واشنطن تنفقد قوتها في التجارة الآسيوية لصالح الصين
العين برس/ تقرير
تقرير في مجلة بريطانية يؤكد أنّ “المنافسة المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين لم تكن جيدة للأسواق الحرة”، إذ اتضح أن السماح لوزراء الدفاع أو الخارجية بإملاء السياسة التجارية لا يساعد في تحسين تدفق المنتجات عبر الحدود.
تحدث تقرير في مجلة “ذا إيكونوميست” البريطانية، بعنوان “الولايات المتحدة تفقد قوتها في التجارة الآسيوية”، عن المنافسة المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين وتأثيراتها على الأسواق العالمية، مؤكداً أنّ الصين تقود “حملة لإضفاء الطابع الإقليمي على سلاسل التوريد بشكل أفضل من المتوقّع”.
وأكّد التقرير أنّ “المنافسة المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين لم تكن جيدة للأسواق الحرة”، إذ اتضح أن السماح لوزراء الدفاع أو الخارجية بإملاء السياسة التجارية لا يساعد في تحسين تدفق المنتجات عبر الحدود.
ومع ذلك، حتى مع انهيار العولمة، بدأ السباق لكسب النفوذ التجاري في المنطقة الأكثر اكتظاظاً بالسكان والأسرع نمواً في العالم، وتوضح المجلة الاقتصادية الكبرى أنّه “سباق تفوز به الصين بهدوء”.
إذ “تحرص كلّ من الولايات والصين على أن تعلن للدول الآسيوية فوائد الاتفاقيات الإقليمية التي ترعاها”، ففي 27 أيار/مايو، وافقت مجموعة من 14 دولة على إنشاء نظام إنذار مبكر بشأن مشاكل سلسلة التوريد، وهي اللبنة الأولى في الإطار الاقتصادي لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ، بعرض رئيسي من الرئيس الأميركي جو بايدن.
وفي المقابل، في الثاني من حزيران/يونيو، دخلت “الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة”، وهي صفقة تجارية تدعمها الصين وتشمل أستراليا واليابان ونيوزيلندا وجميع جنوب شرق آسيا، باستثناء تيمور الشرقية وكوريا الجنوبية، حيّز التنفيذ في الفلبين، وتتألف من 15 عضواً، أشارت “ذا إيكونوميست”.
اقرأ أيضاً: الصين وهاجس الأمن في آسيا الوسطى
وفي حين انخفضت قيمة الصادرات الصينية إلى أميركا والاتحاد الأوروبي بنسبة 15% و 5% على التوالي، في الأشهر الخمسة حتى حزيران/يونيو، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2022، نمت الصادرات إلى رابطة دول جنوب شرق آسيا بنسبة 8% خلال هذه الفترة.
وتعدّ هذه الكتلة الآسيوية المكوّنة من عشرة أعضاء، أكبر شريك تجاري للصين حالياً.
وكان تقرير في موقع صحيفة “غلوبال تايمز” الصينية تحدث عن ندوة عقدت في بكين، في نيسان/أبريل الفائت، بشأن نتائج الحرب التجارية الأميركية على الصين، بعد أكثر من 5 سنوات من التصعيد الأميركي.
وأكّدت الصحيفة أنه “بعد 5 سنوات من الحرب التجارية التي شنّتها الولايات المتحدة ضد الصين، وتطور العلاقات الصينية الأميركية، عملت الولايات المتحدة على تشويه وتدمير النظام التجاري الدولي والقواعد الدولية، وكان لذلك تأثير عميق وسلبي في الاقتصاد الأميركي وكذلك الاقتصاد العالمي”.
وأعرب الخبراء والعلماء الذين شاركوا في الندوة عن أنه “من إدارة ترامب إلى إدارة بايدن، أصبحت السياسة الاقتصادية والتجارية للولايات المتحدة تجاه الصين أداة سياسية لاحتواء صعود الصين وإثارة المواجهة”.
وبحسب المشاركين في الندوة، أظهرت الأحداث أنّ “الحرب التجارية ضد الصين لم تفشل فقط في تحقيق الخيال الأميركي المتمثّل في سحق الصين، ودفع الصناعة التحويلية إلى وطنها، ولكنها تسبّبت أيضاً في إلحاق ضرر كبير باقتصادها ومعيشة سكانها، وكذلك على المستوى الدولي”.