يتباهى إعلام المجلس الانتقالي الداعي للانفصال جنوب اليمن، والمدعوم إماراتيا بأن زعيمه عيدروس الزبيدي قام بإجراء 22 لقاءً ديبلوماسيا خلال خمسة أيام أثناء تواجده في الولايات المتحدة.
وبحسب الأعراف الديبلوماسية، تعتبر اللقاءات التي أجراها الزبيدي حدثاً لم يسبق له مثيل بالنسبة لممثل كيان يدعو للانفصال، رغم ما تناقلته وسائل إعلام دولية ومحلية تابعة للتحالف عن مواقف محرجة تعرض لها الزبيدي من مسؤولين دوليين رفضوا الالتقاء به، واقتصرت لقاءات الزبيدي على مسؤولين لدول صغيرة أو مهمشة أضافة إلى لقاءه بوزير خارجية جنوب السودان لبحث ما قال عنه تجربتهم في الانفصال.
وبين كل ذلك، فقد دخل الزبيدي إلى الولايات المتحدة بصفته عضواً في ” مجلس القيادة الرئاسي” الذي تم تنصيبه من قبل التحالف، إلا أن الجميع يعرف جيداً أن الزبيدي لم يبدي أي التزام لـ”المجلس الرئاسي” مقابل تمسكه بصفته رئيساً للمجلس الانتقالي الداعي للانفصال في اليمن، في تناقض واضح مع عضويته في “المجلس الرئاسي” الذي يدعي تمثيل الجمهورية اليمنية.
ويبدو أن النشاط المكثف الذي مارسه الزبيدي، خلال تواجده في الولايات المتحدة، يأتي في إطار عمليات الترويج لتقسيم اليمن، والتي تتم برعاية غربية، وتمويل من الإمارات.
وسجلت الأحداث والشواهد، قيام الولايات المتحدة بأنشطة معادية للجمهورية اليمنية، على الأراضي الأمريكية، دون مراعاة لمبادئ القانون الدولي، التي تمنع أي أنشطة تهدف إلى المساس باستقرار وسيادة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة.
محللون سياسيون يرون أن هناك مساعي من قبل واشنطن ولندن لفرض التقسيم على اليمن، وهي مساعي تم تغذيتها من قبل التحالف على مدى الأعوام السبعة الماضية من الحرب على اليمن، تم خلالها فرض “الانتقالي” طرفاً في مفاوضات الحل النهائي في اليمن، خلال اتفاق الرياض الأول في نوفمبر 2019 رغم ما تحمله تلك المسألة من خطورة من فتح الأبواب للكيانات الصغيرة والدخول في تفريعات هامشية من شأنها أن تخلق عثرات في مفاوضات الحل النهائي، فقد أدى الاعتراف المشبوه بالمجلس الانتقالي، إلى إيجاد مكونات أخرى تدعو إلى الانفصال على مستوى المحافظات على غرار “مجلس حضرموت الوطني” الذي تم تشكيله في أغسطس الماضي، والذي يطالب بانفصال حضرموت، عن الجمهورية اليمنية، مما يؤكد أن منح المجلس الانتقالي صفة رسمية ضمن مكونات الحكومة التابعة للتحالف، كان بمثابة الخطوة الأولى لتفريخ المزيد من الكيانات الداعية لتمزيق اليمن.
بينما كانت السعودية أول الداعمين للمجلس الانتقالي، بشكل لا يقل عن دعم الإمارات للانتقالي، حيث سمحت الرياض برفع علم المجلس الانتقالي في العام 2020 خلال فعالية جمعت الزبيدي مع عدد من أبناء الجالية اليمنية في الرياض.
ما يؤكد ذلك التوجه، هي المساعي الحثيثة التي تقوم بها دول التحالف بقيادة أمريكا وبريطانيا رغم تصريحات مبعوث واشنطن إلى اليمن بحرص بلاده على وحدة اليمن.. وهي تصريحات تتنافى تماما مع تحركاتهم في الميدان.