مجلة أمريكية : الولايات المتحدة ودول التحالف تتحمل مسؤولية إعادة اعمار اليمن
العين برس/ متابعات
عبدالله المطهر
قالت مجلة “جاكوبين” الأمريكية إنه يجب على الدول التي ساعدت في تدمير اليمن أن تتحمل مسؤولية إعادة إعماره .. وأضافت ” لقد أنفقت السعودية وحلفاؤها الغربيون، بما في ذلك الولايات المتحدة، مبالغ ضخمة على الحرب التي أدت إلى وصول اليمن إلى الفقر المدقع ” .
وأكدت المجلة في تقرير لها أنه يجب ألا يُسمح لهم بالتنصل من المسؤولية عن أعمال إعادة الإعمار التي تعتبر ضرورية لمستقبل جميع اليمنيين..
وتابعت ” لقد كانت اليمن أصل الحضارات ومفترق طرقها لآلاف السنين والتنوع الثقافي المكتسب متأصل في النفس الجماعية للأمة، وغالبا ما تُعرف البلاد بكرمها وضيافتها الرائعة “.
وذكرت أن سخاء اليمن تجاه الغرباء وتاريخه الثقافي الغني يتعايشان مع الحرمان المادي الشديد .
وجاء في التقرير ” لقد أثبتت الأبحاث التي أجرتها هيومن رايتس ووتش والأمم المتحدة بأن التحالف استهدف عمدا مواقع مدنية.. ويتوافق هذا مع روايات شهود عيان “.
وأفادت أن المقابلات التي تم أجراءها في اليمن قد أبرزت حقيقة أن الحروب لا تزال تحصد أرواح الأبرياء لفترة طويلة بعد إسقاط القنابل وإطلاق الصواريخ وإلقاء القنابل اليدوية.. في حين تتضاءل المساعدات الإنسانية في اليمن بسبب المخصصات المستمرة لأوكرانيا.
وتابعت أنه من أجل تخفيف المعاناة في اليمن، يجب محاسبة السعودية وشركائها في التحالف الإقليمي – بما في ذلك البحرين والإمارات، وكذلك الدول غير الخليجية مثل مصر والأردن.. ويجب أن تتحمل ممالك الخليج، المسؤولة عن الجزء الأكبر من الدمار ولديها الموارد اللازمة لإعادة البناء، غالبية التكلفة.
وأوردت أن هذا المطلب يتكرر لدى العديد من اليمنيين، الذين يجب أن تكون وجهات نظرهم في مقدمة جميع التحليلات والتوصيات المتعلقة باليمن.. في إحدى المقابلات، ناشد أحد عمال الفندق دول التحالف “إصلاح بلادنا وإعادة ممتلكاتنا إلينا” حتى يتمكن اليمنيون من “العيش كما اعتدنا من قبل”.
المجلة رأت أنه يجب على الدول الأخرى أن تساهم..وتتحمل الولايات المتحدة، على وجه الخصوص، مسؤولية خاصة. وفي أعقاب سيطرة قوات صنعاء على محافظة عدن في عام 2015، أعلنت إدارة أوباما عن إنشاء خلية تخطيط مشتركة مع السعودية لتنسيق “الدعم العسكري والاستخباراتي الأمريكي” بشكل وثيق ، وفي الوقت نفسه، قررت الولايات المتحدة تبادل المعلومات الاستخبارية حول أهداف الغارات الجوية.. في حين أن 73 في المئة من الأسلحة التي تلقتها السعودية تأتي من الولايات المتحدة ، وقد شاركت الولايات المتحدة في تدريبات مشتركة مع 80 بالمائة من الأسراب الجوية المشاركة في الغارات الجوية اليمنية ، بالإضافة إلى ذلك، قدم المقاولون العسكريون الأمريكيون الإصلاحات والصيانة وقطع الغيار، بينما أجرت الطائرات الأمريكية عمليات التزود بالوقود في الجو للطائرات السعودية التي نفذت الغارات الجوية.
وأوضحت أن في عام 2018، خلال فترة القصف المنتظم في اليمن من قبل السعودية، قدم بروس ريدل، مدير مشروع الاستخبارات في معهد بروكينغز، التقييم المقتضب بأنه لولا الدعم الأمريكي، لكانت القوات الجوية الملكية السعودية على الأرض غداً.
مجلة جاكوبين أكدت أنه يجب على دول الاتحاد الأوروبي، باعتبارها موردي الأسلحة الرئيسيين للتحالف الخليجي، أن تساهم أيضا في إعادة الإعمار في اليمن .. حيث زادت صادرات الاتحاد الأوروبي، وخاصة من المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا، إلى السعودية والإمارات بشكل ملحوظ خلال الحرب.
وتابعت حديثها بالقول: إن الدول الغربية والخليجية على حد سواء هي دول غنية قادرة على تمويل إعادة الإعمار.. ومن الأمثلة على إنفاقهم الباهظ مئات المليارات التي أنفقت على الاستعدادات لكأس العالم في قطر وخطط السعودية لمشاريع معمارية مكلفة.. إن إعادة بناء المستشفيات ومحطات معالجة المياه والمباني والطرق في اليمن سيكون أكثر من ممكن من الناحية المالية لهذه الدول.