السيد القائد عبد الملك الحوثي: أمريكا وإسرائيل واللوبي اليهودي يسعون لصرف الناس نهائياً عن تعاليم الله
العين برس/ صنعاء
حذر السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي – يحفظه الله- من خطورة التأييد للباطل، والتأييد للظلم، والتأييد للإجرام، مؤكداً أن الإنسان يكون شريكاً في نفس الجريمة. وأشار في المحاضرة الرمضانية الـ 24 إلى أن هناك آيات كثيرة تبين حالة خطورة الرضا، وأنه جرم إلى جانب الجرم، إلى جانب الفعل الذي هو جرم.
وقال السيد القائد “إننا نجد في هذه الأحداث التي تحصل في عدوان العدو الاسرائيلي على غزة، من بعض الدول الخليجية، وبعض الدول العربية، من يؤيِّد ما يفعله العدو الاسرائيلي، ومن يبرر، ومن يحمِّل المسؤولية على المستضعفين، المظلومين، أبناء الشعب الفلسطيني، وهذا خطأ رهيب، كارثة رهيبة جداً، لماذا؟ لأن الإنسان سيصبح شريكاً مع العدو الإسرائيلي في كل تلك الجرائم، بسبب تأييده، فيتحمل وزراً عظيماً وكبيراً جداً”.
وأوضح أنه كذلك أثناء العدوان الأمريكي السعودي على بلدنا، فالبعض من الناس أيَّد المعتدين على بلدنا، وهم يقتلون الآلاف من الأطفال والنساء، والأبرياء المساكين، وهم يرتكبون أفظع الجرائم، ويصبح الإنسان شريكاً في نفس تلك الجرائم، ويصبح شريكاً في وزر قتل أولئك الأطفال والنساء والآخرين، وهي حالة خطيرة جداً.
ولفت إلى أن “العبرة الكبيرة في تاريخ الأمم والأقوام أنَّ الله ينعم عليهم بالنعم الكبير في حياتهم، ويتم نعمته عليهم بنعمة الهدى، وأوليائه، وأنبيائه، ورسله؛ لتستقر حياتهم، وتصلح حياتهم، ونعمة الرسل ونعمة الهدى هي أعظم النعم، التي بها تستكمل بقية النعم، وتطيب بها بقية النعم، وتستقر بها حياة الناس، لكنهم بدلاً من شكر النعمة على ما هم فيه من رفاهية وراحة، يتَّجهون للفساد، يتَّجهون للانحراف عن تعليمات الله سبحانه وتعالى، يعاندون، وينحرفون، ولا يقبلون بهدى الله، فتأتي العقوبات، والعقوبات كثيرة، والعقوبات متنوعة”.
وبين أن قوم نبي الله صالح -عليه السلام- (ثمود)، مع إمكاناتهم ورفاهيتهم، وما هم فيه من الإمكانات الضخمة، والحياة التي تتوفر لهم فيها متطلبات تلك الحياة، اتَّجهوا للفساد، ونشروا الفساد، والمنكرات، والفواحش، والرذائل، ومختلف أنواع الفساد، فأصبحوا بؤرة للفساد، ومصدِّرين الفساد إلى بقية المجتمعات، التي لها علاقةٌ بهم، أو تتعامل معهم، فهم يسيئون استخدام نعم الله عليهم، ويتصرَّفون بها فيما هو معصيةٌ لله سبحانه وتعالى، ثم تنتهي، يعني: لا تدوم النعمة على قومٍ يتنكرون لها.
وواصل قائلاً : “إذا رأينا في عصرنا هذا دولاً متمكنِّة على المستوى الاقتصادي، وحتى على المستوى العسكري وغيره، فهذا لا يعني أنَّ ذلك سيدوم لها، بكفرانها للنعمة؛ ستنتهي، وتأتيها العقوبات”، منوهاً إلى أن العقوبات تختلف من زمن إلى آخر، وعصرٍ إلى آخر، وتتنوع العقوبات أيضاً، إن لم يشكروا نعمة الله عليهم، بحسن التعامل مع نعم الله، والكف عن المعاصي، و عن الفساد، وعن الظلم، والطغيان، والبغي.
وأوضح أن أخطر ما يسعى له الأعداء أنهم يحاولون على مستوى الأمة الإسلامية، وغيرها، أن يبعدوا المجتمعات تماماً عن رسالة الله، مؤكداً ان ما تسعى له أمريكا، ما تسعى له إسرائيل، وما يسعى له اللوبي اليهودي الصهيوني المضل، المفسد في الأرض أنه يحاول أن يصرف الناس نهائياً عن تعاليم الله، عن رسالته، وأن يتَّجه بهم منفصلين عنها بشكلٍ تام، وأن يجعلهم يتنكَّرون لها في اعتقاداتهم، في أعمالهم، في تصرفاتهم، وأن يتَّجه بهم إلى الاستباحة للمحرمات بكلها، وعدم الانضباط في حياتهم على أساس هدى الله وتعليماته التي فيها الرشد، والخير، والسعادة، والفلاح، والنجاة، وهذه مسألة خطيرة؛ لأنهم يريدون أن ينكبوا البشرية، ويريدون أن يستمروا فيما هم فيه من فساد، في بيئة متقبِّلة لفسادهم، لمنكرهم، لشرهم، لاستعبادهم للناس، وهي حالة خطيرة للغاية، يريدون أن يكون الناس في جاهلية جهلاء بكل ما تعنيه الكلمة.