الخلود في الدنيا وفي الآخرة صنفان لا ثالث لهما فإما خلود بالفضائل أوخلود بالرذائل.. وبيان كل صنف كما يلي:
1- فأصحاب الفضائل خالدون في الدنيا بالذِكر الطيب وبالثناء الجميل عند الخالق وعند الخلق، وفي القرأن وفي التاريخ وفي كتب السِيَر وعلى الألسن.
2- وأصحاب الرذائل خالدون في الدنيا بالذكر القبيح والسيئ ومقبوحين عند الخالق في كتابه وعند خلقه عبر التاريخ القديم والمعاصر وفي كتب السير.
وشاء الله أن يكون بين الخلود في الدنيا والخلود في الأخرة علاقة وثيقة. فأصحاب الفضائل خالدون في الجنة بأعمالهم الصالحة وأقوالهم الحسنة، وأصحاب الرذائل خالدون في النار بأعمالهم الطالحة وأقوالهم السيئة.
وعندما نقرأ سيرة الإمام الحسين (ع) نجد أنه من أهل الفضائل وهو للفضائل أهل. وفي فضله نزلت أيآت وخصه رسول الله صل الله عليه وآله وسلم بعشرات الأحاديث النبوية الشريفة والتي لايتسع المجال هنا لذكرها. ويكفينا من فضائله خروجه على الباغي الملعون يزيد فقد اجمع كتاب التاريخ والسير والعلماء أن خروج الإمام الحسين (ع) كان الحق.
قلت كيف لايكون كذلك وهو للحق أهل. ويكفي الإمام الحسين (ع) فخرا أن أحرار العالم يحيون يوم استشهاده بعاشوراء محرم كل عام بالعديد من الفعاليات وأما مرقده صار مزارا إليه يحج الأحرار من كل دول العالم يوم 20 من صفر من كل عام فهو قدوة الثائرين ونجم من نجوم الهداية وعلم من الأعلام.. وهو رابع أهل الكساء وأول من تسمى بالحسين بوحي من السماء، وهو من بكى عليه جده محمد المصطفى وبكت عليه السماء والأرض.. فهو خالد في الدنيا وخالد مخلد بالجنة.
أما يزيد الملعون فهو من اهل الرذائل وهو للرذائل أهل بإرتكابه لها، بالتالي فلا يحسب على الإسلام لامن قريب ولا من بعيد، فكان بذلك كارثة على الأمة ومازال كذلك. فهو مخلد برذائله وموبقاته بالذكر القبيح وعلى الألسن باللعن وخالد كذلك في النار بنص الآيات والأحاديث.
ولو لم تكن له من رذيلها لاجريمته الكبرى بكربلاء وماحدث بعدها من كُرب ومآسي لايتسع المجال هنا لذكرها. فيزيد يمثل الباطل بكل المجالات، ويكفي الإنسان العاقل أن ينظر الى قبر الملعون يزيد في دمشق ومرقد الإمام في كربلاء، سيقول أين الثُريا وأين الثَرى وأين يزيد من الإمام الحسين بن علي عليهم الصلاة والسلام.
ختاما معلوم أن ماينفع الناس يمكث في الأرض وأما الباطل فيذهب جفاء، وللباطل صولة ثم يضمحل. ولنا عبرة بماحدث لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم للإمام علي ثم للحسن والحسين.. و و و
والإمام زيد وكل آل البيت عليهم السلام ومايحدث الآن للمقاومة… والسلام ختام.