مسيرة الأربعين هي حركة لبناء الحضارة، وهذا هو أهم سبب في أن الجماعات التي لديها أفكار تكفيرية تعمل بشكل كبير ضد هذه الظاهرة العالمية في شبكاتها الدعائية خلال الأيام الأربعينية.
تعتبر زيارة الأربعين من أحداث تاريخ الإسلام التي استمرت منذ عام 61 هجرية حتى الآن. المسلمون الذين يحبون أبناء رسول الله (صلی الله عليه وآله وسلم)، في اليوم الأربعين لاستشهاد الإمام الحسين (عليه السلام)، يأتون بأنفسهم إلى قبر الحسين بن علي (عليه السلام) ويعلنون للعالم أنهم صامدون على طريق الحرية.
زيارة قبور الأنبياء والصالحين مقبولة لدى جميع المسلمين ولا فرق بين الشيعة والسنة في ذلك. كل المسلمين يرون أنه يجوز زيارة الأنبياء والصالحين، وهم بالتأكيد يرون جواز السفر لزيارة قبورهم. في غضون ذلك، ترى الجماعات التكفيرية المنحرفة خلافاً لإجماع المسلمين أن السفر لزيارة القبور بدعة وحرام.
وذلك بالرغم من أن مسيرة الأربعين هي مسيرة شرعية وجائزة وقد حكم عليها جمهور علماء السنة، خاصة أنه أثناء مسيرة الأربعين يذهب المرء إلى زيارة مرقد الإمام الحسين (عليه السلام) ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وأي رحلة أفضل من هذه الزيارة يمكن تخيلها؟ لذلك من الواضح أن الجماعات التكفيرية تتحدث ضد جمهور علماء السنة، على الرغم من أنهم ينسبون وجهات نظرهم إلى السنة؛ لأنه كما أصبح واضحاً، فإن كلمة “سني” هي غطاء لتطوير الأهداف الخاصة للتنظيمات التكفيرية، بينما صرّح أهل السنة بجواز السفر زيارة القبور، خاصة قبور آل البيت (عليهم السلام).
قد يبدو هذا غريباً للعديد من وسائل الإعلام التي كانت دائماً ضد وحدة الشيعة والسنة، لكن تواجد السنة في مسيرة الأربعين يحمل رسائل كثيرة. إن العمل الذكي لعلماء السنة وتواجدهم في مسيرة الأربعين الحسيني بين حشد من ملايين المسلمين من الشيعة والسنة، يظهر أن أخباراً كثيرة لوسائل الإعلام عن معتقداتهم وتقديم صورة غير واقعية لمواجهة بين السنة وآل البيت (عليهم السلام) ليس إلا كذباً.
لطالما يتحدث جميع المسلمين من الشيعة والسنة، عن إخلاصهم لآل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وقد ذكروا في مصادرهم روايات كثيرة عن فضائل أهل البيت (عليهم السلام)، لكن وسائل الإعلام التابعة للجماعات التكفيرية حاولت دائمًا تقسيم مذاهب الإسلام وكانت ضد الوحدة في مواجهة أعداء مثل أمريكا وإسرائيل.