إن {الأربعين} يدل من اسمه على اليوم الأربعين بعد عاشوراء من محرم الحرام وهو اليوم الذي نحيي فيه ذكرى شهادة الإمام الحسين (ع) في كربلاء عام 61 هـ ومنذ ذلك الحين وعلى مدى 1383 عام للآن نعتبر يوم الأربعين هو موسم الحج الرئيسي الأكبر لدى محبي واتباع الإمام الحسين (ع) فعدد الزوار لمرقد الإمام يوم 20 من شهر صفر بكل عام في كربلاء المقدسة يفوق عددهم عدد حجاج بيت الله الحرام.. فالحمد والشكر للملك العلام الذي اصطفى لنا آل بيت محمد عليهم الصلاة والسلام وقرن بصلاتنا وسلامنا عليهم بصلاتهم عليهم السلام.
ويروي التاريخ أن عدداً ممن نجوا من المعركة تم أسرهم واقتيدوا الى الملعون يزيد الذي لم يكتفي بقتل الإمام الحسين (ع) بل أمر بإحضار رأس الإمام إليه في دمشق وحملوه إليه وبذلك يكون أول من حُمل على خشبة في الإسلام هو رأس الإمام الحسين(ع) وقد عبث به الملعون ابن زياد قبل حمله إلى يزيد الملعون وما أن وصل الرأس الشريف بين يدي يزيد حتى قام عليه اللعنة بالتالي:
١- بالنكث والضرب على الرأس والثنايا
٢- شرب النبيذ عليه
٣- صلب الرأس الشريف بمدينة دمشق
وبعد أن شاء الله للأسرى الفكاك من الأسر استطاعوا استعادة الرأس الشريف وعادوا به إلى كربلاء لدفنه هناك حيث دفن جسده الشريف، من حينها صارت كربلاء مكان يضم مضجع الإمام الحسين (ع) ويقع بمركز مدينة كربلاء، وأول من بنى قبر الإمام الحسين (ع) هو الإمام علي بن الحسين (ع) بمساعدة قبيلة بني أسد، وأقاموا رسماً لقبره، ونصبوا علماً له، فلا عجب ان اصبح اليوم مشهدا ومزار تشد الملايين إليه الرحال من كل دول العالم.
ولا شك أن الهدف من زيارة الأربعين كونها إحياء لذكرى عودة رأس الإمام (ع) فإنها تهدف الى تأدية نفس شعائر الأسى على ضريح الفقيد التي أدتها للمرة الأولى عائلته، ولا سيما أخته زينب، والصحابي جابر بن عبد الله الانصاري (ر) خلاصة القول القيام بهذه الزيارة الخاشعة الأربعينية هي مؤشر يميز المؤمن الحق الأحق أن يُتّبع من المنافق المتبع للباطل.