المتأمل بمشروعية واستحباب الزيارة الأربعينية يجد أن كل احاديث أهل البيت عليهم السلام في مواطن كثيرة قد حثت على زيارة الامام الحسين بن علي عليهم السلام، فأوعدت لهم بالأجر والثواب العظيم والمنزلة الرفيعة لمن سعى لزيارة قبر الإمام الحسين بن علي عليهم السلام.
إنّ هذا الحث لم يأت من فراغ، بل لأن أهل البيت عليهم السلام أرادوا من أتباع المذهب الحق أن يرتبطوا ارتباطاً وثيقاً بإمامهم الثائر المصلح، وهم بزيارتهم لذلك القبر الشريف انّما هو لأخذ الدروس والعبر من تلك الثورة التي قام بها الامام عليه السلام ضد الطاغي والباغي يزيد، بالتالي فإن الزيارة تعتبر موطن من مواطن العبادة والإيمان، ومن يتأمل في قول الله تعالى (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ)..سيجد ان مرقد الإمام الحسين (ع) هو من تلك البيوت التي يُذكر فيها اسم الله تعالى ويُتعبد لله فيها. ذلك أن كل مواطن الذكر أينما تكون يحبّها الله تعالى، فكيف بمواطن قد دُفن فيها أولياؤه الصالحون، فبالتأكيد سيكون لها خصوصية وعظمة من تلك الآية التي وردة في سورة النور كون النور يشع من مرقد الإمام الحسين (ع) بكربلاء.
ومن الأحاديث النبوية في فضل الزيارة اوورد لكم بعض ماور في الزيارة الجامعة (والحق معكم وفيكم ومنكم وإليكم وأنتم أهله ومعدنه).
وقال النبي صل الله عليه وآله وسلم (إن علياً مع الحق والحق مع علي).
وعنه صل الله عليه وآله وسلم (اللهم أدر الحق معه حيث دار).
ومن اتبع هذا الحق فإن مصيره إلى الجنة والعكس بخلافه..
(ومن اتبعكم فالجنة مأواه ومن خالفكم فالنارُ مثواه ومن جحدكم كافر، ومن حاربكم مشرك، ومن رد عليكم فهو في أسفل درك من الجحيم) صدق رسول الله صل الله عليه وآله وسلم ..
من هنا أصبح حبهم إيمان، وبغضهم كفر لأنهم الأبواب الإلهية وهم اولياء الله وخاصته.. وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن الله أخبره بقتل الحسين (ع) إلى أن قال (من زاره عارفا بحقه كتب الله له ثواب ألف حجة وألف عمرة، ألا ومن زاره فقد زارني، ومن زارني فكأنما زار الله، وحق على الله أن لا يعذبه بالنار، ألا وإن الاجابة تحت قبته ، والشفاء في تربته، والائمة من ولده).
ووردت احاديث في فضل الزيارة منها ماروي عن الامام الحسن العسكري أنه قال (علامات المؤمن خمس؛ صلاة احدى وخمسين؛ وزيارة الاربعين؛ والتختم باليمين؛ وتعفير الجبين).
وعن أبي جعفر(ع) قال( مروا شيعتنا بزيارة قبر الحسين(ع) فإن إتيانه مفترض على كل مؤمن يقر للحسين بالامامة من الله عزّ وجلّ).
وعن عبيدالله بن موسى عن الوشاء قال: سمعت الرضا (ع) يقول (إن لكل إمام عهدا في عنق أوليائه وشيعته، وإن من تمام الوفاء بالعهد زيارة قبورهم).
قال أبو عبدالله عليه السلام : من أتى قبر الحسين (ع)عارفا بحقه كان كمن حج مائة حجة مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم).
وعن أبي جعفر(ع)قال( لو يعلم الناس مافي زيارة الامام الحسين (ع)من الفضل لماتوا شوقا،وتقطعت أنفسهم عليه حسرات، قلت: وما فيه ؟ قال (من زاره تشوقا إليه كتب الله له ألف حجة متقبلة، وألف عمرة مبرورة، وأجر ألف شهيد من شهداء بدر، وأجر ألف صائم، وثواب ألف صدقة مقبولة، وثواب ألف نسمة أريد بها وجه الله، ولم يزل محفوظا) الخ الحديث. وفيه ثواب جزيل، وفي آخره “أنه ينادي مناد: هؤلاء زوار الحسين شوقا إليه”.
وعن بشير الدَّهّان، عن أبي عبدالله عليه السلام (قال: إنَّ الرَّجل ليخرج إلى قبر الحسين عليه السلام، فله إذا خرج مِن أهله بأوَّل خُطْوَةٍ مَغْفرةٌ لذنوبه، ثمَّ لم يزل يقدَّس بكلِّ خطوةٍ حتّى يأتيه، فإذا أتاه ناجاه الله تعالى فقال: عَبدي سَلْني اُعطِك؛ اُدْعُني اُجِبْك، اُطلب منّي اُعْطِك، سَلْني حاجةً أقضيها لك! قال: وقال أبو عبدالله عليه السلام: وحقٌّ على الله أن يعطي ما بذل) فياله من فضل عظيم.
أما الأدلة على المشي في الزيارة فكثيرة منها ماورد عن أبي الصامت قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) وهو يقول: (من أتى قبر الحسين عليه السلام ماشياً كتب الله له بكل خطوة ألف حسنة ومحى عنه ألف سيئة ورفع له الف درجة).
و في رواية اخرى عن أبي سعيد القاضي قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام في غريفة له وعنده مرازم فسمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول (من أتى قبر الحسين عليه السلام ماشياً كتب الله له بكل قدم يرفعها ويضعها عتق رقبه من ولد اسماعيل).
ولا شك ان للمشي في زيارة الأربعين خصوصية فالمشي الىكربلاءيعتبر تأسياً بالامام الحسين(ع) وبعائلته ومن خرج وثبت معه فهم الذين تحملوا ذلك الآلام وعانوا تلك المتاعب حتى وصلوا إلى كربلاء وحصل لهم ماحصل. ثم أن المشي إلى الإمام الحسين يعتبر تأسيا بعائلته التي مشت على الأقدام وصولا إلى الإمام عليه السلام في يوم الاربعين، وهاهم الآن محبو الحسين عليه السلام يتحملون المتاعب مواساة لعائلة الحسين وللإمام الحسين بن علي عليهم السلام..
فطوبى لمن مشى الى الزيارة الأربعينية وياليتني كنت معكم فأفوز فوزا عظيما.