الخبر: في حين أن طبيعة ونوع الهجوم المنفذ على ورشة لوزارة الدفاع الإيرانية في أصفهان، وفقا للأدلة والقرائن، تشير الى انها من فعل الكيان الصهيوني أكثر من أي جهة اخرى، لكن تعليق مستشار الرئيس الاوكراني فلاديمير زيلينسكي على تويتر والربط بين هذا الهجوم والأحداث أوكرانيا امر مثير للاستغراب .
الاعراب :
-رغم ان الهجوم الفاشل بطائرات الدرون على ورشة تابعة لوزارة الدفاع في أصفهان، ترافق مع تضخيم إعلامي صهيوني مشفوع بصمت مطبق من السلطات الرسمية لهذا الكيان كما هو ديدنهم، الا انه ونظرا لطبيعة العمليات ونوعها والعداء الإسرائيلي لإيران خلال السنوات الماضية، لا يتبادر الى اذهان المحللين السياسيين سوى متهم واحد وهو الكيان الصهيوني.
-مع تشكيل الحكومة اليمينية المتطرفة وطبعا “الممزقة” في الكيان الصهيوني، فان الخوف من انهيارها كان يطارد نتنياهو في كل لحظة، ولذلك فانه وبعد شغور حقيبتين من الحقائب الوزارية، حاول الحؤول دون الانهيار المبكر للحكومة بأي طريقة ممكنة، ولهذا لم يتوانى عن تقديم أي تنازلات.
-في غضون ذلك، فإن خروج مظاهرات شارك فيها مئات الآف الأشخاص في الأراضي المحتلة، والتي تزداد عددا وتضخما كل أسبوع، بدأت تقض مضاجع نتنياهو لاسيما وان العرب الذين يعيشون في الأراضي المحتلة كان لهم حضور لافت في المظاهرات الى جانب المعارضين الصهاينة لنتنياهو، ليزداد كابوس جديد الى كوابيس نتنياهو الاخرى .
-إضافة إلى ذلك، فإن بروز مظاهر جديدة للمقاومة في الأراضي المحتلة، والتي برزت في عمليتين متتاليتين يومي الجمعة والسبت في القدس، ضيقت الخناق على نتنياهو وارهقته اكثر من ذي قبل. وفي هاتين العمليتين، اللتين جاءتا بعد هجوم الكيان على جنين مباشرة، كان عدد قتلى الصهاينة مساوياً لعدد شهداء جنين الذين سقطوا يوم الخميس، وكانت سرعة الانتقام وحجمها من الامور التي لم تخطر على بال الصهاينة .
– في ضوء هذه الظروف فضل نتنياهو تسويق الأزمة إلى خارج حدود كيانه عبر اتخاذ إجراء فوري بشن هجوم على المنشآت الدفاعية الإيرانية، عسى ولعل في ظل تاجيج هذه الأزمة يستطيع صرف الرأي العام عن هشاشة الوضع في “إسرائيل” وحكومته. يشار الى انه في السابق، كان ينفذ هذا المشروع بين حين وآخر من خلال شن هجمات على مناطق في سوريا والادعاء بانها استهدفت مواقع ومعدات عسكرية إيرانية في هذا البلد .
– كما تأتي هذه الخطوة من قبل الكيان الصهيوني في ظل تبدد احلام نتنياهو بفرض عقوبات على حرس الثورة الاسلامية من قبل اوروبا، كما كان يتوقع. فلو كانت الإجراءات الأوروبية حققت النتائج المرجوة للكيان الإسرائيلي، لكان نتنياهو يجد نفسه قد حقق مكسبا على صعيد تقويض واحتواء القوة الصاروخية والإقليمية لإيران.
– في هذا البين، فان تغريدة مستشار الرئيس الاوكراني فلاديمير زيلينسكي بشأن إقحام هجوم أصفهان في الازمة الأوكرانية، رغم أنها كانت خطوة حمقاء للغاية وبعيدة عن أي حسابات سياسية، لكنها على الأقل شكلت هدية مجانية من قبل هذا المسؤول الأوكراني إلى نتنياهو. ولازال المحللين غي حيرة من امرهم حيال المصلحة التي كان يجب ان تحصل عليها اوكرانيا المتأزمة او الاوكرانيون من هذا الموقف البليد. ولا يجب ان ننسى بان مسؤولي الكيان الصهيوني وعلى عكس هذا المسؤول الأوكراني، لم يجراؤا أبدا على الاعتراف بأعمالهم العدائية ضد إيران بشكل علني.
– ويبدو أن السلطات الأوكرانية نسيت الثمن الباهض الذي كبدته لشعبها من خلال الترحيب بتوسيع الناتو في المنطقة، دون تحقيق أي مكاسب لشعبها .