قراءة لما بين السطور لـ تغريدتي سريع “3 أيام” و”تمت بفضل الله”
العين برس/ متابعات
تمت بفضل الله ” بهذه الثلاث الكلمات وضع متحدث قوات صنعاء العميد يحيى سريع حدا للتكهنات التي انطلقت عقب تغريدة مشابهة نشرها قبل ثلاثة أيام حيث أوضح المراد منها رئيس وفد صنعاء المفاوض في ملف الأسرى عبدالقادر المرتضى عندما علق على تغريدة سريع بالقول: “العبد يقرع بالعصى والحر تكفيه الإشارة” ، ليتضح المراد بأنه يدور حول الحجاج اليمنيين المحتجزين في السعودية لا سيما بعد أن حمل عبدالملك الحوثي قائد أنصار الله وأيضا مهدي المشاط رئيس مجلس صنعاء السياسي السعودية مسؤولية التصعيد والذي كان احتجاز الحجاج أحد فصوله.
مساء أمس الجمعة وقبيل انتهاء مهلة صنعاء عادت أولى دفعات الحجاج المحتجزين في السعودية، لتؤكد تغريدة العميد يحيى سريع الأخيرة أن الرياض لم يمكن بإمكانها غير الجنوح للعقل والمنطق الذي يقتضي أن لا تضحي بما وصلت إليه من تهدئة مع صنعاء كانت تتمناها لتخرج من مستنقع الحرب على اليمن، حتى وإن كان ذلك على حساب المصالح والإرادة الأمريكية والضغوط التي مارستها واشنطن على الرياض لاستخدام أي ملف قد يثني صنعاء عن دعمها لفلسطين وقطاع غزة عبر ما يحدث في البحر الأحمر والعمليات العسكرية الصاروخية والمسيرة التي تنفذها صنعاء في عمق الكيان الصهيوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ويرى مراقبون أن احتجاز الحجيج كما أنها كانت في سياق التصعيد السعودي ورضوخه للمطالبات الأمريكية فإن عدول الرياض عن الاستمرار في احتجاز الحجاج وتلقيها تهديدات صنعاء بجدية نقطة تحول في مسار التصعيد والعودة نحو التهدئة مرة أخرى مع صنعاء والمضي في تنفيذ خارطة الطريق التي التزمت بها الرياض في إطار إنهاء الحرب على اليمن
ووفقا لمصادر مطلعة فإنه فضلا عن إعادة الحجاج إلى صنعاء فإن السعودية التزمت بإعادة إدارة شركة طيران اليمنية إلى صنعاء وإعادة جدولة رحلات مطار صنعاء مع توسيع الرحلات، كما التزمت بتجميد قرارات البنوك، غير أنه وفقا لمراقبين فإن صنعاء ماضية في معركة انتزاع كامل الاستحقاقات والتعهدات السعودية حيث كان التصعيد السعودي الأخير في الملف الاقتصادي واستهداف طيران اليمنية واحتجاز الحجاج، بمثابة اختبار لصبر صنعاء التي جاء ردها مباغة وصادما للرياض حيث وجدت نفسها في مأزق حقيقي ، حيث تسارعت واشتدت حدة صنعاء تجاه السعودية فيما يتعلق بخارطة الطريق التي التزمت بها الرياض، وعلى رأسها ملف المرتبات والأسرى.
ويرى مراقبون أن صنعاء لن تتوقف عند هذا الحد -اعادة الحجاج ووقف قرارات البنوك وفتح مطار صنعاء- لأن هذه الملفات مستجدة ولم تكن ضمن مطالباتها لأنها خفضت سطح مطالبات صنعاء الرئيسية، ولن تشعر صنعاء بالرضى عن ما قدمه السعودي لأنه خارج عن ما كان متفق عليه ويمثل تطورا عكسيا في اتجاه تحقيق السلام ووقف الحرب على اليمن ورفع المعاناة عن اليمنيين.