العين برس:
اني لأعجب من عدم تغطية وسائل الإعلام العربية والغربية لأعظم حدث ديني في العالم وهو زيارة أربعين الإمام الحسين بن علي (ع) في وقت تسعى فيه معظم وسائل الإعلام العربية والغربية إلى تغطية جميع أخبار العالم في كل المجالات وفي مختلف أنحاء العالم مهما كانت صغيرة أوكبيرة، وبشكل مباشر في أحيان كثيرة وتسلط الضوء عليها من خلال التحليلات والتقارير الخبرية لمراسليها، رغم أن الحدث لايقتصر على الشيعة فقط بل هو حدث ديني لكل احرار العالم.
لكن لاعجب فالحدث مرتبط بأعظم ثائر ضد الظلم والاستعباد والاستبداد الأموي الذي احل الحرام وانتهك الحُرم وهدم اركان الدين والحرمين الشريفين..فبنوا أمية لم يُسلِموا لكنهم استسلموا للأمر منذ فتح مكة كأبو سفيان وولده معاوية وغيرهم من الأمويين..وبعد مقتل عثمان قويت شوكتهم وأظهروا عدائهم للإسلام ولآهل الكساء في فترة وجيزة.
البداية كانت من قتالهم وقتلهم للإمام علي ثم تسميمهم للإمام الحسن بن علي ومن بعده قاتلوا وقتلوا خامس أهل الكساء الإمام الحسين وأهل بيته (ع) ثم استمرالعداء الأموي عقودا من الزمن.. ولازال اتباع الأمويين ومن على شاكلتهم يكنون العداء ويحاربون شيعة آل البيتِ لليوم ومن يقول أنه صراع على الحكم فقد كذب.. فالصراع هو صراع بين الحق الذي يمثله الآن شيعة البيت المحمدي العلوي والباطل متمثلا بأعراب الخليج المطبعين وقادة الدول الموالية للإستكبار العالمي متمثلا في بريطانيا وأمريكا.
ولكونهم أعداء فلا يروق لهم تغطية هذه الفعالية. وبما أن الحق ماشهدت به الأعداء فــقــد أكدت صحيفة “الاندبندنت” البريـطـانية في تـقـرير لها أن “الزيـــارة الأربعينية هي حدث دینی لا نظیر له في العالم، حيث تفوق حشود المشارکین فیه بأعداد کبیرة أیام الحج”.
وأشار التقرير إلى أن الزيارة “تكرس ثقافة التكافل الاجتماعي وسمة العطاء الذي يورث بدوره خصالًا أخلاقية وإنسانية حميدة كثيرة في مقدمتها الكرم والجود والإيثار وتغييب البخل والأنانية والحب المفرط للذات والقضاء على التمييز العنصري على أساس اللون والعرق والجنسية والانتماء الفكري والديني، إلى جانب تكريس مبدأ التواضع والتذكير بالأخوة الإنسانية عامة والإسلامية خاصة”.. نقول هو الله.
وتـحدثت صحيفة “هافينجتون بوست” الأمريكية عن عدم اكتراث الإعلام الغربي بتغطية هذا الحدث والقصص الإيجابية الملهمة خلال زيارة الأربعين، مشيرةً إلى أنها تحتوي الكثيرمن المواد الثرية لإنتاج أفلام ضخمة عن الفداء والصبر والتحمل والعطاء وكل مفردات الخُلق الرفيع، باعتبار مسيرة الأربعين أعظم ملحمة إنسانية تبين قضية الحسين وآلامه التي ألهمت الملايين. والمتأمل فيما سبق يجد أن الصحيفتين قد دستا السم في العسل.
خلاصة القول البركة في إعلام دول محور المقاومة ومناصري أحرارها ففي فعالية زيارة العام الماضي غطاها أكثرمن 600صحفي و21 عربة بث مباشر.. ولاشك ان تغطية زيارة هذا العام سيكون بفضل الله تعالى أكبر ولو كره الحاقدون.