مجلة “ناشيونال إنترست”: الحرب الأوكرانية عرت المعدات العسكرية الأميركية
العين برس/ تقرير
تُظهر ظروف ساحة المعركة في أوكرانيا أن المعدات العسكرية الأميركية تواجه مشكلات عملية في الميدان، سواء من ناحية الصيانة أو الكلفة أو سهولة الاستخدام.
ذكرت مجلة “ناشيونال إنترست” أن اتفاق الولايات المتحدة وألمانيا على تزويد أوكرانيا بدبابات “ليوبارد 2 وإم 1 أبرامز” أحدث ضجة كبيرة، فهما متشابهتان في الحجم والقوة النارية، ولكن هناك بعض المشكلات معهما.
مثلاً، يصل وزن “أبرامز” إلى 7 أطنان أكثر من “ليوبارد” (وزنها 73 طناً)، ومن الممكن أن تعلق بسهولة في الحقول الموحلة لأوكرانيا أو تسقط على بعض الجسور الخفيفة. وهناك مشكلة أخرى تعاني منها الدبابة، تتمثل في أن نسخة “أبرامز” المُحسَّنة تعمل بوقود الطائرات، الأمر الذي لا يمكن فهمه أو تبريره في ساحة المعركة.
لكن الأمر الأكثر إشكالية لدبابة “أبرامز”، وفق المجلة، هو أن الإصلاحات الميدانية ليست دائماً ممكنة. مثلاً، لا تستطيع كتيبة في الخطوط الأمامية إصلاح دبابة “أبرامز” تضرر فيها جهاز الرؤية البصرية. ويتطلب استبدالها سحب أنظمة كاملة وشحنها إلى مكان منفصل لإصلاحها، والذي من المحتمل أن يكون على بعد مئات الأميال.
وأخيراً، كلفة إنتاج دبابة “أبرامز” تقدر بنحو 10 ملايين دولار لكل واحدة، في حين أن أحدث “ليوبارد 2” تكلف نحو 6 ملايين دولار.
القوة الجوية ليست رخيصة
وبحسب “ناشيونال إنترست”، على الرغم من فاعلية طائرة “أف-16” الأميركية في المعارك، عرضت الحكومة السويدية على أوكرانيا طائرتها المقاتلة “جريفين” التي تصنف من طائرات الجيل الرابع التي تتمتع بأجهزة تشويش فعالة، وتستطيع الهبوط على مدرج قصير.
وتبلغ تكلفة طيران مقاتلة “جريفين” السويدية 7800 دولار أميركي لكل ساعة، فيما تصل تكلفة مقاتلة “إف-16” ما مقداره 12000 دولار أميركي في الساعة. وفي الوقت الذي يتم تدريب الطيارين السويديين ومجندي الصيانة لمدة 12 شهراً لتشغيل “جريفين”، تستغرق المقاتلة “أف-16” على الأقل 36 شهراً من التدريب في فجوة واسعة بين المقاتلتين.
وتطرقت المجلة إلى السلاح الجوي في الحرب الأوكرانية، وقالت إن صواريخ أرض-جو المتطورة تجعل المجال الجوي خطراً، وحصلت أوكرانيا مؤخراً على نظام “باتريوت”. ونتيجة لذلك، تغيرت المهام القتالية للطائرات المقاتلة، وأصبحت تُستخدم الطائرات النفاثة الآن بشكل أساسي، كقاذفات صواريخ جو-أرض قصيرة الرحلة.
وأصبح البديل عن الطائرات المأهولة هو المسيرات. وقالت المجلة: “لقد صنع الأوكرانيون آلاف الطائرات الانتحارية الرخيصة التي تتكون من أجزاء إلكترونية رخيصة في منافسة جديدة للطائرات الأميركية”.
معارك المشاة
يعد إرسال المشاة من ساحة المعركة وإليها تحدياً في حد ذاته، وغالباً ما يتطلب مركبة متخصصة. في أوكرانيا، هناك خيار بين البوشماستر الأسترالية ومركبة المشاة الأميركية “سترايكير M126”.
“البوشماستر” تبقى وتقاتل مع المشاة، فيما توصل “سترايكر” الجنود وتغادر، نظراً إلى أنها مدرعة خفيفة، وتتأذى من أي سلاح أقوى من المدفع الرشاش، ووصفت بأنها “فخ الموت”.
وتعاني “سترايكر” أيضاً من مجموعة متنوعة من المشكلات الفنية، مثل الدرع الواقي وتناثر الطين من العجلات إلى المحرك، ما تسبب بمشكلات صيانة، إضافة إلى مشكلات في شاشات أوامر الكمبيوتر داخل السيارة التي لم تكن تعمل دائماً.
وفي حالات تكررت كثيراً، قُتل الجنود الذين يرتدون معدات القتال في حوادث انقلاب الناقلة، بسبب خلل في أحزمة الأمان. علاوة على كل هذا، فإن صيانة “سترايكر” صعبة ومكلفة للغاية.
القيمة المالية
ووفق “ناشيونال إنترست”، فإن المعدات الأميركية تستخدم، غالباً، التكنولوجيا الفائقة. وقد يعكس السعر التكاليف التي تم إنفاقها على البحث والتطوير.
ويوجه الصراع الأوكراني تحذيراً لموردي الأسلحة الأميركيين بضرورة ترشيد وتبسيط تكاليف الإنتاج والصيانة، إلى جانب النظام المعقد، من دون مراعاة المخاوف من أن بعض موردي الأسلحة منخرطون في التلاعب بالأسعار.
وذكرت المجلة: “رغم أن منتَجاً معيناً قد يكون الأفضل، فهذا لا يعني كثيراً، إذا كان غير قابل للاستخدام بشكل مستدام في ساحة المعركة، إما بسبب تعقيده أو تكاليفه وإما بسبب البيئة الخاصة التي تم نشره فيها”.
وتؤكد ظروف ساحة المعركة في أوكرانيا أن المعدات العسكرية الأميركية تواجه مشكلات عملية في الميدان، تختم المجلة.