة للاحتلال عبر البحر الأحمر، مستدركا: أنه “لو لم يكن هناك أثر كبير لما جاءت أمريكا وبريطانيا بأساطيلهما الحربية البحرية للبحر الأحمر رغم أنها ورطت نفسها وسمعتها على مستوى العالم وتلقت خسائر مدوية في البحر الأحمر، لمحاولة ثني اليمن عن موقفه في الوقوف بجانب الشعب الفلسطيني”.
وعن الجسر البري الذي أنشأته عدة أنظمة عربية بعد حظر الملاحة بالبحر الأحمر يمتد من السعودية والإمارات وصولا للأردن ولدولة الاحتلال، عده “موقفا مخزيا بكل معنى الكلمة”، مؤكدًا في الوقت ذاته، أنه لا يمكن أن يكون بديلا عن الملاحة الدولية في البحر الأحمر، لأن السفينة تحمل آلاف الحاويات بينما القاطرة لا تحمل سوى عدد قليل من الحاويات”.
وأكد أنه من الناحية الاقتصادية لم يكن الجسر البري بديلا عن الملاحة بالبحر الأحمر ولو بنسبة 3%، ولو كان له تأثير لقامت أمريكا بالانسحاب من البحر الأحمر، لكنه أضاف: “خزيا لتلك الدول التي منيت به، وأنهم في كل يوم يزدادون قبحا وبشاعة ويثبتون أنهم الحامي والحارس للاحتلال والداعم الرئيسي له”.
واعتبر “الجسر البري” وصمة عار في جباه العرب إلى قيام الساعة، مستهجنا، عدم وجود محاولة عربية لكسر الحصار عن غزة ووقف الحرب، وقال النعمي: “هناك تواطؤ عربي ضد غزة، وأن الحصار المفروض على غزة ليس إسرائيليا فقط”، متهما دولا عربية بالإسهام في استمرار حصار الشعب الفلسطيني وأن هذا الوضع الذي لا يشرف أحدا هو نتيجة للارتهان للاحتلال والارتماء في أحضانه”.
وأضاف أن “الأنظمة العربية تعتقد أن بقائها في عروشها مشروط بدعم الاحتلال، وأن أي موقف معادٍ للاحتلال الإسرائيلي يهدد عروشهم، وأن (إسرائيل) قادرة على تنحيتهم بالتالي يقدمون خدماتهم للاحتلال في سبيل بقائهم في الحكم”.
وشدد أن دعم الحكومات الغربية للاحتلال يجب أن يكون درسا للدول العربية والإسلامية، ليتخذوا مواقف بالاتجاه المعاكس مع الشعب الفلسطيني، باعتبار أن أمريكا حاولت إيجاد تحالف عسكري ودولي لدعم الاحتلال بالتالي كان يجب أن يكون هناك تحالفا عربيا ضد الاحتلال.
واستدرك “للأسف؛ العالم يتجمع ويتكتل في حين الشعوب والأنظمة العربية تتباعد وتتناحر فيما بينها بل ينضم بعضها للتحالف الغربي”.