جدّدت صنعاء توضيحَ طبيعة المرحلة الراهنة على ضوء تحذيرات ورسائل الرئيس مهدي المشاط للممثل الأممي، إذ أكّـد كُـلٌّ من رئيس حكومة الإنقاذ ونائبه لشؤون الدفاع والأمن، عدم وجود أي أثر عملي للوعود التي قدمتها دول العدوان وعلى رأسها السعوديّة خلال المرحلة الماضية وأن التوافقات التفاوضية ما زالت نظرية، كما أكّـدا ضرورةَ اتِّخاذ الرياض قراراً حاسماً بشأن السلام؛ لأَنَّ حقوق الشعب اليمني لا تقبل المراوغة والمماطلة.
وقال رئيس حكومة الأنقاض الوطني، الدكتور عبد العزيز بن حبتور، في حديث للمسيرة، الثلاثاء، إنه: “لا يوجد أثر ملموسٌ للوعود التي قدمتها السعوديّة بل إنها تحاول التملص من تنفيذ ما وعدت به والتزمت به”.
وَأَضَـافَ بن حبتور أن صنعاء مصرة “على تنفيذ كُـلّ التفاهمات التي تم التوافق حولها” مذكِّراً بأن “الشعب اليمني يئن يوميًّا” جراء استمرار العدوان والحصار.
وأوضح أن صنعاءَ تعتبر صرفَ الرواتب وما يتصل بالمِلف الإنساني “مفتاحَ الأمن والاستقرار إذَا كان الأعداء جادِين” في إشارة إلى عدمِ قيمة أية وعود مع استمرار المماطلة إزاء هذه المتطلبات المشروعة.
وحول موقف دول العدوان، قال رئيس الحكومة: إنَّ “هناك تبادل أدوار وليس تناقضاً حقيقياً بين دول العدوان، وإن بعض التمايز هامشي وليس تناقضاً رئيسياً”.
وأوضح أن “رسالةَ الرئيس المشاط عبرَ الممثل الأممي جاءت لتعرف كُـلّ الأطراف أين تضع قدمها، أكان مجلس الأمن الدولي أم بريطانيا وأمريكا الراعيتين للعدوان”.
وكان الرئيس قد أبلغ الممثلَ الأممي، الاثنين، بخطورة العراقيل التي تضعها أمريكا وبريطانيا أمام جهود السلام، محذِّراً من أن التداعيات ستكونُ على مستوى عالمي إذَا عاد التصعيد.
وفي هذا السياق أَيْـضاً، أوضح نائبُ رئيس الحكومة لشؤون الدفاع والأمن، الفريق جلال الرويشان أن “رسالة الرئيس المشاط تؤكّـد أن النارَ لن تكون محصورةً في اليمن إذَا جرى الدفع نحو التصعيد”.
وَأَضَـافَ في حديث للمسيرة أن “الرئيس المشاط أبلغ الممثل الأممي بأن على الأطراف الأُخرى قراءة الرسالة اليمنية كيفما أرادت نصحًا أَو تهديدًا”.
وقال الفريقُ الرويشان: إن هناك احتمال لأن تكون دول تحالف العدوان في الإقليم قد “أدركت متأخرةً بأنَّها تورطت في العدوان وتريد مراجعة حساباتها” لكنه أكّـد أن “الراعيَ الأمريكي والبريطاني منزعجٌ من أي تقارب”.
وَأَضَـافَ أن “المصلحةَ السعوديّة لم تكن في شن العدوان على اليمن، وهي الآن تقفُ في مفترق طرق بأن تحسمَ قرارَها ووجهتها”، في إشارة إلى ضرورة وقف المماطلة.
وحول المفاوضات، أكّـد الفريق الرويشان أن “التوافقات على طاولة التفاوض فيما يخُصُّ المِلَفَّ الإنساني لا تزالُ في الجانب النظري”، في إشارة إلى أن التنفيذَ العملي هو المعيارُ الرئيسيُّ لقياس مدى نجاح جهود السلام.
واعتبر الفريق الرويشان أنه “ليس من المنطقي أن تتحدَّثَ دولُ تحالف العدوان عن تعرُّضِها لضغوط فهي أمام حقوق للشعب اليمني”.
وتعزِّزُ هذه التأكيداتُ والمعلوماتُ الرسائلَ التي وجّهها الرئيس المشاط للممثل الأممي، والتي أكّـدت بوضوح على ضرورة اتِّخاذ قرار حاسم من جانب دول العدوان.
كما تؤكّـدُ هذه التصريحاتُ أن صنعاءَ تتعاطَى مع المفاوضات بواقعية، وتعطي الأولوية للخطوات العملية التي يتطلَّبُها السلامُ العادلُ، وفي مقدمتها الخطوات الإنسانية؛ وهو ما يعني أن أيَّ حديث أَو وعود بخصوص السلام لن يكون لها أي تأثير إذَا لم تنعكس على الواقع بالشكل المطلوب؛ الأمر الذي يوجِّهُ رسالةً واضحةً لدول العدوان بعدم جدوى التعويل على محاولات كسبِ الوقتِ والمماطَلَةِ أَو الالتفافِ على مطالب الشعب اليمني.
صحيفة المسيرة